بقلم توفيق شيخ
شهدت محافظة حضرموت عموما ومديريات الوادي والصحراء خصوصا هذا الأسبوع حراكا ونشاطا تمثل في الزيارات الميدانية والتفقدية التي قام بها رئيس مجلس الوزارة وعدد من الوزراء لمديريات المحافظة للاطلاع عن كثب وعن قرب لمجمل ما ينفذ من مشاريع تنموية وخدمة والوقوف أمام المشاريع المتعثرة والتي تمت معالجتها والمباشرة في إعادة العمل فيها وكذا للتعرف على احتياجات المديريات من مشاريع أخرى والوقوف بمسئولية أمام الانقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي ، حيث تم اتخاذ عدد من المعالجات السريعة وذلك للحيلولة من هذه الانقطاعات والبدء في تشغيل المولد الرابع والمزمع أن يدخل في الخدمة قريبا حيث سيخفف بتشغيله كثيرا من المعانات التى لحقت بأبناء مديريات الوادي جراء هذه الانقطاع المتكررة .
أيضا من نتائج هذه الزيارات لكبار المسئولين في بلادنا أن المواطن لمس حراكا كبيرا في إعادة أعمال السفلتة من جديد والتي توقفت لفترات طويلة دون معالجتها حيث ينفذ حاليا في مديريات سيئون والقطن وشبام وتريم سفلتة عدد من الطرقات وذلك بتمويل من وزارة الأشغال والطريق والتي من شأنها أن تسهل عملية التواصل بين هذه المديريات وكذلك الشوارع الداخلية فيها بكل يسر وسهولة.
وفي الاجتماع الموسع الذي عقد بمدينة سيئون مساء الجمعة والذي ترأسه الأخ/ عبد القادر باجمال – رئيس مجلس الوزراء وضم الأخوة في قيادة محافظة حضرموت والسلطة المحلية بمديريات الوادي إلى جانب عدد من الأعيان والشخصيات الاجتماعية والأدباء والشعراء وفرق التراث الشعبي والأندية الرياضية بالوادي اقر التصور الخاص بالمهرجان الأول للألعاب الشعبية والشعر الشعبي واعتماده مهرجانا سنويا يدعم من قبل الدولة وستناط بالمهرجان مهام إحياء التراث الثقافي والحفاظ على خصوصية التنوع الثقافي في مختلف مناطق المحافظة والمتمثل في الألعاب والرقصات والأهازيج الشعبية المتنوعة التي توارثها أبناء المحافظة جيلا بعد جيل وتحكى عن مناسبات متعددة لمواسم الزراعة والصيد وجني الثمار والأعياد الدينية والاجتماعية وغيرها , كما أقر الاجتماع إقامة المهرجان الثاني للأديب المرحوم علي أحمد باكثير في نهاية شهر ديسمبر المقبل حيث تم في هذا الإطار تشكيل لجنة مشتركة من الأدباء والكتاب ومكتبي الثقافة بالمحافظة بالساحل والوادي للتحضير لهذا المهرجان إلى جانب الموافقة على الدوري الرياضي على كأس المحافظة لكرة القدم والطائرة والألعاب الرياضية الأخرى بالإضافة إلى تنظيم مهرجان الأحقاف السياحي في سبتمبر القادم.
هذه المهرجانات التي تم إقرارها وتنظيمها في وادي حضرموت هي خطوة في الطريق الصحيح لما يتميز به هذا الوادي من مخزون حضاري وثقافي وسياحي وموروث شعبي يؤهله لأن يكون الأرضية المناسبة لمثل هذه المهرجانات السنوية لما من شأنها الدفع بحركة السياحة والترويج السياحي لمدن الوادي والذي سيشهد انتعاشا سياحيا وذلك من خلال وصول الأفواج السياحية إلى وادي حضرموت من مختلف بلدان العالم .
وبما أن الفترة المتبقية من تنظيم هذه المهرجانات أسابيع معدودة فانه يتطلب تظافر الجهد الحكومي والشعبي لإنجاح هذه المهرجانات كما يتطلب من كل الفعاليات الثقافية المشاركة بايجابية من خلال تقديم التصورات والبرامج لما من شأنه إنجاح هذه المهرجانات وبما يعكس الوجه الحضاري لمدينة سيئون وكل مدن وادي حضرموت والتي تزخر بالمعالم التاريخية والسياحية والتي وقف أمامها السائح مذهولا ومتعجبا .
كما أن تنظيم مهرجان الأحقاف السياحي هنا في وادي حضرموت يعد فرصة ثمينة . لأن تتفاعل معه قيادة السلطة المحلية بمديريات الوادي وكل الفعاليات وشرائح المجتمع المختلفة وكل المهتمين بالجوانب السياحية والثقافية لإبراز ما تتمتع به مدن الوادي من مخزون سياحي وتاريخي وحضاري ، وكذا إنجاح فعاليات وبرامج المهرجان والترويح لكل ما يعتمل فيه من خلال أيامه الخمسة التي ستبدأ في الخامس من شهر سبتمبر القادم كما أعلنت عنه اللجنة التحضيرية للمهرجان في اجتماعها الأول المنعقد منتصف هذا الأسبوع .
ويبقى الأمل كبيرا في إشراك جميع الفعاليات ومشاركتها الفاعلة في فعاليات هذا المهرجان السياحي والمهرجانين الآخرين اللذين سيعكسان ثقافة وتراث الإنسان في وادي حضرموت .