وأعرب إدريس عن شكره للدعوة الكريمة الموجهة إليه للمشاركة في هذين المهرجانين والتي تتيح له فرصة زيارة الوطن والالتقاء بالأهل والأصدقاء وعشاق الفن كما تقدم بالشكر والامتنان لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية على توجيهاته الكريمة بتكريمه في الوطن الحبيب .
ويحيي إدريس يوم غد الخميس بالمكلا ضمن فعاليات مهرجان البلدة السياحي الرابع حفلاً فنياً ساهراً يقدم خلاله العديد من أعماله الغنائية التراثية بالإضافة إلى أغنيات جديدة من بينها أغنية (هات لي من الآخر) التي كتب كلماتها الدكتور/ سعيد الجريري .
وحظي الفنان الدكتور عبدالرب إدريس لدى وصوله مطار المكلا الدولي بمعية نجله الفنان عادل وفرقته الموسيقية بقيادة المايسترو أمير عبدالمجيد بحفاوة بالغة رسمية وشعبية وخاصة من زملائه وأصدقائه الذين ارتبط بهم بعلاقات حميمة في مراحل تعليمه الابتدائي والإعدادي ولدى تلمسه أولى خطاه الفنية حيث بدأ مشواره الفني في المكلا في منتصف الخمسينات من القرن الماضي بإحياء العديد من الحفلات والمناسبات الخاصة وقد طور مواهبه وقدراته الفنية بعد أن التحق بمعهد الموسيقى العربية في جمهورية مصر العربية عام 1967م حيث حصل على شهادة الثانوية الموسيقية عام 69م وواصل دراساته العليا في قسم التأليف والتوزيع الموسيقي بالقاهرة ليحصل على شهادة البكلاريوس عام 73م بتقدير امتياز ثم انتقل بعدها إلى الكويت ليعمل هناك لعدة سنوات أستاذاً لمعهد الموسيقى حيث أتيحت له هذه التجربة من صقل قدراته العلمية والفنية والاحتكاك بتجارب مختلفة من خلال مشاركته في إحياء سهرات ليالي الخليج التي استقطبت نجوم الخليج في الجزيرة والخليج وكان لمشاركته صدى جماهيريا واسعا وقدم خلالها الكثير من الأعمال الناجحة ومنها أغاني (تعبنا والتعب راحة) و(ماقدر والنبي ودعك) و(راح الزين) وغيرها من الأغاني التي رددتها الجماهير في تلك الفترة ، عاد بعدها إلى القاهرة ليواصل دراسته العليا والحصول على درجة الماجستير ومن ثم الدكتوراه بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف حيث كانت أطروحته للدكتوراه تقييماً نقدياً للأغنية في اليمن شمل الأغنيتين الصنعانية والحضرمية .
كما كان لصوته الأثر البالغ في نقل الأغنية اليمنية وبالذات الحضرمية منها إلى فضاءات واسعة وخاصة أغنيات الشعراء عبدالرحمن باعمر وحسين أبوبكر المحضار وصالح عبدالرحمن المفلحي وأحمد عبود باوزير والشيخ/ عبدالله الناخبي ومحفوظ باحشوان وغيرهم من شعراء الأغنية في حضرموت ، حيث أسهم بما يمتلكه من مخزون من العطاء الفني في تلحين العديد من هذه النصوص الغنائية وأن يظهر بأعماله اللحنية الكثير من أصوات الغناء في الخليج ، وكانت محطته الأولى لقائه بالفنان الكويتي عبدالكريم عبدالقادر الذي قدم له مجموعة من الأعمال الغنائية مثلت نقطة تحول في مسيرة الأغنية في الخليج من حيث التراكيب اللحنية والإيقاعية التي تجسدت في هذه الأعمال بالإضافة إلى تواصله مع أصوات خليجية أخرى أمثال غريد الشاطئ ومصطفى أحمد وإبراهيم حبيب وآخرون ، كما أن لقائه بالفنان المتألق محمد عبده شكلت محطة ثانية في حياة إدريس الفنية في مجال التلحين حيث قدم له عدد كبير من الأعمال الغنائية التي أثرت الأغنية في الجزيرة العربية كما لحن لفنانين كبارا أمثال طلال المداح ، أبوبكر سالم بلفقيه و عبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله وراشد الماجد ونبيل شعيل وعبدالله الرويشد بالإضافة إلى المطربين العرب أمثال وردة الجزائرية وماجدة الرومي وأصاله نصري وسميره سعيد وراغب علامة وصابر الرباعي وصباح فخري .
ولحن الدكتور/ إدريس أيضاً لكبار الشعراء في الجزيرة العربية واليمن ومن بينهم سمو الأمير خالد الفيصل وسمو الأمير بدر بن عبدالمحسن والشاعر المحضار والشيخ / عيسى بن راشد آل خليفه والشاعر الكبير الدكتور/ غازي القصيبي وراشد الجابري وعبدالله البقعي وآخرون . كما لحن العديد من الأوبريتات التي شهدتها العديد من المهرجانات في كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان .
وللفنان الدكتور/ إدريس إسهامات متعددة في المجال العلمي والبحثي حيث أشرف على بعض رسائل الدكتوراه التي قدمت إلى المعهد العالي للموسيقى العربية بالقاهرة إلى جانب مناقشته لبعض تلك الرسائل ومشاركاته في العديد من المؤتمرات الموسيقية بجمهورية مصر وبعض البلدان العربية إذ قدم العديد من البحوث ومنها بحث عن الفوارق الفنية في تراكيب المقامات العربية ومقارناتها بالمقامات المستخدمة في الغناء اليمني ، كما أنه نال العديد من الجوائز وحظي بالتكريم في العديد من المهرجانات بينها مهرجان الموسيقى العربية عام 2004م كما حصل على شهادات تقديرية على أعماله من مؤسسات فنية وعلمية عربية .
والفنان الدكتور/ عبدالرب إدريس من مواليد مدينة المكلا محافظة حضرموت عام 1942م ، متزوج وله ولدان وثلاث بنات .