الديمقراطية طريقنا
   
موقع محافظة حضرموت / توفيق شيخ - 8/31/2006 12:00:00 AM
15985.jpg
من النعم التي منّ الله بها على وطننا اليمني تحقيقه الوحدة اليمنية المباركة أرضا وإنسانا ولمّ شمل اليمنيين بعد طول فراق وشتات ، وإن الوطن هدأ بعد تحقيق وحدته في عام 1990م من الصراعات والحروب والتشاجر التي كانت تتفجر هنا وهناك وكادت تعصف بالوطن لو استمر الحال منفصلا
  إلا أن إرادة الشعب اليمني وتكاتف كل أبنائه الخيرين استطاعت أن تهزم كل القوى المتعادية لآمال وطموحات الشعب في الوحدة والانتصار لقضاياه الوطنية وأهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر التي أنارت في الآفاق مستقبل الوطن ورسمته بدماء شهداء الأبطال الذين رووا بدمائهم الزكية شجرة الحرية بعد إلحاق الهزيمة بالنظام الإمامي في شمال الوطن والاحتلال البريطاني في جنوبه وجاءت الوحدة اليمنية التي هي مفخر لكل اليمنيين لتعم بخيراتها ، ودارت عجلة التنمية في الوطن من أقصاه إلى أقصاه وتحقق في ربوعه الأمن والأمان الذي هو خير نعمه ولا ينكرها إلا متعالي أو في قلبه مرض .
ومن ثمار وخيرات الوحدة أن قطفنا ثمرة أخرى وهي الديمقراطية والتعددية التي مارسناها قولا وفعلا وليست كثمارات تكتب على اللافتات أو تقال في الخطابات , الديمقراطية والتعددية التي ترسخت جذورها بتحقيق الوحدة وفتحت آفاقا جديدة في عملية البناء والتحديث للوطن والمشاركة الفاعلة في الحياة السياسية .
والوطن مقبل على حدث مهم وعرس ديمقراطي آخر يضاف لرصيده الديمقراطي وهو الاستحقاق الديمقراطي المتمثل في الانتخابات الرئاسية والمحلية القادمة التي سيشهدها الوطن اليمني في العشرين من سبتمبر المقبل تتجه عيون العالم نحوها للتأكد من مصداقية نجاح هذه التجربة الديمقراطية ومدى تفاعل أبناء الشعب اليمني مع هذا الاستحقاق اليمني الديمقراطي العظيم ومع هذا الخيار والنهج الذي اختارته بلادنا وكأسلوب حضاري في التداول السلمي وعبر صناديق الاقتراع .
إننا مطالبون جميعا أن نظهر وطننا اليمني بالصورة المشرفة أمام عيون العالم الذي يرصد كل كبيرة وصغيرة عن هذه التجربة وأن نبتعد عن كل ما يسيء إلى هذه التجربة الديمقراطية التي هي نعمة لمن يعرف كيف يتعامل معها ويستخدمها بالطريقة الصحيحة ، فهي نقيض للشمولية والفوضى وهي تعزز قيم المحبة والاعتدال وهي أسلوب راقي يجب أن نتعاطى معها بصدق واحترام .
إن الوطن بحاجة إلى مزيد من البناء والتنمية .. بحاجة إلى مزيد من الديمقراطية التي من شأنها أن تعزز وحدتنا الوطنية وتبعده عن دائرة الصراعات والتنافس الغير شريف , ومع أن الوطن اليمني يعيش هذه الأيام عملية الدعاية الانتخابية التي تندرج في إطار الاستحقاق الديمقراطي للانتخابات الرئاسية والمحلية القادمة وهي بمثابة اختبار لنا في مدى استيعابنا لمفهوم الديمقراطية التي هي ليست بالطبع فرصة لتزييف الحقائق أو التشويه من صورة الآخر التي من شأنها الإساءة إلى تجربتنا الديمقراطية الصحيحة والحضارية وأن لا يتم التركيز ونحن نخوض فترة الدعاية الانتخابية على مستقبل الوطن في نبش جروح الماضي في سلبياته .

    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة