كتب معاوية بن أبي سيفان إلى مسلمة بن مخلد ( لا تولي على عملك إلا أزدياً أو حضرمياً فإنهم أهل أمانة).
يقول عن حضرموت : قبيلة من قبائل اليمن القديمة ولا يزال فروعها موجودة بحضرموت منهم الحموم – والذي منهم خادم النبي صلى الله عليه وسلم ثوبان بن بجدد - و ثعين و أفخاذها العديدة . عرفوا بالمهاجر و(حضرموت) .
تعتبر حضرموت من أكبر القبائل العربية التي كانت تمتهن صناعة النقل بين جنوب بلاد العرب وبين الحجاز ونجد والعراق والشام وفلسطين وسيناء ومصر .
وفي مصر كان لحضرموت فروع عديدة وضرب الحضارمة كما يقول صاحب كتاب [ القبائل العربية في مصر ] الرقم القياسي في عدد من ولي القضاء منهم .ففي المدة مابين سنة 84 وسنة 244هـ أي حوالي قرن ونصف ولي القضاء بمصر تسعة من رجال حضرموت ، ولاشك في أن الشاعر يزيد بن مقسم الصدفي كان محقا إذ هنّأ حضرموت بما اختصت به من الحكومة بين العرب والعجم قال :
يا حضرموت هنيئًا ما خصصت به *** من الحكومة بين العرب والعجم
فـي الجـاهلية والإسلام يعرفـه *** أهل الرواية والتفتيش والطـلـب
وبعد فتح العراق استقر كثير من الحضارمة في الكوفة ولهم بها خطة ، وكان أثير بن هاني الحضرمي أكبر و أشهر طبيب بالعراق في وقته .
ويقول عن كندة: (( قبيلة عظيمة تنسب إلى ثور (كندة) بن عفير بن عدي بن حارث بن مرة بن أدد بن زيد بن عمرو بن عريب بن زيد بن كهلان ، هجرتهم الأولى من الأحقاف (اليمن ) إلى العرض ( اليمامة ) و دومة الجندل (الجوف ) حيث أقاموا ملكاً بها و إلى البحرين وتدعى كندة ( كندة الملوك ) لكثرتهم منها .
من رجال كندة الصحابي الجليل شرحبيل بن حسنه الكندي الحضرمي و الأشعث بن قيس الكندي الحضرمي و معاوية بن حديج السكوني الحضرمي الصحابي الذي ولي مصر .
وقال عن ( تُجيب ) بطن كبير من كندة حضرموت ولهم قرية يكسر قشاقش بحضرموت تعرف إلي اليوم بأطلالها وتسمي ( تجيب ) وتجاورها قرية أخرى لهم اسمها تجيّب ( بالتصغير ) والقريتان المذكورتان أطلال منازلهم في المهاجر اليمني بالكوفة ومصر وليبيا والأندلس .
ويبدو أن تجيبا سارعت إلى الإسلام فقد وصفها النبي صلي الله عليه وسلم في حديث له بأنها ( أجابت الله ورسوله ) ويعتبر آل حديج فرع من السكون من كندة حضرموت ولعل القاضي/ عبد الواحد عبد الرحمن الذي ولي قضاء مصر من أندر القضاة الذين عرفهم التاريخ كما يذكر الدكتور/ عبد الله خورشيد البري ( صاحب كتاب القبائل العربية ) .
وبالجملة فان العديد من المشاهير من أصول الحضرمية ، ذكر منهم المؤلفُ الإمامَ مالكَ بن أنس وهو من ذي أصبح بطن من قبيلة حضرموت .
أول هجرة يمنية إلى أثيوبيا هي هجرة ( حبشات ) الحضرمية التي سميت أثيوبيا باسمها (حبشة أو حبشات ) ونسبة إلى هذه القبيلة اليمانية وأن الموطن الأصلي لقبيلة حبشات المهاجرة هي (جبل حبشة ) الكائن في شمال شرق حضرموت .
مسجد عمر بن العاص بمصر :
مسجد عمر بن العاص في الفسطاط كان دارا لـ قبيسة بن كلثوم الحضرمي فتنازل عنها بدون مقابل وكان هذا الصنيع شيئا استحق لأجله مدح الشعراء ، فقال أبو قبّان من بني سوم :
قبيسة الخير ابن كلثوم داره *** أباح حماه للـصلاة وسـلـما
فكل فعل في فنانا صلاته *** تعارف أهل المصر ما قلت فاعلما

أجرُّوم :-
كلمة آجرُّوم ( بمد الألف وضم الجيم وتشديد الراء ) كلمة بربرية تعني الصوف أو الزاهد ) أطلقها البربر على أسرة حضرمية من صنهاجة الحضرمية الحميرية تميزاً لها عن بقية فروع صنهاجة ، منهم العالم النحوي الشهير محمد بن داؤود صاحب كتاب الآجرومية في النحو .
معمر بن أومن بن حمّار بن الحارث البارقي الأزدي توفي 45ق.هـ ص120 /4 .
فتي عزلت عنه الفواحش كلها *** فلم تختلط منه بلحم ولا دم
ملحة الجَرمي 4/134

وما العيش إلا أن تروح مع الصبا*** وتغدو وصريع الكأس والأعين النجل
هذا البيت سبب لتلقيب شاعره بصريع الغواني مسلم بن الوليد الأنصاري .

أيها الراكب المتمم ارضي *** اقر من بعضي السلام لبعضي
معاوية بن صالح جديد الحضرمي الحمصي .

أرى خلل الرماد وميض حجر *** ويوشك أن يكون لها ضرام
نصر بن يسار الأزدي.
بيت يجمع حروف العجم :-
ولقد شجتني طفلة برزت ضحى *** كالشمس قشماء العظام بذي النصا

إذا لم تستطع شيئا فدعه *** وجاوزه إلى ما تستطيع
عمرو بن معد يكرب الزبيدي .

لكل شييء إذا ما تم نقصان *** فلا يغّر بطيب العيش إنسان
أبو الطيب االزندي

إذا البلاد بأهل الرأي ما صلحت *** أحوالها فبأهل الشر تنقاد
لا يصلح الناس فوضى ولا سراة لهم *** ولا سراة إذا جهالهم سادوا
الأفوه الأودي من سعد العشير بن مدحج

والله لولا الله ما اهتدينا *** ولا تصدقنا ولا صلينا
إنا إذا قوم بغوا علينا *** وإن أرادوا فتنة أبينا
فانزلن سكينة علينا *** وثبت الأقدام إن لاقينا
الصحابي عامر بن الأكوع الجذامي

عوى الذئب فاستأنس بالذئب إذ عوى *** وصّوت إنسان فكدت أطير
الأحيمر السعيدي

محارب بن الكسعي الأزدي :-
شاعر يضرب به المثل في الندامة ويذكرون من أخباره انه كانت له أقواس رمى بها حمر الوحش فأصبها وظن أنه أخطأها فكسر الأقواس ثم قال:
ندمت ندامة لو أن نفسي *** تطاوعني إذن لقطعت خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني *** لعمر أبيك حين كسرت قوسي
يا من برى ما في الضمير ويسع *** أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها *** يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن *** أمنن فإن الخير عندك اجمع
مالي سوى فقري لبابك حيلة *** فبالافتقار إليك فقري ادفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة *** فلئن رددت فأي باب أقرع
ومن الذي أدعو وأهتف باسمه *** إن كان فضلك من فقيرك يمنع
حاشا لفضلك أن تقنط عاصياً *** الفضل أجزل والمواهب أوسع
عبدالرحمن بن عبدالله النهيلي

إذا المرء لم يدنس من اللوم عرضه *** فكل رداء يرتديه جميل
السموأل بن غريض بن عاديا المذحجي شاعر جاهلي

إذا أظمأتك أكف اللئام *** كفتك القناعة شبعاً ورياً
فكن رجلاً رجله في الثرى *** وهامة همته في الثريا
أبياً لناثل ذي نعمة *** يراه بما في يديه أبياً
فإن إراقة ماء الحياة *** دون إراقة ماء المحيا
النعيمي علي بن محمد البصري الحميري

مما يزهدني في أرض أندلسٍ *** أسماء معتمد فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها *** كالهر يحكي أشافاً صولة الأسد
محمد عمار المهري