10 آلاف شاعر ومخترع واحد.. عزوف الشباب عن ارتياد المجالات العلمية والتقنية .. المشكلة.. والمحاذير
   
موقع محافظة حضرموت/سبأنت - 3/1/2007
11111111111111111111111111111111111111.jpg

كشفت دراسة أكاديمية يمنية حديثة عن عزوف الشباب من الجنسين في اليمن

عن ارتيادمجالات الأبحاث العلمية والعلومالتكنولوجية وازدياد إقبال ذات الشريحة على مجالات الأدب والشعروالموسيقي.
وبحسب الدراسة فأن 87% من اجمالي 2400 شاب وشابة من خريجي الثانويةالعامةالذين استطلعت أراؤهم يفضلون الحصول على وظيفة حكومية تقليدية مضمونة الأجر،فيما يفضل 7% الالتحاق بكليات لا تشتمل مناهجهاعلى اى مقررات علمية، وابدى 6% فقطاستعداداهم الالتحاق بكليات علمية متخصصة.
وحذرت الدراسة التي أعدها عدد منالأكاديميين اليمنيين بجامعة تعز من أن اليمن ستواجه نقصا حادا في الكوادر المتخصصةفي المجالات العلمية وبما سينعكس سلبا على عمليات التنمية الاقتصادية في البلاد،مرجعة سبب عزوف الشباب عن ارتياد المجالات العلمية إلى ضعف البنية التحتية للتعليمالأساسي وانعدام البرامج التشجيعية للشباب على الإقبال على ارتياد مجالات الأبحاثالعلمية والابتكارات، وكذا الافتقار إلى مراكز ومؤسسات تعني بالبحث العلمي وتضاؤل المخصص الحكومي للبحث العلمي في اليمن.

* حجب الجوائز التنافسية
عزوفالشباب من الجنسين عن ارتياد المجالات العلمية وبخاصة تلك المتعلقة بالدراساتوالأبحاث العلمية أو الابتكارات دفع بالعديد من المؤسسات الرسمية وغير الرسميةالمعنية بتشجيع الإبداعات العلمية والأدبية والتي عادة ما ترصد جوائز مغرية تصل إلىمليون ريال عن كل مجال تنافسي كالأدب والشعر والموسيقي والعلوم التطبيقيةوالتكنولوجية والابحاث العلمية المتخصصة، إلى حجب الجوائز المتعلقة بالمجالاتالتنافسية العلمية نظرا لعدم استيفاء الأبحاث العلمية المقدمة من المتنافسينلأشتراطات البحث العلمي المتعارف عليها الأمر الذي وصل إلى حد قيام مجلس أمناءجائزة رئيس الجمهورية للشباب العام المنصرم إلى الإعلان عن مضاعفة قيمة الجوائزالمخصصة للمجالات التنافسية العلمية إلى الضعف فيما اتجهت مؤسسات ثقافية خاصةكمؤسستي السعيد والعفيف الثقافيتين واللتان تعدان من أبرز المؤسسات الثقافية الخاصةالناشطة في مجال تشجيع إبداعات الشباب في المجالات الأدبية والعلمية، إلى استحداثجوائز جديدة في مجالات الأبحاث العلمية والتكنولوجيا وكذا العلوم الطبيعية والبيئيةومؤخرا دشنت مؤسسة العفيف الثقافية مشروع " الثقافة العلمية والتقنية" في اليمنوالذي مول من قبل معهد البحث للتنمية الفرنسي.
ويقول المدير التنفيذي للمؤسسةهاني مغلس أن البرنامج يستهدف فئة الشباب وبخاصة طلاب المدارس والجامعات لتشجيعهمعلى ارتياد المجالات المتعلقة بالابتكارات العلمية، وكذا فتح المجال أمام الباحثينوالأكاديميين لتقديم أبحاث ابتكارية ومشاركات علمية متميزة ولفت نظرهم للاهتمامبالقضايا العلمية، كما استهدف المشروع الترويج المبسط للثقافة العلمية في اوساطالعامة وجعلها قضية حياتية معاشه وليس شأنا فوقيا يخص النخب المثقفة".

* تحفيز الشباب
الدكتورة افتكار الربيع رئيسة جمعية إبداعات -التي تعني بتشجيعالشباب من الجنسين على ارتياد المجالات الإبداعية المختلفة وتأسست في العام 2001ماعتبرت في حديثها لـ سبأ "أن ثمة مشكلة حقيقية في تحفيز الشباب والشابات سواء منطلاب المدارس أو الجامعات للاهتمام بجوانب الإبداع العلمي وان هذه المشكلة لاتتوقفعلى اليمن بل تمتد إلى سائر الأقطار العربية، مشيرة إلى ذلك بالقول "لا يوجد اهتمامحقيقي وجاد بتشجيع الشباب من الجنسين لخوض المجالات العلمية، البحث العلمي في اليمنلا يزال متخلف وهو كذلك في كل الأقطار العربية، في الولايات المتحدة الأمريكية هناكأكثر من مليون مركز للبحث العلمي في حين أنه لا يوجد في العالم العربي الذي يمثل "21 " دولة سوي 30ألف مركز فقط ومعظم هذه المراكز ليست متطورة بالشكل المطلوب،المشكلة من وجهة نظري تتمثل في غياب الثقافة العلمية لدي الأفراد والحكوماتالعربية".
هذا الوضع حدا بالحكومة الى اتخاذ عدد من الاجراءت والتدابير التي كانمن أبرزها زيادة الموازنة المالية لوزارة البحث العلمي بما يقدر ب 150مليون ريال عنالعام المنصرم 2004م وتنظيم عدد من المعارض العلمية في عدد من المناطق كصنعاء وابوعدن لعرض ابتكارات الشباب وحث القطاع الخاص على تشجيع المبتكرين اليمنيين وتقديمالدعم المالي اللازم لاخراج ابتكاراتهم إلى حيز الوجود بالشكل اللائق.
ويؤكد "احمد مرشد جوبح " وهو شاب يمني تمكن قبل عام ونصف من ابتكار محرك بدائي لسيارةتعمل بالمياه بدلا عن البترول والحصول على براءة اختراع أن مساهمة الشركاتوالمؤسسات التجارية الخاصة تكاد تكون منعدمة في تبني انتاج الابتكارات العلميةالشبابية أو المساهمة في تمويل انجازها.. مشيرا إلى تجربتة الشخصية في هذا الصددبالقول "لقد أنجزت اختراع محرك مبتكر لسيارة تعمل بالمياه بدلا عن البترول وقمتبتجربة الاختراع ونحج نجاحا نسبيا، والنتيجة كانت ستختلف لو أني تلقيت دعما مناسبالاخراج اختراعي بالشكل المطلوب وقد توجهت إلى العديد من رجال المال والأعمال وشرحتلهم فكرة الابتكار وطلبت منهم الدعم لإنتاج نموذج مكتمل للاختراع ولم أتلق للأسفسوي وعود لم يتحقق منها شيء، هم يستكثرون الدعم وما يؤلمني أنني شعرت أنهم لميحترموا ما قمت بانجازه، في اليمن للأسف لا يكرمون سوي الشعراء والأدباء، لديناأكثر من عشرة آلاف شاعر لكنهم لا يهتمون بأن يكون لدينا ولو مخترع واحد".

* هجرة العقول
الدكتور فضل الكباب مهندس متخصص في التقنية المتقدمة ويعمل منذ 12عاما في أحد الشركات الخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية ويقضي حاليا أجازتهالسنوية في اليمن، يري أن ثمة حالة من التخلف المزمن تعاني منها معظم الأقطارالعربية فيما يخص توفير المناخات الملائمة لتشجيع الشباب من الجنسين على ارتيادمجالات الإبداع العلمي، وكذا إحاطة الكوادر المبدعة بالاهتمام الذي تستحقه معتبراأن هذه الأسباب وغيرها كالافتقاد لمؤسسات علمية متخصصة ومراكز تأهيل بالمواصفاتوالإمكانيات المواكبة لما يمتلكه الغرب قد أسهمت والى حد بعيد في دفع الكثير منالعقول العربية إلى الهجرة والاغتراب.
ويقول"للأسف هجرة العقول العربية تحولتإلى ظاهرة, وفي الولايات المتحدة الأمريكية وحدها يوجد ما يقدر ب 800 عالم من أصولعربية من النوابغ في مجالات التقنية المتقدمة، وعشرات آخرين يدرسون في الجامعاتالأمريكية وآلاف مؤلفة تخدم في المرافق والمصالح الحكومية والخاصة في أمريكا،الكثير من هؤلاء لا يفكر حتى الاستقرار يوما في بلدانهم العربية، لقد وجدوا فيالمهجر ما يلبي تطلعاتهم المهنية والإنسانية، لذلك هجرة العقول العربية في تزايدمستمر، واعتقد أن المشكلة لا ترجع فقط لعدم اهتمام الحكومات والأنظمةالعربية بتشجيعالإبداعات العلمية أو باستثمار ملكات المبدعين فيما يخدم مصالح دولهم، ولكن أيضالغياب الثقافة العلمية في المجتمعات العربية للأسف البحث العلمي لا يحترم في العالمالعربي، وهذه جزئية فقط من صورة اشمل تتمثل في أن العلماء لا يحضون بالتقديرالمفترض، عندما نتساءل عن أسباب تخلفنا كعرب وأسباب تقدم الغرب يجب أن نتطلع إلىفارق التقدير والتعامل مع الكادر العلمي القادر على التميز".
وهكذا تظل مشكلةالقائمة والشباب يعزفون عن العلوم بل وينزحون الى الخارج للبحث عمن يحترم عقولهمالمتميزة, وابتكاراتهم الجديدة, وفي اليمن المشكلة معقدة, اذ ان مراكز تشجيع البحثالعلمي تكاد تساوي الصفر, رغم العدد الكبير من المؤسسات التي لها علاقة بالشباب


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة