مشاركة يمنية غير مسبوقة في دورة الألعاب العربية بالقاهرة وآمال لحصد ميداليات جديدة
   
صنعاء/موقع محافظة حضرموت/سبأنت - الخميس 8/11/2007
dawrh-alaab-arabya.gif

تشارك الجمهورية اليمنية في منافسات دورة الألعاب العربية الرياضية الحادية عشرة التي ستقام بالعاصمة المصرية القاهرة خلال الفترة من 11 ـ 25 نوفمبر الحالي وتشارك اليمن على رأس وفد رسمي ورياضي رفيع في حفل افتتاح الدورة برئاسه وزير الشباب والرياضة حمود محمد عباد، وتضم ما يزيد عن 150 شخص يمثلون 13 لعبة رياضية .

وتضم البعثة اليمنية رئيس اللجنة الاولمبية اليمنية وزير الشباب السابق عبد الرحمن الاكوع وأمين عام اللجنة محمد الاهجري وعدد من مدراء عموم وزارة الشباب والرياضة وفد إعلامي كبير يمثل مختلف وسائل الإعلام الرسمية في البلاد.
وتعد المشاركة اليمنية في هذا المحفل العربي هي الأكبر والأولى من نوعها في تاريخ مشاركات اليمن الخارجية على الإطلاق وفي الدورة العربية التي لم تغب عنها منذ انطلاقتها، ويطمح اليمن لإحراز مركز متقدم في الدورة.
وتشارك اليمن في الدورة العربية التي تقام في سبع مدن مصرية بثلاثة عشر لعبة رياضية هي الطاولة ، السلة ، الجودو ، الكاراتية ،الشطرنج ، المصارعة ، رفع الأثقال ، التايكوندو ، الملاكمة ، رياضة المرأة ، بجانب ألعاب القوى الذي عدلت عن الاعتذار بعد تدخل وزير الشباب والرياضة وتشارك بلاعب واحد وأربع فتيات ، فيما اعتذر منتخب كرة القدم مبكرا، إضافة إلى مشاركة فرق المعاقين حركياً التي تقام منافساتها على هامش الدورة العربية وتشارك اليمن في ألعاب رفع الأثقال وألعاب القوى وكرة الطائرة، وأضيف أخيرا فريق الفروسية والهجن كأول مشاركة
خارجية للفروسية اليمنية.
تكتسب مشاركة اليمن في هذه الدورة التي تحظى بمشاركة عربية واسعة بلغت عشرة الآف رياضي عربي سيتنافسون على أقراص ذهب وفضة وبرونز الدورة في 33 لعبة أولمبية، إضافة إلى أربع منافسات لذوي الاحتياجات الخاصة، تكتسب أهمية قصوى في تعزيز التواجد اليمني في المحافل الرياضية الإقليمية , خاصة انه يعول كثيراً على تحقيق نجوم الرياضة اليمنية نتائج مشرفة ترفع من أسهم الرياضية اليمنية في المحافل العربية ، سيما بعد أن تم الإعداد مبكراً لخوض غمار منافسات هذه الدورة العربية.
ولأول مرة تشارك اليمن ببعثة رياضية كبيرة قوامها حوالي 150 شخص منهم 80 لاعباً و15 مدرباً و15 إداريا و10 حكام و 13 رؤساء الاتحادات المشاركة ، إضافة الإداريين وممثلي الإعلام الرياضي.
وحظيت هذه المشاركة باهتمام كبير من قبل قيادة وزارة الشباب والرياضة وتولت الوزارة بدلاً عن اللجنة الاولمبية الوطنية مسئولية إعداد المنتخبات المشاركة وتهيئتها فنياً.
وقال مدير عام النشاط الرياضي بوزارة الشباب ورئيس اللجنة الفنية باللجنة الاولمبية المسئولة عن إعداد المنتخبات المشاركة في الدورة العربية خالد صالح حسين :" إن وزارة الشباب والرياضة قدمت كل مستلزمات ومتطلبات إنجاح برامج إعداد المنتخبات المشاركة المفتوحة والداخلية والخارجية ولم تتردد الوزارة في صرف أي طلب حتى المعسكرات الخارجية الأخيرة كما تم اعتماد إقامة أيام إضافية"، مشيراً إلى أن الوزارة عملت على صرف اعتمادات مالية منذ وقت مبكر لتأمين إقامة معسكرات تدريبية داخلية و خارجية حرصاً على الإعداد الجيد لكافة
المنتخبات الوطنية، مبيناً أنه لأول مرة في تاريخ المشاركات الخارجية للرياضة اليمنية يتم دخول معظم المنتخبات اليمنية المشاركة في الدورة العربية معسكرات خارجية في عدد من دول العالم، حيث استعد منتخبا المصارعة والجمباز في معسكرهما الخارجي بالعاصمة السورية دمشق استعداداً للدورة العربية، كما لحقهما المنتخب اليمني للشطرنج الذي خاض هو الأخر معسكراً خارجياً بروسيا استمر عشرين يوماً استعداداً للدورة العربية في القاهرة ، ويواصل منتخب الكاراتيه أيضا معسكره في القاهرة .فيما أنهى المنتخب اليمني لكرة الطاولة هو الأخر تدريباته
المكثفة ضمن معسكره الخارجي المغلق بمقاطعة جوانجو الصينية ، الذي استمر 27 يوماً ، ومثله أنهى منتخب التايكواندو معسكره الخارجي في كوريا الجنوبية ، فيما أنهى منتخب السلة معسكره الخارجي بمدينة اسطنبول التركية لذات الغرض.
وأوضح خالد صالح لوكالة الأنباء اليمنية ( سبأ ) أن خوض هذا العدد الكبير من المنتخبات اليمنية لمعسكرات خارجية يأتي في إطار اهتمام الوزارة على توفير متطلبات نجاح المشاركة اليمنية في هذه الدورة العربية للألعاب الرياضية في قاهرة المعز ، خاصة أن وزير الشباب والرياضة حمود عباد طالب بأن تكون مشاركة اليمن في الدورة الرياضية العربية الحادية عشرة التي تستضيفها مصر نوعية وهامة لجميع الاتحادات المشاركة.
وكان الوزير عباد أعلن في وقت سابق عن تخصيص مكافآت مالية مجزية للاعبي الألعاب الفردية التي ستشارك في الدورة العربية الحادية في حال الحصول على إحدى الميداليات الثلاث الذهبية ، الفضية ، البرونزية ، بحيث يحصلون على مليون ريال مقابل الميدالية الذهبية, و750 ألف ريال للميدالية الفضية، 500 ألف ريال للميدالية البرونزية, إضافة إلى تكريمهم معنويا من قبل الوزارة.
وأشار خالد صالح حسين الذي سيرأس البعثة الرياضية اليمنية إلى أن إجمالي ما خصصته الوزارة كمخصصات مالية للاتحادات الرياضية للمشاركة في هذه الدورة يبلغ 150 مليون ريال كموازنة للمشاركة في الدورة العربية وستقوم وزارة الشباب بمواجهة أي التزامات إضافية، كما دفعت رسوم المشاركة التي بلغت 125 ألف دولار. منوهاً بأن البعثة اليمنية ستشارك في العروض بزي موحد.
وحول حظوظ المنافسة للألعاب اليمنية في الدورة أفاد صالح بقوله:" أعددنا أنفسنا للمنافسة لا غير أسوة ببقية الدول العربية، خاصة انه تم الإعداد لهذه الدورة منذ وقت مبكر بدء منذ يوليو الماضي بهدف الظهور بصورة مشرفة، ونعول على ألعاب الجودو والتيكواندو والجمباز وفتيات ألعاب القوى والأثقال والشطرنج لتحقيق ميداليات وإنجازات في هذه الألعاب".
وأكد رئيس البعثة الرياضية اليمنية إن الرياضة اليمنية تطمح إلى تحقيق نتائج جيدة في منافسات الدورة العربية ، لتتوج العام 2007م، بالنجاح المتميز بحصد أكبر عدد من الميداليات، خاصة أن المنتخبات اليمنية حققت خلال الشهور الماضية من العام الجاري نحو 30 ميدالية ذهبية و47 ميدالية فضية و40 ميدالية برونزية.
ويعد العام 2007 عام السعد للرياضة اليمنية في تحقيق الإنجازات، ويعود ذلك إلى استضافة اليمن لنحو 5 بطولات عربية خلال شهر أغسطس الماضي ، مما أسهم في تحفيز اللاعبين لتحقيق إنجازات ترفع من شأن الرياضة اليمنية في المحافل والبطولات العربية والإقليمية.
ولفت خالد صالح إلى أن فرقة " الداني " للرقص الشعبي التابعة لوزارة الشباب والرياضة ستشارك في حفل افتتاح الدورة العربية، وذلك للتعريف بالزي الرسمي لليمن الذي يميزه عن غيره بتقاليد وعراقة وحضارة اليمن التاريخية الأصيلة، وحتى يكون حضور مشجعاً بحجم الطموح اليمني للتأهل وتقديم مستويات جيدة.
الدورة العربية لمحة تاريخية
يذكر أن تنظيم دورة الألعاب الرياضية العربية يعود الفضل في إقامتها إلى أول أمين عام لجامعة الدول العربية عبد الرحمن عزام الذي تقدم في 27 مارس عام 1947 بمذكرة لإقامة دورة رياضية تجمع النخبة من الشباب العربي بمشاركة جميع الدول الأعضاء أو غير الأعضاء في الجامعة، لكن فكرته لم تلق قبولا حيينها وظلت مجرد فكرة لم تبصر النور إلا بفضل المهندس المصري احمد الدمرداش توني ، ولهذا يعتبر توني وعزام واضعي اللبنة الأولى لأكبر تجمع شبابي من المحيط إلى الخليج. وإذا كان عزام هو صاحب الفكرة أو من أوحى بها على الأقل فذلك لأنه كان يؤمن بأن الرياضة "من أفضل الوسائل لربط شباب الدول العربية وتمكينهم من بناء مستقبل الأمة العربية وهي أحب ما يستهوي نفوس الشباب ويحليهم بالفضائل، ويوثق عرى الروابط الاجتماعية ويزيل الفوارق بينهم".
وكان عزام يجاهر بأن "شباب الدول العربية كلها يتلهفون على جمع النشاط لرياضي المتفرق في دورة واحدة تقام سنويا في إحدى مدن الدول العربية وهم يتوجهون بأبصارهم إلى مجلس الجامعة بغية تحقيق هدفهم هذا، ولا شك في أن اجتماع الشباب في صعيد واحد كل عام هو خير وسيلة للتعارف والتحابب، وهو أيضا دعوة إلى الوحدة الروحية، الشيء الذي يتفق مع روح المادة الثانية من ميثاق جامعة الدول العربية".
تبنى عزام فكرة إقامة الدورة العربية في 9 ابريل 1953 وكلف مصر تنظيمها للمرة الأولى من 26 يوليو إلى 10 أغسطس 1953 في الإسكندرية مع مساعدة بقيمة 25 ألف جنيه لتغطية نصف تكاليفها.واستضافت الإسكندرية الدورة العربية الأولى عام 1953 أي بعد سنتين من تنظيمها أول دورة لألعاب المتوسط بمبادرة من رئيس اللجنة الاولمبية المصرية وقتذاك محمد طاهر باشا وأمينها العام الدمرداش توني.
وأقيمت الدورة العربية بانتظام أربع مرات في 12 عاما في الإسكندرية وبيروت والدار البيضاء والقاهرة من 1953 إلى ،1965 بمعدل مرة واحدة كل أربع سنوات حسبما تقول نصوصها، بيد أن توازن الدورة اختل مكانا وزمانا وصارت بعد ذلك في مهب الريح لأسباب متعددة.
وهكذا نظمت الخامسة بعد انتظار دام 11 عاما (عام 1976 في دمشق) والسادسة بعد انتظار تسع سنوات (1985 في الرباط) والسابعة بعد انتظار سبع سنوات (1992 في دمشق).
وكان مقررا أن تقام الدورة الثامنة في بيروت عام 1996 لكنها تأجلت إلى عام 1997 بسبب العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان (عملية عناقيد الغضب) في ابريل، ثم استضاف الأردن النسخة التاسعة بعد سنتين قبل ان تعود الدورة إلى الانتظام على أساس إقامتها في الجزائر عام ،2003 لكنها تأجلت مرة أخرى لمدة عام بسبب قوة قاهرة تمثلت في زلزال قوي هز البلاد ، وأقيمت في الجزائر خلال الفترة من 24 سبتمبر إلى 8 أكتوبر 2004 .يذكر ان 1627 ميدالية ذهبية وزعت في الدورات العربية العشر من عام 1953 في الإسكندرية بمصر إلى 2004 في الجزائر، وتحتل مصر والمغرب وسوريا والجزائر المراكز الأولى في حصد الميداليات من بين الدول العربية.


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة