14 عاما من إعادة الوحدة اليمنية
   
موقع محافظة حضرموت /سبأنت - 4/25/2004 12:00:00 AM
1df9283342e3731fth.jpeg
لأنها كانت الإفاقة الوحيدة في غيبوبة الواقع العربي الخارج من القرن العشرين مفلسا منقسما علي ذاته، فانها تستحق في عيدها الرابع عشر ان تلقي تحية كريمة ل...
لأنها كانت الإفاقة الوحيدة في غيبوبة الواقع العربي الخارج من القرن العشرين مفلسا منقسما علي ذاته، فانها تستحق في عيدها الرابع عشر ان تلقي تحية كريمة ليس من ابنائها وحسب وانما من بقية اشقائهم الذين ينتظرون الفراغ، ويحدقون بعيون مشدودة الي المجهول لعل ضوءا جديدا يتدفق، فيبعث في النفوس المرهقة الامل في استرجاع صورة الوطن العربي كما كان عليه قبل الهجمة الاستعمارية التي تركته فقيرا متخلفا، ونجحت فقط في تمزيق اوصاله واقامة السدود والحدود بين أبنائه، واذا ماتحقق شيء من ذلك الحلم الضائع، فان الامة التي تملك سجلا عظيما من الحضارات والثقافات ستكون قادرة علي وضع حد لحالات العد التنازلي للضعف الذي بلغ منتهاه في العامين الاخيرين بعد عودة الاحتلال المباشر، وماترتب عليه من هيمنة واذلال وهوان وفقدان لابسط معاني السيادة. في الايام التي سبقت الثاني والعشرين من مايو، وهو اليوم الذي تحتفل فيه البلاد بذكري ذلك الانجاز الوطني الكبير استمعت الي عدد من الاشقاء والاصدقاء وهم يتحدثون بتقدير كامل عن ابعاد هذه الخطوة الوحدوية ويقولون: لقد كان الله رحيما باليمن عندما تحققت وحدتها قبل الزلازل التي عصفت بالامة بعد قيامها بشهور قليلة، ولو لم تتم هذه الوحدة في تلك اللحظات السعيدة لكان من الصعب ، بل من المستحيل ان تتحقق في ظرف آخر نتيجة ماشاب العلاقات العربية من توترات، وما أفرزته حرب الخليج الثانية من انقسامات وضغائن. لكن رأيي دائما كان مناقضا لكل مايقوله هؤلاء المحبون المشفقون، ومايذهبون اليه من تحليلات تتعلق بالوحدة اليمنية التي كانت قدر اليمنيين، ولم يكن في امكان ظروف طارئة من أي نوع أن تؤجل هذا القدر، أو تؤثر فيه. ومازلت اري أن المستجدات التي أفرزتها حرب الخليج الثانية كانت تشكل واحدة من أكبر عوامل التحريض علي الوحدة، بما خلفته من شعور شعبي عارم بأهمية التوحد والخروج من دوامة الصراعات المحلية. لقد صار الامر مختلفا عما كانت عليه الاوضاع العربية في السبعينات والثمانينات، إذ زاد الوعي بأهمية الوحدة العربية حتي عند اشد المشككين فيها وعملت الاحداث ــ من حيث لايدري مثيروها ــ علي انضاج فكرة الوحدة في الساحة العربية، وعلي النطاق الشعبي بخاصة، إذ صار الوعي بها لدي الجماهير أكثر مما هو عند المثقفين وقادة الاحزاب الذين يعانون من نكوص فكري شامل نتيجة اليأس والاحباط، وهو ما لايشعر به الشعب المتفائل بطبيعته، والرافض لكل المخططات الهادفة الي استمرار التجزئة. هذا الوعي الشعبي المتقدم يستدعي وعيا مماثلا في اوساط الطلائع السياسية العربية بعامة وخروجها من قمقم اليأس واجترار الماضي بكل سلبياته واحباطاته. ومن هنا فان الوحدة اليمنية وهي وحدة اقليم كان موحدا شعبيا ومنقسما سياسيا، ماكان ولن يكون في استطاعة الاحداث المستجدة والظروف المتلاحقة أن تغير من امرها شيئا. صحيح أن هناك قوي خارجية حاولت اللعب علي التناقضات السياسية، واستغلال طموح بعض الافراد، لكن الرأي العام هو الغالب ولاقدرة لقوة ــ مهما كان نفوذها المادي ــ أن تغير من واقع ارتضاه الشعب، ووافقت عليه الاغلبية باقتناع داخلي صادق. يضاف الي ذلك أن الدراسة المتأنية والموضوعية لتطور الواقع العربي الراهن تشير في سياقاتها العميقة الي أن نظام القطب الواحد في طريقه الي الزوال السريع، كما تشير الي ان المستقبل العالمي القريب في طريقه الي ان يكون متعدد الاقطاب، الي ان النظام العربي القادم سيكون ــ وفقا لما تحتمه الظروف ــ أحد الاقطاب القادمة، ولن يترك قادة الاقطاب المتعددة القادمة لقطب او قطبين الانفراد بالوطن العربي والتحكم في مصيره وثرواته، بل ستدفع قدما الي مساندة هذا القطب العربي الذي سيرتفع الي مستوي التحديات بعد ان أذل الغرباء روحه، وأهانوا كبرياءه ووضعوه في مهب الرياح الاربع. تأملات شعرية: وبما يشبه تهويمات النائم شاهدتُ أقاليم الوطن الممتد من الماء الي الماء وقد صارت وطنا غسلت أمطارُ الوحدة خيبتهُ وإمتدتْ خضرتها فوق تراب الجسد اليبسان. يا الله! أهذا الوطن العربي لأنها كانت الإفاقة الوحيدة في غيبوبة الواقع العربي الخارج من القرن العشرين مفلسا منقسما علي ذاته، فانها تستحق في عيدها الرابع عشر ان تلقي تحية كريمة ليس من ابنائها وحسب وانما من بقية اشقائهم الذين ينتظرون الفراغ، ويحدقون بعيون مشدودة الي المجهول لعل ضوءا جديدا يتدفق، فيبعث في النفوس المرهقة الامل في استرجاع صورة الوطن العربي كما كان عليه قبل الهجمة الاستعمارية التي تركته فقيرا متخلفا، ونجحت فقط في تمزيق اوصاله واقامة السدود والحدود بين أبنائه، واذا ماتحقق شيء من ذلك الحلم الضائع، فان الامة التي تملك سجلا عظيما من الحضارات والثقافات ستكون قادرة علي وضع حد لحالات العد التنازلي للضعف الذي بلغ منتهاه في العامين الاخيرين بعد عودة الاحتلال المباشر، وماترتب عليه من هيمنة واذلال وهوان وفقدان لابسط معاني السيادة. في الايام التي سبقت الثاني والعشرين من مايو، وهو اليوم الذي تحتفل فيه البلاد بذكري ذلك الانجاز الوطني الكبير استمعت الي عدد من الاشقاء والاصدقاء وهم يتحدثون بتقدير كامل عن ابعاد هذه الخطوة الوحدوية ويقولون: لقد كان الله رحيما باليمن عندما تحققت وحدتها قبل الزلازل التي عصفت بالامة بعد قيامها بشهور قليلة، ولو لم تتم هذه الوحدة في تلك اللحظات السعيدة لكان من الصعب ، بل من المستحيل ان تتحقق في ظرف آخر نتيجة ماشاب العلاقات العربية من توترات، وما أفرزته حرب الخليج الثانية من انقسامات وضغائن. لكن رأيي دائما كان مناقضا لكل مايقوله هؤلاء المحبون المشفقون، ومايذهبون اليه من تحليلات تتعلق بالوحدة اليمنية التي كانت قدر اليمنيين، ولم يكن في امكان ظروف طارئة من أي نوع أن تؤجل هذا القدر، أو تؤثر فيه. ومازلت اري أن المستجدات التي أفرزتها حرب الخليج الثانية كانت تشكل واحدة من أكبر عوامل التحريض علي الوحدة، بما خلفته من شعور شعبي عارم بأهمية التوحد والخروج من دوامة الصراعات المحلية. لقد صار الامر مختلفا عما كانت عليه الاوضاع العربية في السبعينات والثمانينات، إذ زاد الوعي بأهمية الوحدة العربية حتي عند اشد المشككين فيها وعملت الاحداث ــ من حيث لايدري مثيروها ــ علي انضاج فكرة الوحدة في الساحة العربية، وعلي النطاق الشعبي بخاصة، إذ صار الوعي بها لدي الجماهير أكثر مما هو عند المثقفين وقادة الاحزاب الذين يعانون من نكوص فكري شامل نتيجة اليأس والاحباط، وهو ما لايشعر به الشعب المتفائل بطبيعته، والرافض لكل المخططات الهادفة الي استمرار التجزئة. هذا الوعي الشعبي المتقدم يستدعي وعيا مماثلا في اوساط الطلائع السياسية العربية بعامة وخروجها من قمقم اليأس واجترار الماضي بكل سلبياته واحباطاته. ومن هنا فان الوحدة اليمنية وهي وحدة اقليم كان موحدا شعبيا ومنقسما سياسيا، ماكان ولن يكون في استطاعة الاحداث المستجدة والظروف المتلاحقة أن تغير من امرها شيئا. صحيح أن هناك قوي خارجية حاولت اللعب علي التناقضات السياسية، واستغلال طموح بعض الافراد، لكن الرأي العام هو الغالب ولاقدرة لقوة ــ مهما كان نفوذها المادي ــ أن تغير من واقع ارتضاه الشعب، ووافقت عليه الاغلبية باقتناع داخلي صادق. يضاف الي ذلك أن الدراسة المتأنية والموضوعية لتطور الواقع العربي الراهن تشير في سياقاتها العميقة الي أن نظام القطب الواحد في طريقه الي الزوال السريع، كما تشير الي ان المستقبل العالمي القريب في طريقه الي ان يكون متعدد الاقطاب، الي ان النظام العربي القادم سيكون ــ وفقا لما تحتمه الظروف ــ أحد الاقطاب القادمة، ولن يترك قادة الاقطاب المتعددة القادمة لقطب او قطبين الانفراد بالوطن العربي والتحكم في مصيره وثرواته، بل ستدفع قدما الي مساندة هذا القطب العربي الذي سيرتفع الي مستوي التحديات بعد ان أذل الغرباء روحه، وأهانوا كبرياءه ووضعوه في مهب الرياح الاربع. تأملات شعرية: وبما يشبه تهويمات النائم شاهدتُ أقاليم الوطن الممتد من الماء الي الماء وقد صارت وطنا غسلت أمطارُ الوحدة خيبتهُ وإمتدتْ خضرتها فوق تراب الجسد اليبسان. يا الله! أهذا الوطن العربي البائس والذبلان؟!!

    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة