مقالات فكريـة
/
شعراء حضرموت في موكب الوحدة
المكلا السبت 21 /ديسمبر/2024 | 04:10
شعراء حضرموت في موكب الوحدة
موقع محافظة حضرموت/ محمد سقاف الهدار - 3/6/2005 12:00:00 AM
محمد سقاف الهدار
لقد تحقق لليمن في نهاية العقد قبل الاخير من القرن العشرين منجز كبير ومأثرة تاريخية عظيمة تمثلت في اعادة توحيد اليمن بشطريه وميلاد الجمهورية اليمنية في الثاني والعشرين من مايو عام 1990 ,
فالوحدة اليمنية ذاك الامل الذي كان يتغنى به الاحفاد و,ويتمناه الأجداد قد تحقق بعون الله وحنكة قادته وارادة ابناء الشعب اليمني الأبي.. تحقق ذلك المنجز في زمن كانت أعاصير الشتات ورياح الفرقة تجتاح أرجاء المعمورة وتعصف بأعتى الدول والامم وكان لليمنين رأي أخر وهدف أنبل فراحوا يسجلون ويسطرون أروع وأعظم الانجازات بالتوحد في تاريخ العصر الحديث . وفي هذه العجالة الخاطفة لن نستطيع ابداً ان نأتي على كل تلك الاشراقات والارهاصات المتوهجة والتي كان اربابها تواقين الى رؤية فجر يوم التوحد وفرج الخلاص والانعتاق بكسر طوق التشطير والتمزق الذي سبق يوم الثاني والعشرين من مايو 1990 م فوهج ذلك اليوم الاغر كانت ترنو اليه افئدة الاجداد بفارغ الصبر لان مراحل التشطير وقبلهاالامامة والاستعمار ذاق ابناء الشعب اليمني خلالها الويل والهوان وبالتوحد جاء الفرج وكان الانتصار المتمم لاهداف الثورة اليمنية (( سبتمبر واكتوبر )) . لقد كان للشعر الشعبي حضور مميز ونصيب اوفر الى جانب قرينه الفصيح فهو المبشر بالثورة والمعلن عن دنو موعد قيام الوحدة قبل تحقيقها بردح من الزمان من بين سحابات الليل المبهم وضبابية الافق المعتم فقد استشرف نفر من الشعراء رؤية المستقبل القادم الباسم والغد المشرق الوضاء .. واليوم ونحن نعيش في حاضرة محافظة حضرموت وعاصمتها (( مدينة المكلا)) التى خصها فخامة الاخ الرئيس القائد/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية بشرف تنظيم واحتضان مباهج واحتفالات الذكرى الخامسة عشر لقيام الوحدة اليمنية المباركة وهي تلبس حلة قشيبة وتزين خاصرتها مشاريع خدمية وتنموية وعملاقة بفضل الوحدة ورعاية القائد وعلى طريق شحذ الذاكرة والعودة الى سماع رجع صدى تلك الأصوات والتجليات الجميلة والتي سبقت قيام الوحدة ولو من باب الانصاف أو التذكر – كما يقولون – بما كان يرجوه السلف من هولاء الشعراء تجدونا نسوق نماذج ونقطف شذرات لبعض أشعارهم وقد صدق حدسهم وتنبؤاتهم فاصبح الحلم حقيقة ومن العلي القدير على البعض منهم بأن اكتحلت عيناه بفرح تحقيق يوم التوحد والانتصار وشاءت الاقدار أن يغادرنا البعض ويرحل وفي النفس انكسار وحسرة حيث لم ينعم بدفء وحنان وحرارة ذلكم اليوم البهيج وتلك هي مشيئة الرحمن ولاراد لقضائه وقدره.... ففي الفترة التي كانت مشاورات الوحدة بين الشطرين آنذاك تدخل دائرة المد والجزر وتخضع لمناورة الساسة وتحديدا في السبعينات وفي احدى امسيات مساجلات لعبة الشبواني انبرى الشاعر الشعبي/ ناجي سعيد بن علي الحاج ليستبق الحدث ويعلن على الملأ قائلاً : غن يالمغنى وابتهج ما لوحدة الا تحققت**** مابين شطري اليمن لان اليمن ماله مثيل، ورد عليه الشاعر/ سعيد فرج باحريز في تلك الامسية طالباً من زميله التريث وان كان المولود لامحالة قادماًقائلا : القرص عاده مانجح والشهر عاده ماثبت**** والشور مبعد والعلايم عادها ماتفندت مابانسمي الزقر لمان قده يدحق بالرجيل ... وللذين كانوا يرتابون من تحقيق الوحدة المباركة قال لهم المؤرخ الاديب الاستاذ /سعيد عوض باوزير مفنداً مقاصدها موضحاً مراميها : إذا ارتاب في امرها جاهل فإني ساخبره ماهية**** هي الامن للشعب من كل مايعوق مشاريعه النامية **** هي العلم تكرع منه البلادوتمنح من عينه الصافية ، وفي تلهف وشوق اليها قال الشاعر صالح عبدالرحمن المفلحي : ياأخي يامن تنادينا من اليمن السعيد**** كلنا شوق الى لقياك في العهد الجديد**** هاهنا انا نردد غنوة المجد التليد**** وحدة يشدوبها شعب فيا نعم النشيد. وفي دعوة مبكرة للوحدة الكبرى نجد الشاعر الأديب الأستاذ/ حسين بن محمد البار يستحث أمته ويقول: وحدي الصف وسيري قدما**** وأقدحي للوحدة الكبرى زناد**** نحن شعب عربي واحد**** نحن للحق وعاء وسناد**** أذن الفجر وهذا نوره**** يفرش الأرض ضياء ورشاد. وحين عقد مؤتمر القمة اليمني بدولة الكويت الشقيق في 30 مارس 1979م جاء صوت الأديب المؤرخ الأستاذ/ محمد عبدالقادر بامطرف قائلا: ذا فصل .. ذي تهنئة ياعالي الهمة**** بالوحدة وأخبارها ذي طبعت البسمة**** على شفاة أولادكم ، العم والعمة**** إن الزمن لا حكم جاب العجب ألوان**** الصوم بيكون في رجب والحج في شعبان**** ضارب الرمل حرص قال ذولا أخوان**** قد كانوا في ثوب واحد قبل شي قتبان**** وقبل ما تكون سبأ أو حمير أو ريدان**** روحهم واحدة في سائر البلدان .. وفي قصيدة جميلة قالها الشاعر/ المحضار في الثمانينات تحية لأعياد الثورة اليمنية قال: راح من كل البلاد العفن وأمست نقية كلها صافية**** ولعاد مستعمر ولحد خين وإن خان حد بيروح في داهية**** واليوم قم ياشعب أرقص وغن للملتقى القادم للوحدة الآتية**** وفي إطار الزيارات المتبادلة بين وفود اتحاد الأدباء والكتاب اليمنين ذلكم الاطار السباق إلى الدعوة للوحدة في أمسية بمدينة سيئون خلال 1980م حيث استقبل وفد صنعاء هناك أنشد الأديب المؤرخ الشاعر/ عبدالقادر بن محمد الصبان قصيدة قال فيها: يا وفد من صنعاء نطقته وانت عا نطقي شهد**** إنا نرحب بك وأنت بيننا وسط الفؤاد**** بلغ لأحبابي بصنعاء ما شهدته في البلد**** وقلهم سيئون تدعوكم لتحقيق المراد!!. ويقصد الشاعر هنا بالمراد ((الوحدة)) أما بعد تحقيقها فقد جاشت قرائح عدد كبير من شعراء اليمن وفاضت شاعريتهم بنظم العديد من القصائد يشيدون فيها بعهد الوحدة ويعددون ما أحدثته من إنجازات كبيرة وعملاقة وفي عجالتنا هذه نأتي على ذكر نماذج من نتاجات البعض ونخص بالذكر شعراء محافظة حضرموت على الرغم من أن بعض أولئك كانت له إرهاصات مبكرة في هذا السياق.. ولتكن بداية الإنطلاق عبر بوابة مدينة الشحر التاريخية ومسقط رأس كبيرهم (الذي علمهم الشعر) الشاعر الموهوب/ حسين بن أبي بكر المحضار فهاهو يقول عن ذلك اليوم الأغر: يوم من الدهر مشهود جاب الخير وأحيا اليمن**** عود لنا عهد حمير وبلقيس والنابغة ذو يزن**** يهناك ياشعب اليمن تهناك وحدة باقية لا تزول**** صنعاء جميلة ولا شي كما صنعاء حوت كل فن**** أيضا ولا شفت ساحل ملأ ناظري مثل ساحل عدن**** لما تلاقن ، تلاقن بفرحة واللقا بايطول.. إلى أن يقول: يا وحدتي يا عزتي يا مكسب رفيع الثمن**** شافديك بالروح والدم وكل ما جرى في عروق البدن**** وبهمتي برفع رايتك في الأرض عرضا وطول.. وفي تجديد العهد والولاء وفاء "للوحدة" هاهو المحضار يقسم: بالله وبالوحدة وبالقائد وبالقانون**** بانطرد أهل الضر وبانقضي على الطاعون**** ذي هو بطى فينا وفي أجسامنا ينخر.. إلى أن يقول: مجنون من قال إننا بانفترق مجنون**** ويش با يفك الربط ذي يربطه رب الكون**** نحن خوة من قبل نجم السنبلة يظهر.. ومن " حسين المحضار" إلى حسين باسنبل " أحد الشعراء المبدعين من مدينة المكلا عروس البحر العربي وحاملة لواء النهضة الحديثة بحضرموت فهو يقول: هنا في بلادي أرى وحدتي**** إلى نورها يهتدي السائرون**** لتجعل من حاضري جنة**** على أرضها يسعد الكادحون.. ويجدد التأكيد "الباسنبل" في قصيدة أخرى له بأن الوحدة لم تأت إلا لتكون إمتدادا لأمجاد الماضي فنراه يقول: لنا الماضي بأمجاده لنا المستقبل الزاهر**** وهذا الشعب قد غنى نشيد الوحدة الهادر**** فيا أيامنا جودي وياأفراحنا عودي**** لقد ولى زمان القهر والتغريب والمحن.. ومن مدينة العلم وبلاد الحناء من غيل باوزير نستمع إلى صوت الشاعر/ جمعان أحمد بامطرف فبالوحدة يقول: تم الفرح والله تم **** هذا خير علينا عم**** وأصبحنا يمن واحد**** والشعب انتظم ولتم**** من شمسان لا صعده **** غنى الشعب للوحدة**** تسلم وحدتي الكبرى **** ويا شعب اليمن تسلم.. إلى أن يقول: وحدتنا أمل منشود**** حققها كريم الجود**** ياحاسد بعينك عود **** وياشعب اليمن تسلم.. والعود أحمد إلى موطن السلا والطرب إلى أشهر موانئ التجارة اليمنية وأسواق العرب القديمة إلى مدينة الشحر وإلى فارس الأغنية اليمنية إلى المبدع الشاعر/ حسين بن أبي بكر المحضار نجده وقد تحقق ذلك المنجز يبث التهانئ الحارة لرجالات اليمن قائلا: تحيا رجالات اليمن تحيا **** على العمل هذا الذي عملوه**** شي باب في التاريخ في الدنيا**** أكبر من الباب الذي دخلوه**** باب الوفا والمجد والعليا**** بكل أسماء الشرف سموه**** كل مالها إلا وضحت الرؤيا**** وظهر هلال العيد واعيدوه**** هي ولا شي غيرها هي **** وحده يلاقي الأبن فيها بوه وحدة بها تصلح الأشياء **** من إب لما حوف وحديبوه ومن أروع ما قاله الشاعر المحضار عن الوحدة : من حضرموت الخير بالبشر جيت**** ناشر على الوحدة شراعي**** اللي بها فوق السماك اعتليت**** وازداد في الناس ارتفاعي.. ومادامت إحتفالاتنا بأعياد الوحدة منطلقة هذا العام من محافظة حضرموت فهاهو المحضار يقول واصفا حالها وهي مستبشرة بيوم الوحدة المباركة : يامرحبا حضرموت اليوم بالجملة**** ما ضيعت حقها وحسابها مجمول**** لابسة اليوم بالوحدة أحسن حلة**** وكل مشكل لها إن شاء الله محلول.. وكأن المحضار يقرأ حال حضرموت اليوم ويرى بأم عينيه ما تعيشه من إنجازات وتطورات تعم المدن والأرياف. وكثيرة جمة هي الأشعار على هذا المسار وما قطفناه هنا هو غيض من فيض ماقيل لبعض شعراء المحافظة في المناسبة.
وعيد سعيد .. وكل عام وأنتم بخير
بحث متقدم
هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟
نعم
لا
لا أدري
النتيجة
جميع الحقوق محفوظة
شبكة مواقع محافظة حضرموت 2005 - 2024
تصميم و إدارة
شركة التجارة الإلكترونية اليمنية المحدودة
اتفاقية استخدام الموقع
|
رسالة لحماية الخصوصية