صياغة الذهب
مرحبا بكم أيها الأعزاء .. سيكون حديثنا في هذا الموضوع عن الذهب و صناعة الذهب أو صياغته .. منذ أول اكتشاف للذهب في العصور القديمه ألهم جماله وطبيعته الصواغ لتشكيله إلى حلي لليس للزينة فقط ولكن رمزا للغنى والقوة أيضا. ولا تزال أعمال الصواغ من المصريين القدامى تسحرنا إلى اليوم. وفي الوقت الراهن يتعدى الذهب أكثر من كونه ثقل إقتصادي للأسواق . لإن معظم الدول لاتزال تدخره كاحتياطي أمان . أما تصنيع المجوهرات فيعتبر حجر الأساس لأسواق الذهب . وجميع الذهب المستهلك حول العالم هو حديث الإستخراج . و يستعمل الذهب الخالص في أجزاء العالم التي تشتري المجوهرات للزينه و للإستثمار. بينما يستخدم في أماكن كحلي للمرأة عندما يخلط مع معدن آخر ، ليس ليجعلونه أكثر قساوة فقط ، ولكن ليؤثروا على لونه أيضا. الذهب الأبيض ينتج من مزج الذهب مع الفضة والنيكل أو البلاديوم ، والذهب الضارب لونه للحمره ينتج بمزجه مع النحاس . ويزداد الذهب قسوه بإضافة النيكل أو نسبة قليلة من التيتانيوم . و هذا ما يحدد نسبة الذهب ( العيار ) في المجوهرات التي تقاس بالقيراط . والذهب الصافي هو الذي يحتوي على 24 قيراط . و يمكننا هنا أن نحدد أعيرة الذهب التي تتراوح بين 24 قيراط و هو الذهب الصافي و 9 قراريط الذي يحتوي على مانسبته 37.5 من الذهب إضافة إلى معادن أخرى . على النحو التالي :%الذهب التعبئه قيراط بيانات أنواع الذهب100 1000 24 91.67 916.7 22 87.5 875 21 75 750 18 58.3 583.3 14 41.6 416.7 10 37.5 375 9 و يحدد سعر الذهب عالميا بالنظر إلى عياره فكلما ارتفع عياره كان سعره أعلى ، و في الوادي يوجد الذهب من العيار 18 و العيار 21 ، و تعد مسألة ضبط العيار من المسائل الشائكة جدا إذ أن عليها يكون الإعتماد في التعامل . و في معطم الدول يحتم القانون على المصانع والورش أن تختم كل قطعه من المجوهرات بختم واضح يوضح عيار تلك القطعه.ومن تلك الدول التي تلزم المصانع ذلك الأمر المملكه العربية السعودية ، البحرين ، الإمارات ، المغرب ، مصر ، وبريطانيا و فرنسا . أيها الأعزاء ما أكثر معارض بيع الذهب ، و ما أقل معامل صياغته ، تعبت كثيرا حتى وجدت معملا لصياغة الذهب و لكني وجدته فقد أغلق الكثيرون معاملهم لأسباب خاصة أبرزها عدم استقرار السوق و الغزو الخارجي للذهب الجاهز فلا حاجة عندئذ لوجود الورش التي تكلف ألاتها المبالغ الباهضة فهذه آلة التفريص المعقدة في تركيبها و العمل عليها فإن أية لحظة سهو أو عدم تركيز تؤدي إلى إتلاف قطعة يتجاوز ثمنها الـ 100.000 ريال ، و هناك عقدة أخرى لدى المستهلكين الحيارى ، و هي عقدة الصناعة الخارجية ، ويؤكد الكثير من الحرفيين أن الصناعة المحلية هي الأجود و الأبقى مقارنة بالصناعة المستوردة و أثبتوا ذلك عمليا ، و لكن ربما هناك فرق وحيد ووحيد فقط و هو المظهر الخارجي للصناعة الخارجية ، و هذا يحتم على أصحاب الحرف الابتكار و الإبداع و تحري الأذواق ، و هذا لن يتأتى مالم تقام الدورات التأهلية لمثل هؤلاء الحرفيين كل في مجال اختصاصه . ولو زرت أحدى الورش التقليدية سترى الصائغ جالسا ممسكا بإحدى يديه الكاوية و بالأخرى وبواسطة الملقاط قطعة ذهبية صغيرة يدور معها حيث دارت .ولو قمت بجولة سريعة لبعض المعارض التي تشع بريقا و لمعانا و هي عامرة بربات الخدور اللواتي يتجولن مبديات بعضا من الزينة في أيديهن التي ماكان لهن أن يبدينهن هنا ،و سألت عن الذهب و أنواعه و أسعاره و عن الإقبال فستجد أن الإقبال على المستورد يشكل مايقارب 80 بالمئة ، ولن تجد جوابا شافيا يبرر ذلك غير أن الزبون يرغب في ذلك .أيها الزبون إن تشجيعك للصناعة الشعبية تشجيع للوطن و المواطن اليمني على الإبداع و الابتكار و فخر لك أولا و أخيرا و أنت أيها الصائغ حاول أن تلبي رغبة الزبون باختيار نقشات جميلة تفوق تلك التي تأتينا من خارج أرض الوطن .. و لننبذ التفاخر و التعالي الذي لا يجلب لنا غير التراجع و التخلف و ما لا تحمد عقباه .. التعامل مع الذهب أيها الأعزاء من أشد التعاملات التي تحتاج إلى صدق مع الله تعالى أولا ثم مع النفس و الآخرين .. و كم نحن بحاجة لنصيحة في هذا الباب و لنجعلها خرصة ( حلقة ) في آذاننا .أيها الأعزاء إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب و آن لنا الآن أن نسكت .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته