مدير عام مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد بساحل حضرموت : الزكاة تؤلف بين قلوب المسلمين وتساعد في القضاء على البطالة
   
المكلا/موقع محافظة حضرموت/عوض مبارك - الجمعة: 21/9/ 2007
batate02.jpg
أكد الشيخ العلامة / محمد أحمد البطاطي - مدير عام مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد في ساحل حضرموت أن الزكاة ليست مجرد تكليف وعبئ ثقيل على المسلمين وعلى المؤمنين في أموالهم بل هي أمر من الله سبحانه وتعالى. فلا شك من مصلحتها الحقيقية
أجرى الحوار / عوض مبارك أكد الشيخ العلامة / محمد أحمد البطاطي - مدير عام مكتب وزارة الأوقاف والإرشاد في ساحل حضرموت أن الزكاة ليست مجرد تكليف وعبئ ثقيل على المسلمين وعلى المؤمنين في أموالهم بل هي أمر من الله سبحانه وتعالى. فلا شك من مصلحتها الحقيقية القوية لصالح المسلم المؤمن المنقاد لأمر الله سبحانه وتعالى حيث قال في محكم آياته (وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) كما أنها تساعد على إشاعة مبدأ التكافل الاجتماعي وتعزيز الوئام بين أفراد المجتمع . واستشهد الشيخ العلامة البطاطي بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن قال :( فأخبرهم أو أدعهم إلى الشهادتين ثم قال إن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد إلى فقرائهم . وإليكم نص المقابلة :- س في البداية حدثنا عن الزكاة ومنزلتها في الإسلام ؟ الزكاة قرنها الله سبحانه وتعالى بالصلاة في مواضع كثيرة منها قوله تعالى : (وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة) . وهي فريضة من فرائض الإسلام .. كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (بني الإسلام على خمس .. ) إلى أن قال (وإيتاء الزكاة) . والزكاة فريضة المال كما عرّفها الفقهاء بقولهم الزكاة إسم لما يخرج من مال أو بدن إلى وجه مخصوص ، وهو صلى الله عليه وسلم لما أرسل معاذ بن جبل إلى اليمن قال فأخبرهم أو أدعهم إلى الشهادتين ثم قال إن الله قد افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم . هذه الفريضة التي افترضها الله سبحانه وتعالى والتي لا تفريط فيها ، وبعد أن انتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه حصل ما حصل وارتد كثير وأبوا أن يدفعوا الزكاة فقال سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه (والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه لرسول الله صلى الله عليه وسلم - في رواية عناق - لقاتلتهم عليه) والزكاة ليست مجرد تكليف وعبئ ثقيل على المسلمين وعلى المؤمنين في أموالهم ولكن ذلك كله بما أنه أمر من الله سبحانه وتعالى فلا شك من مصلحته الحقيقية القوية لصالح المسلم المؤمن المنقاد لأمر الله سبحانه وتعالى ولذلك يقول الله سبحانه وتعالى (وما تنفقوا من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين) . س ماهو دور الزكاة في طهارة النفس ونماء المال ؟ وبالنسبة للزكاة وردت الأحاديث التي يتوعد النبي صلى الله عليه وسلم المتهاونين أو التارك للزكاة ، فالزكاة بطبيعتها تؤلف بين قلوب المسلمين وبالذات بين الأغنياء والفقراء وتساعد الزكاة أيضاً على القضاء على عوامل البطالة لأن الإنسان عندما يكون فقيراً ربما تكثر السرقات وتكثر حالات الرذيلة والتمرد ولكن بالزكاة يمكن للفقير أن تتحسن أحواله المعيشية ويمتنع عن هذه الرذائل . والأموال التي افترض الله سبحانه وتعالى فيها الزكاة كما هو معهود : النقدان الذهب والفضة وعروض التجارة والنعم وهي: الإبل والبقر والغنم ، والزروع والثمار والرطب والعنب وكذلك الركاز والمعدن ستة أصناف تجب فيها الزكاة . وبالنسبة للمقادير تختلف من مادة إلى أخرى فبالنسبة لعروض التجارة ربع العشر والنقدين كذلك ربع العشر وبالنسبة للنعم فتختلف باختلاف حيواناتها . س ماهو فضل الزكاة وما عقوبة تاركها؟ فضل الزكاة عظيم ومن أدى الزكاة فقد أقام ركنا من أركان دينه والركن جزء من حقيقة الشيء، فالإنسان لما يفرط في هذا الركن يعني فرط في حقيقة دينه لذلك رأينا الزكاة تقترن مع الصلاة وكذلك رأينا سيدنا أبوبكر الصديق رضي الله عنه قد حارب المرتدين عن الصلاة والزكاة . والنبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها في نار جهنم فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار " أو كما قال صلى الله عليه وسلم .. والمسألة بالتالي في غاية الخطورة حيث قال الله عز وجل (سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة) بينما الممتثل ينال رضا مولاه خالق الكون كله منه المبدأ وإليه المعاد . س على من تجب الزكاة ؟ وماهي الأموال التي تجب فيها ؟ مصارف الزكاة عينها المولى تبارك وتعالى في آية محكمة لا تقبل الأخذ والرد، قال الله عز وجل (انما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله) هذه الأصناف الثمانية لا ينبغي أن نتجاوزها ولا تجوز الزكاة أن تصرف في بناء مسجد ولا في مستشفى ولا في طريق ولاشيء من ذلك إلا الأصناف الثمانية الذين أشار إليهم الله سبحانه وتعالى وذكرهم في هذه الآية ، فينبغي أن تصرف لهم الزكاة المفروضة والمجالات الأخرى لها مجال خاص بها . س ما الفرق بين الزكاة والصدقة ؟ هناك فرق بين الزكاة والصدقة .. بالنسبة للزكاة فهي الفريضة وهي الركن الثالث من أركان الإسلام ولكن عندما نقول صدقة هناك احتمال أن تكون صدقة تطوع يعني ليست لازمة ولا فرض لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( صدقة تؤخذ من أغنيائهم ) . س ما حكم تسليم الزكاة للدولة ؟ يجب على المسلم أن يدفع إذا طلب الحاكم زكاة ماله لأن الحاكم أقدر بتلك لمستحقيها ، الحاكم هو الأعرف والأخبر بحاجة أهل بلاده بحيث يوزعها عليهم بشكل منضبط ومتساوي ووفقاً لما نص عليه القرآن الكريم والقضاء على الفقر وسد احتياجات المحتاجين ، ولكن عندما يقوم المزكي بتوزيع هذه الزكاة قد يعتني بفرد من بين 300 حيث يحرم هؤلاء من نصيبهم في الزكاة ، ولذلك على المسلم طاعة الله سبحانه وتعالى ورسوله وطاعة أولياء الأمور إذا طلبوا منه الزكوات أن يؤديها إليهم بطيبة نفس . وولي الأمر في هذه الحالة يتحمل المسئولية في توزيعها على الذين شملتهم الآية القرآنية .
    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة