هذا الأسبوع احتفلت بلادنا مع سائر بلدان العالم بأربع مناسبات وأيام عالمية مهمة في حياتنا : اليوم الوطني للمعاقين حركياً ، واليوم العالمي لمكافحة الفساد ، واليوم العالمي للايدز ، واليوم العالمي لحقوق الإنسان .. وهي الذكرى السنوية الثامنة والخمسون لصدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان .
هذه المناسبات الأربع التي تصادف الاحتفال فيها خلال هذا الأسبوع أعدت لها الجهات المختصة وذات العلاقة بها برنامجا احتفاليا تضمن جملة من الأنشطة والفعاليات والمهرجانات ليس للاحتفال بها كأيام أو مناسبات ، ولكن لتذكير العالم بشرائح اجتماعية مهمة في المجتمع وكذلك أيضاً للفت انتباه البشرية بأهمية هذه المناسبات وضرورة الاهتمام بهذه الشرائح ، ومنها شريحة المعاقين حركيا والذين يعتبرون إحدى الشرائح المهمة وجزء لا يتجزأ من هذا المجتمع الكبير والذين هم ليسوا منعزلين وإنهم ليسوا عاجزين أمام الإرادة والتصميم والإصرار على تأكيد دورهم بفاعلية بالمجتمع .
الاحتفال باليوم الوطني للمعاقين هو نداء لكل الخيرين في هذا المجتمع بأن تتجه جهودهم لمساعدة هذه الشريحة والأخذ بيدها وإعطائها الفرص المتاحة وتهيئتها للمشاركة بإيجابية رغم الإعاقة في البناء والتشييد وفق إمكاناتهم وإبراز مهاراتهم وقدراتهم مع إعاقتهم والتي لم يجعلوا منها قيوداً في عدم ممارسة حياتهم الطبيعة في إطار المجتمع وتفاعلهم معه وعلى اعتبار أن الإعاقة لم تكن يوما من الأيام معضلة أو مشكلة صحية أو جسدية تحول والمشاركة الايجابية في المجتمع أو تحقيق طموحات وآمال الإنسان المعاق على المستوى الخاص أو العام .
لقد أثبتت هذه الشريحة من واقع عملها اليومي أن الإرادة والعزيمة قادرة على صنع المعجزات برغم هذه الإعاقة وهناك أمثلة عديدة تؤكد بالملموس على تخطي وتجاوز العديد من المعاقين لهذه المشكلة الصحية و تبنيها لمشاريع معينة وتحقيقها لأهداف أخرى خيّرة في المجتمع عجز عن تحقيقها الأصحاء.. هذا تأكيد أن الإعاقة لم ولن تكن عائقاً أمام طموحات وآمال هذه الشريحة بمساعدة كل الخيرين والجهات المختصة بتأهيل المعاقين لاندماجهم في المجتمع بصورة طبيعية .
ومما لا شك فيه أن فخامة الأخ رئيس الجمهورية يولي اهتماما ورعاية خاصة بالمعاقين انعكس في تحقيق انجازات كبيرة لهذه الشريحة في مجال اندماجها في المجتمع حيث خصصت الدولة صندوقا خاصا بهم هو صندوق رعاية وتأهيل المعاقين الذي يغطي نفقات إنشاء دور التأهيل المختلفة ومدها بالمتطلبات الخاصة بها والتي يحتاجها المعاقون الملتحقون فيها والذين يتم إعادة تأهيلهم بتجاوز قيود الإعاقة بتعليمهم الحرف ومجالات العمل المناسبة لهم والتي مكنتهم من المشاركة بايجابية في هذا المجتمع .
وينتهي القول في ختام حديثنا إلى أن الاحتفال باليوم الوطني للمعاقين والذي تختتم فعالياته يوم غد والذي تضمنت بمختلف الفعاليات والأنشطة المختلفة الثقافية منها والرياضية التي شارك فيها المعاقون لإبراز مهاراتهم وقدراتهم لتنمي فيهم حب العمل وتحمل المسئولية وبما يمكنهم من الاعتماد على أنفسهم وتخطي ظروف الإعاقة البدنية أو الذهنية يظل هذا الاحتفال باليوم الوطني للمعاقين هو لفت الانتباه على رعاية المعاق وحصوله على الاهتمام والتأهيل باعتباره مواطناً له حقوق وعليه واجبات و جعله قادرا على الإسهام في برامج التنمية .