صياغة الفضة
   
-

صياغة الفضة

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، اعزائنا .. إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب .. و الحديث عن الذهب و الفضة مرتبط ببعضه منذ القدم و لاتذكر الفضة إلا و يذكر الذهب و العكس صحيح .. لأن بينهما قواسم مشتركة كثيرة ، في موضوعنا هذا أيها الأعزاء سيكون حديثنا حول صناعة الذهب و الفضة أو صناعة الحلي بشكل أخص أو ما يعرف بالصياغة أو الصواغة و لا بأس لو تعرفنا بداية على هذين المعدنين الثمينين و مكانتهما و أهميتهما و بعض خصائصهما و لنبدأ بمعدن الفضة

فلقد عرفت الفضة منذ العصور القديمة بأنها معدن زخرفي قيم كما أنها تستخدم كعملة متداولة بين حكومات و الشعوب فهناك الدرهم المصنوع من الفضة و الدينار الذهبي ، و يعود تأريخ ظهورها إلى عام 2500 ق . م  حيث أقيمت عدة مناجم في آسيا الصغرى وفي العصور الإسلامية استخدمت الفضة في صنع الأواني والنقود . وتوجد الفضة حرة في الطبيعة كما توجد أيضا على هيئة خامات ، ومن أبرزها خاماتها كبريتيد الفضة، وكلوريد الفضة. كما توجد الفضة كذلك في خامات الزرنيخ والأنتمون، وكثيرا ما تحتوي خامات النحاس والخارصين و الرصاص على فلز الفضة.

والفضة عنصر يفوق الفلزات جميعا من حيث قدرتها على توصيل الحرارة والكهربائية وتتخلف عن الذهب فقط في قابليتها للطرق والسحب، أي في عمل الصفائح الرقاق والأسلاك الرفيعة جدا.
وتنصهر الفضة في درجة حرارة (960ْ) مئوية، إذا ما سخنت في الفراغ، أو في جو من النتروجين، وتنصهر في الهواء في درجة حرارة (923ْ) مئوية، وذلك لإذابتها الأوكسجين من الهواء، ويزداد ذوبان الأوكسجين في منصهر الفضة كلما ارتفعت درجة حرارة المنصهر،
و تتوافر الفضة في الطبيعة على هيئة معدن أبيض له درجة عالية من البريق ويمكن صقله وتلميعه بشكل كبير.
ولمعدن الفضة فوائد ليست بالكثيرة و يمكن حصرها في : سك النقود، والحلي والزخرفة . إلا أن أملاح الفضة ومركباتها كثيرة الاستعمال لا سيما في الكيمياء التحليلية وصنع الرقوق الفوتوغرافية. كما تستخدم الفضة بشكل واسع النطاق في صناعة المجوهرات والعملات. وعادةً ما تخلط الفضة بكميات صغيرة من معادن أخرى لتكون أقوى صلابة وأقدر على التحمل.


و تعد صناعة الفضة من الصناعات الشعبية القديمة في اليمن ، إذ أنها ارتبطت بحياة الإنسان كعملة نقدية على مر العصور و تعاقب الدول التي حكمت اليمن قديما ، و أبرز ما استخدمت فيه الفضة كحلي للمرأة و خصوصا في الزمن الغابر و في البادية حتى اليوم ، و يذكر الأستاذ عبد القادر محمد الصبان في كتاب العادات و التقاليد قسم الملبوسات : صياغة المصاغ أي الحلي من الحرف القديمة المنتشرة في الوادي و قد تطورت الصياغة في المدن و البادية و كان عامل الهجرة إلى البلدان الأخرى من عوامل تبدل كثير من المصاغت و بقيت بعض المصاغات محتفظة بطابعها القديم و مابه من نقوش و تعرجات تقرب ملامحها من ما وجد من نقوش متعرجة في بعض القطع الأثرية و تشبه إلى حد كبير ما يوجد من نقوش في بعض محريب المساجد القديمة مما قد تكشف البحوث الأثرية عن العلاقات بين النقوش و التعرجات و تحدد العمر الزمني لهذه النقوش و هذا الفن .
و يضيف الأستاذ الصبان ، و قد أخفى عامل الزمن و التبدل كثيرا من المصاغات فلا وجود لها البته ، و أبقى عامل التطور بعض الأسماء على مسمياتها مع تبدل تطوري في لون و حجم القطعة .


في مدينة سيئون كغيرها من مدن وادي حضرموت لا تزال بعض المحلات تمارس حرفة الصياغة ـ أعني صياغة الفضة ـ مواكبة التطور المتسارع في عصرنا اليوم متماشية مع الأذواق الحالية أو ما يعرف بالموضة و إدخال بعض التعديلات الفنية .. وجدير بالذكر ان أسرة آل باحشوان من بين الأسر التي امتهنت هذه الحرفة منذ أزمان .

و ينتشر لبس المصاغات الفضية في المناطق البدوية و بعض الأرياف ، بل وحتى المدن ، إذ أن الكثير من المستهلكين ـ إذا جاز لنا التعبير ـ يحاولون دائما التغيير بطيعة الإنسان فيعزفون عن الذهب تارات كثيرة لأسباب مختلفة منها ارتفاع سعره فيرغبون في تداول الفضة بغرض الزينة بعيدا عن التفاخر و التعالي و الحركات الإستعراضية ، إلا أنها ـ أي الفضة كثيرا ما تعلق بها الدهون و الأوساخ فتفقد بريقها و لمعانها ، لذلك يجب أن يحرص مستخدم الفضة من الرجال أو النساء على تنظيفها دائما بالماء و الصابون ، أما إذا لم تنجح هذه المحاولة فهناك طرق أخرى للمعالجة .

و لاتزال بعض المصاغات من الفضة موجودة في الأسواق إلى يومنا هذا رغم قلة استخداماتها ، أما الذي قد تلاشى فقد حرصت الهيئة العامة للآثار و المتاحف على الإحتفاظ به و من بين تلك المصاغات الموجودة في متحف العادات و التقاليد بسيئون و التي كانت في يوم من الأيام زينة المرأة الحضرمية كما يسردها الأستاذ الصبان :
( من كتاب الصبان العادات و التقاليد قسم الملبوسات 17 قطعة )


و كما أن للذهب عيار و هو النسبة الصافية منه إلى نسبة المعادن الأخرى فإن للفضة أيضا عيارا

و يبلغ نصاب الفضة   و يجب إخراج الزكاة فيها كي تطهر من الشوائب و تصفى من الغش الذي قد يقع فيه بعض المتعاملين فيها ، و هذه مسألة في غاية الأهمية .

نلتقي مع الذهب وكيفية صناعته في حضرموت في موضوعنا القادم بأذن الله تعالى ، الى اللقاء .

 


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة