لقاء مع الأستاذ صالح باعامر
   
موقع محافظة حضرموت/صالح بحرق - موقع محافظة حضرموت/صالح بحرق - 5/8/2007
SalehBaAmer.jpg
• بعد أن تنشر ما كتبت تشعر أنك قد تخلصت من شيء كان يؤرقك . • الكتابة حياة متى ما توقفت عنها انتهت هذه الحياة .
صالح باعامر : • بعد أن تنشر ما كتبت تشعر أنك قد تخلصت من شيء كان يؤرقك . • الكتابة حياة متى ما توقفت عنها انتهت هذه الحياة . حاوره : صالح بحرق هموم العمل الأدبي كثيرة ، ومتشابكة مع بعضها البعض إذ أن الفنون عموماً هي لحظات إنسانية مكثفة أو اعتمالات خطيرة ، تحدث في الروح . وعندما يكون هذا العمل " قصة " فإن المعاناة أكثر خطورة لأنها فن التفاصيل الصغيرة . وقد حاولنا في هذا اللقاء اكتشاف بعض من أسرار العمل القصصي مع قاص يمتلك تجربة في فن القصة القصيرة .. هو الأستاذ الأديب القاص والروائي صالح باعامر : س1 : أستاذ صالح متى كان أول انجذاب لك للقصة ؟ ج : كان ذلك في أوائل الستينيات من القرن الماضي من خلال قراءاتي في الصحف العدنية ومجلة الطليعة الحضرمية ثم الصحف العربية وبالتحديد المصرية ، لكن النقلة النوعية كانت من خلال قراءاتي لعدد من الروايات بداية برواية بتولستوي "الحرب والسلام" وانتهاءً ببعض الكتاب العرب نجيب محفوظ يوسف إدريس وغسان كنفاني وبعض الكتاب اليمنيين : عبد الله سالم باوزير .. محمد عبد الولي .. أحمد محفوظ عمر زيد مطيع دماج وإن حدث هذا في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي إلى جانب مكسيم جوركي دوستوفسكي آرنست همنجواي حنا مينه والقائمة تطول . وقبلئذٍ كنت خير مستمع لقصص ألف ليلة وليلة هذا وأنا لم أزل صغيراً . كل ذلك دفعني أن أجرب الكتابة بكتابة الحكايات والخواطر أول قصة كتبتها ونشرتها هي " أصدقاء البحر " " والقرار الأخير " كان ذلك عام 1969م وهاتين القصتين احتوتها مجموعتي الأولى "حلم الأم يمني " الصادرة عام 1983م كما جربت كتابة المسرحية . س2 : في القصة القصيرة كما في الشعر ، كما في سائر الفنون هناك لحظة لا بد من اقتناصها ، ما هي خصوصية هذه اللحظة في القصة القصيرة ؟ ج : هي اللحظة التي تقتنصك عندما تقتحمك فكرة ما أو حدث معين تجد نفسك تفكر فيه وتعيش معه إلى أن تتخلق القصة في داخلك فتأتي حالة الطلق والولادة وخلال هذا التلبس تنتابك العديد من العذابات وتؤرقك حالات من التفكير والقلق والتوتر أن تتولد القصة وتجد طريقها إلى النشر حينئذ تجد نفسك وقد تخلصت من شيء كان يقاسمك كل حيوانك وما إن يجد المولود طريقه إلى القارئ تستشعر وكأن الذي كان فيك ومعك صار شيء لا علاقة له بك بل إنك تحاول الابتعاد عنه لأنك حين تقترب منه تقترب من أسرارك وروحك وخباياك التي لا أحد يعرف عنها إلا أنت لذا تشعر بالخجل فتبتعد لتبحث عن مولود جديد يحمل سمات جديدة تعتقد أنها تتفادى ما قد نشر وهذه اللحظة غالباً تأتيك من خلال مشهد إنساني حزين أو مفرح أو لقطة عابرة . س3 : متى سيتوقف صالح باعامر عن كتابة القصة ؟ ج : لا أدري لأن ذلك لا يتخذ بقرار .. وسبق أن قلت في لقاءات سابقة .. الكتابة حياة متى ما توقفت هذه الحياة بتوقف المرء عن كل نشاطه أي كان . س4 : تخلع من ذاتك على شخوصك أحياناً .. لماذا ؟ ج : ليس دائماً .. حتى كتاباتي القديمة ليست لها علاقة بذاتي إلا إذا استثنينا تجربة السجن وحتى ما كتبته عن السجن ليس كله له علاقة بذاتي إلا من بعيد . س5 : يهرب بعض من كتاب القصة من القصة النمطية في القصة .. لماذا ؟ ج : القصة النمطية مثلت عصراً من العصور عندما كانت الحياة منمطة .. لكن لم تعد حياتنا هكذا فكل ساعة تحدث تغييرات وزلزلة وأحداث واكتشافات ، كل ذلك يخلق قارئاً غير منمطاً وكون الكاتب ابن عصره لا بد أن يخرج من بوتقة التنميط والسكون و إلا خاطب عصراً غير عصره . وأنت كقاص لك تجربة أحدث في القصة تعرف ذلك أكثر مني لكن لا بد لأي كاتب أن تكون له نظرية معرفية في الكتابة تكون بمثابة المرجعية له حتى لا يكون تابعاً ومقلداً دون استيعاب لأي جديد يطرأ على الفن .. لا سيما ونحن دائماً في حالة تجريب الذي صار منحى تتجدد فيه الأساليب الفنية في القصة إلى جانب اللغة التي هي السمة الأساسية لفن القصة . س6 : يرى البعض أن الحوار في القصة القصيرة يقطع حيوية السرد .. كيف ؟ ج : لا توجد قاعدة ثابتة في بعض تقنيات القصة باستثناء العناصر القصصية الثلاثة المعروفة ، وإذا كانت القصة تعتمد منذ البداية على السرد والوصف إلا أنها فيما بعد أن استفادت من حوارية المسرحية وفلاشباك السينما ثم من التركيز والتكييف الذي يتسم به الشعر وأخيراً من الألوان والغناء والشعر والموسيقى بل حتى العناصر الثلاثة قد لا يلتزم بها الكاتب كما وجدت بداية قد يقدم وقد يؤخر .. الخ . س7 : ينظر إلى التكثيف كأحد مكونات القصة الحديثة اليوم ألا يقود ذلك إلى الغموض ؟ ج : مرت القصة بمراحل عديدة ابتدأت بالخطابية وباللغة المباشرة والتقريرية ثم أخذت تتطور شيئاً فشيئاً بعد أن تخلت عن دورها المباشر الذي ارتبط بالحركة الوطنية والنضال ضد الأجنبي المحتل وضد الطبقات الحاكمة المستغلة في مرحلة الخمسينيات والسبعينيات . وهي اليوم تقترب في لغتها من الشعر الحديث وهذا ما ميزها عن بقية الأجناس فالقصة القصيرة أكثر الأجناس الأدبية التي استفادت من كل أجناس الأدب ومن الفنون ، لذا يقال عنها أنها الجنس الأدبي ( المدلع ) . وإن كانت الرواية اليوم صارت تستفيد من كل الفنون لذا يقال أنها ستغدو ( ديوان العرب ) فإن القصة أول من استفادت من كل ذلك . أعتقد أن من سمات القصة القصيرة التركيز والتكثيف وعدم التزيد في الكلام الذي لا يخدم السياق المتصاعد للحدث أو الفكرة للوصول إلى النهاية بصورة مقنعة ومكتملة . لكن لا بد من وجود الغموض الفني ، إلا أن الغموض لا يجب أن يكون من أجل الغموض أو تقليداً للشعر ، لا بد أن تبقى القصة قصة والشعر شعر و إلا اختلط الحابل بالنابل والكل سيكتب دون حسيب ولا رقيب . الغموض مطلوب ولكن ألا يكون مشوشاً وعلى حساب الفن . س8 : يفضل بعض كتاب القصة أن تكون نهاية القصة نهاية مفتوحة .. ما رأيك ؟ ج : القصة هي التي تحدد بدايتها ووسطها ونهايتها والنهاية قد تكون معروفة منذ البداية وهذا يعد عيباً فلا بد للكاتب أن يأخذ القارئ معه شيئاً فشيئاً حتى يصل إلى النهاية وذلك يتطلب حذاقة وتجربة وأنا من الذين يحبذون أن تكون النهاية مفتوحة لأنك بذلك تشرك القارئ معك ليبحث معك عن نهاية . س9 : إلى من يميل صالح باعامر إلى كتاب القصة العالمية ؟ ج : الكثير الذين تأثرت بهم في القصة والرواية لكني دائماً أبحث عن نفسي قرأت لتشسيكوف وأنا أميل إليه وإلى يوسف إدريس ومحمد عبد الولي وأحمد محفوظ عمر . س10 : متى تنجز عنوان القصة قبل القصة أو بعدها . ج : أنشغل أولاً بإنجاز القصة وأعيش معها أيام بل أحياناً أسابيع . وأحياناً لا تنجز إلا بعد شهور ، وبعد أن أقتنع بأنها اكتملت أضع لها العنوان الذي لا يأتي بسهولة . س11 : إدخال اللهجة العامية في قصصك قليل .. هل تنطلق من موقف في هذا الجانب ؟ ج : في بداية تجربتي اهتممت باللهجة العامية " حلم الأم يمني " و " دهوم المشقاصي " لكن مع الوقت وجدتني أعتني بالفصحى التي يفهمها القارئ حتى تستطيع مخاطبة القارئ اليمني والعربي ولكل قاعدة استثناء . س12 : متى تشفق على أبطال قصصك ؟ ج : عندما أجدني أحملهم أكثر من طاقتهم وهذا لم يحدث كثيراً . س13 : ما آخر عمل لا زلت تعمل فيه ؟ ج : مشروع رواية وبعض القصص .. لكن كلما اقتربت منها ابتعدت لا أدري لماذا !
    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة