واحتوى على مقدمة للاساتذ الراحل محمد عبد القادر بامطرف جاء فيها قوله( يعتبر المفلحي من فناني الطبقة الأولى بين الملحنين اليمنيين , إذا أن له رصيداً من الألحان تجاوز الآن (150) لحنا كان هو أيضا واضع كلماته ) ويسبق المفلحي المقدمة بإهداء إلى روح والده الطاهرة قال فيها ( الى روح والدي الطاهرة الى نفس مؤمنة كانت تواقة لتتنسم عبير ثمارها ... أهدي هذه المحاولة .. فتقبلها من ابنك البار الذي حفرت على قلبه ذكريات الديار مع اصدق الدعاء ). محتوى الديوان: احتوت صفحات الديوان آل 128 على عدد من القصائد الغنائية العاطفية والوطنية والمناسباتية والرثائية ... سنطل عليها إطلالة سريعة وشاملة : بلغت القصائد العاطفية في الديوان (69) قصيدة جاءت كلها عصارة تجربته – طيب الله ثراه- في الحياة حلوها ومرها , صدقها وزيفها عشقها وهجرها ، حرمانها ولذيذ عيشها ، وتلونت قصائده بهذه المعاني الإنسانية متوشحة برداء من الموروث الحضرمي ساحلاً ووادياً ريفاً وحضراً, والراحل يختزل مذهبة في الحياة في الشعر، في الحب، في أبيات صدر بها ديوانه إذ قال : هذا خيالي من خلاله يقاس أن شئت إن تعرف قياسه والشعر في ذاته مشاعر غراس هاهي نماذج من غراسي ومذهبي لا ينثني عن أناس لودهم ما كنت ناسي والناس لو شربت أساها بكاس فكأنما تشرب بكاسي ومن بديع قوله في الوداع ... حين ودعتهم فاضت عيوني بالمدامع مطر * • قال خفف قليلة دمع عيني غسل كحل الصبان في العين* أو قوله في الحب : وحبي واضح والرؤية ولا ينكره لك أحد * ولو هو في السماء بين الكواكب لك تفرد* ولوهوفوق سطح الأرض زعزعها بزلزال* حبيبي حل في قلبي وبدره في سماء حبي مشوع بدر وهلال * • كما احتوى الديوان على (7) قصائد جاءت موزعة بين الشأن الوطني اليمني والعربي وخاصة قضية العرب الأولى فلسطين إذ خصها بقوله : يابني العرب إلى الحرب البدار قد سئمناها حياة الانتظار فرقوا صهيون شر ممزق واجعلوهم حطباً للطبخ نار واضربوهم ضربة لا تنثني أذيقوهم جحيما ودمار فاخسئي صهيون الا ترعوي أتغار الأسد في وضح النهار قسما بالقدس والشهداء لا ضاع شبر منك ياطهر الديار • كما احتوى الديوان على عدد من قصائد الرثاء ( 6 ) قصائد جاءت في رثاء الزعيم الراحل عبد الناصر والفنان الراحل محمد جمعة خان وسيدة الغناء العربي أم كلثوم وفنانة حضرموت الأولى الراحلة عائشة صالح نصير , وغيرهم , ومن قوله في رثاء الراحل محمد جمعة خان : يا أمير الطرب حزنت عليك الجزيرة * عم ذا الحزن في الوادي وعكر أثيره* في محبته في الاحقاف كل عين تبكيه* بين طيات أكفانه سرى الفن كله * والحزن والمآسي للمحبين وأهله * خالد الذكر نفحاته مدى الدهر ترثيه* ياصفانا وسلوتنا وانس المكلا * حسبي الله ليت الموت قد شل وخلا* بو علي كم تمنينا على الله يشفيه** وقوله في مرثاة الراحل عبد الناصر : أه على ذلك البطل الذي افتخرت * به العروبة أدناه وأقصاها*** إن العيون التي سحت مدامعها * تمثال شخصك حي في سويداها*** • وهناك ثمان قصائد توزعت بين أنشودة للصباح وتهنئة بمولود ووداع الصديق وبذلك يكون ديوانه الأول قد أشتمل على ( 90 ) قصيدة .... والكثير والكثير من إبداعاته لم تر النور بعد ... وهو ما يجعلنا نعلنها من البداية أن تراث الراحل يجب إن يسعى الجميع إلى إخراجه ونشره فكل من لديه شي عليه أن يعمل على إيصاله لأسرته وورثته , فالراحل كان كثيرا ما يدفع بقصائده للفنانين في أصولها دون احتفاظه بنسخ مما كتب , وهو ما يضع الفنانين المعنيين اليوم أمام مسئولياتهم الأدبية والإنسانية للإيفاء ولو بقليل مما يستحقه الراحل .. جميعنا دون استثناء .. فهل نحن فاعلون ؟ رحم الله الراحل الكبير الفنان الرقيق والشاعر المرهف صالح عبد الرحمن المفلحي وأسكنه فسيح جناته أنه سميع مجيب .. وألهمنا وأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان ... إنا لله وإنا إليه راجعون..