مديرية الشحر
- الموقع : تقع مدينة الشحر على ساحل البحر العربي إلى الشرق من مدينة المكلا ، وتبعد عنها بنحو ( 62كم) .
- التسمية : الشحر كان اسم يطلق على ساحل حضرموت ويطلق عمومًا على جهة الساحل بالنسبة لسكان وادي حضرموت أو (حضرموت الداخل ) ، وعلى جهة الساحل أقيمت فيها بلدان كثيرة تمتد إلى أقصى الحدود لشرقية في الجوف ، ومن أشهر مدن الساحل مدينة الأسماء التي عرفت بعد ذلك وحتى الآن باسم مدينة الشحر ، كما عرفت بعدة أسماء أخرى منها مث ً لا : ( سمعون ) نسبة إلى وادٍ يسمى سمعون كان أهلها يشربون من آباره ، وهي نسبة إلى واسم (الأشجار) ، وسميت الأشجار نسبة إ لى القبائل التي كانت تسكنها من المهرة والذين كانوا يسمون (الشحرا) وكما سميت باسم (الأحقاف) ، والأحقاف هي الرمال ومفردها حقف ، إلا أن اسم الشحر طغى مؤخرًا على تلك الأسماء كلها .
ويقول محمد بن عبد القادر بامطرف في كتابه " الرفيق النافع على دروب منظومتي باطايع " : أن الشحرقد عرفت باسم (السوق) المقام فيها قبل أن تعرف بالشحر ، كان الملاحون اليونانيون الذين وفدواAlasa ) إليها في القرن الثاني الميلادي يسمونها في خرائطهم باسم السوق أو المركزوكلمة الأسعا حرفت فيما بعد إلى كلمة ( سعاد ) ، وهو اسم للسوق تعرف به الشحر ، ( Emporiumحتى اليوم .
الشحر في التاريخ : مدينة الشحر قديمة ، شأنها شأن مدن الي من القديمة ، ويحتمل أن يكون أق دم ذكرلها جاء عند الهمداني ( 334 هجرية ) ، بينما الذين ذكروا اسم ( الشحر ) من المؤرخين فهم يقصدون الساحل وليس المدينة ، ول ذلك فمدينة الشحر كانت قائمة قبل ظهور الهمداني هذا ما جاء عند المؤرخين ،أما تاريخها من خلال الدراسات الأثرية التي أجرتها البعثة الأثرية الفرنسية في المدينة في جوار دار البياني فالمخلفات الأثرية تؤكد أن المدينة كانت قائمة في العصر العباسي وبدء الدولة العب اسية في سنة ( 132هجرية) بمعنى أن تأسيس المدينة ربما كان في مطلع القرن الثالث الهجري كأقرب تاريخ ممكن ، وربما أن موقعها قد استغل في عصور ما قبل الإسلام لأنها تقع فيما بين ميناء سمهرم إلى شرقها وميناء قنا في غربها ، وهذا الخط التجاري الهام الذي كان ينقل بواس طته سلع اللبان والبخور والتوابل من ميناء سمهرم إلى ميناء قنا في تلك الفترة ، وقد سبق أن أشار محمد عبد القادر بامطرف إلى أن هذه المدينة قد عُرفت في القرن الثاني الميلادي عند الملاحين اليونان مما يؤكد أن موقع هذه المدينة قد استغل تقريبًا فيالنشاط التجاري ال ذي كان قائمًا في فترة ما قبل الإسلام ، وبالتالي فقد اختط موقعها ليصبح فيما بعد مدينة بكل معانيها في فترة ما قبل الإسلام وتجددت بعد ذلك كمدينة وحاضرة لساحل حضرموت منذ القرن الثالث الهجري ، ومدينة الشحر كانت تمثل سوقًا تجاريًا هامًا ، لأن السفن التي كانت تتجه من الهند إلى البحرالأحمر وعدن والعكس كان لابد لها من التوقف في الشحر سواءً للمتاجرة ، أو " كمحطة ترانزيت " ، وكانت السلع التجارية الرائجة فيها : البز واللبان والُمر والصبر والدخن العنبر الدخني ، إلاَّ أنها اشتهرت كثيرًا باللبان الذي ينسب إليها ( اللبان الشحري ) ، وقد قال أحد الشعراء :
أذهب إلى الشحر ودع عُمانًا *** إن لم تجد تمرًا تجد لبُانًا
وقد كانت مدينة الشحر مسورة حيث يحيط بها سور من الجهات البرية منها تحاشيًا لأي هجوم يقع عليها من القبائل المجاورة لها و لكن تم تدميرها من قبل البرتغاليين الذين سيطروا على الطرق التجارية البرية بين الهند والبحر الأحمر للفترة الممتدة من مطلع القرن السادس عشر إلى النصف الأول من القرن السابع عشرالميلادي وظلوا خلال فترة سيطرتهم على الطرق التجارية البحرية وكذلك على الإقليم الجنو بي الغربي من الهند والخليج العربي يوجهون جهودهم للسيطرة على تجارة الهند والخطوط التجارية البحرية المرتبطة بها ،وتمثلت جهودهم تلك بالقرصنة على السفن التي كانت تعبر على الخطوط التجارية المارة من الهند إلى عدن إلى جانب تنظيم حملات عسكرية على الموانئ التي تقع على الخطوط التجارية البحرية المرتبطة بالموانئ ،وكانت الشحر واحدة من تلك الموانئ البحرية , ويكفي أن نذكر حادثة من الحملات العسكرية على مدينة الشحر تعتبر نموذجًا من تلك الحملات التي توالت على المدينة حتى انتهاء سيطرة البرتغاليين على الخطوط التجارية البحرية.
ففي عام ( 929 هجرية 1522 ميلادية) قدم البرتغاليون إلى ميناء الشحر في حوالي تسع سفن ونزلوا إلى المدينة من فجر يوم الجمعة فنشب قتال شديد بينهم وبين الأهالي إلا أن البرتغاليين تغلبوا في النهاية عليهم وقتل عدد كبير من أهل الشحر ونهبت المدينة نهبًا فظيعًا ، وغادروها بعد أربعة أيام ، وقد توالت حملاتهم على المدينة وعلى السفن والمراكب التي كانت ترسوا على مينائها، حيث كان البرتغاليون يعتمدون على نهب السفن ومن ثم إحراقها ، وبعد نهاية سيطرة البرتغاليين وصل إلى الشحر الهولندي " فان دون بروكة " في عام ( 1613 م) ، ليط لب من سلطان الشحر إذنًا للهولنديين بالمتاجرة في المدينة فأذن لهم بذلك ، وقد وصف بروكة ميناء الشحر بأنها ميناء حضرموت الرئيسية ، وأنه شاهد نحو ( 14 مركبً ا) راسية على الميناء ، وهناك أيضًا سفن كثيرة قد وصلت أثناء إقامته بالمدينة قادمة من الهند ومن شرق أفريقيا ومن الخليج العربي .الدول التي تعاقبت على الشحر من القرن السادس الهجري كانت :
أولا - دولة آل إقبال : التي بدأت من النصف الأول من القرن السادس الهجري وانتهت في سنة ( 611ه) ،عندما سيطر الأيوبيين على المدينة ، وجعلوا ابن فارس عام ً لا لهم عليها ولكن حدثت ث وره من قبل عمر بن مهدي في سنة ( 615 ه) الذي حاول توحيد حضرموت تحت قيادته وطرد آل فارس من الشحر وفي سنة 621 ه) استطاع سلاطين آل إقبال استعادة الشحر عاصمة أجدادهم وآبائهم بقيادة السلطان عبد الرحمن بن ) راشد إقبال ، وفي سنة ( 670 ه) استطاع الرسوليون أثناء حكم ا لمظفر الرسولي أن يستولوا على الشحر ، وظلت تحت سلطتهم حتى سنة ( 836 هجرية ) وبعدهم سيطرت على الشحر آل أبي دجانة إلى سنة ( 861 ه) ، عندما كان يسيطر عليها الطاهريون ، وقد استمرت سلطتهم عليها إلى سنة ( 883 ه ) ، فقد حدث خلال هذه الفترة في سنة ( 866 ه) أن استطاع وا حد من آل أبي دجانة السيطرة على المدينة وطرد عامل الطاهريين منها الأمر الذي دعى السلطان الطاهري إلى تجهيز حملة لمهاجمة آل أبي دجانة ، وبالفعل طرد آل أبي دجانة عن المدينة وألزم الكثيريين بمساعدة نائب الطاهريين بالمدينة ومن هنا بدأ تدخل الكثيريين في أمور الش حر ، ففي سنة ( 883 ه) تمكن آل أبي دجانة بقيادة أسعد بن مبارك با دجانة الاستيلاء على المدينة ومكثت تحت سلطته إلى سنة ( 901 ه) إلى أن استطاع آل الكثيري استعادة المدينة في عهد سلطانهم جعفربن عبد الله الكثيري ،واستطاع السلطان الكثيري بدر أبو طويرق ( 922-977 ه) أن يدحر البرتغاليين في سنة ( 929 ه) بعد أن أعلن الجهاد بتعبئة أبناء وطنه في معركة فاصلة ، واستطاع أن يأسر الكثير منهم وأرسلهم إلى السلطنة العثمانية التي كان الكثيري يعلن ولاءه لها وهو الولاء الذي دعى السلطان العثماني أن يرسل في عام ( 936 ه) خلعه الولاية إلى السلطان بدر أبو طويرق الكثيري وحلل الشرف لأمرائه بواسطة القائد مصطفى بيرم الذي كان يقود حملة تركية كان هدفها القضاء على سلطة البرتغاليين في الهند، وقد ظلت المدينة تحت سلطة الكثيريين حتى مطلع القرن الثاني عشر الهجري إلى أن سيطرت عليها قبيلة من يافع هم آل بريك وكونت دويلة مستقلة فيها ، ثم استعادها الكثيريون على يد غالب بن محسن الكثيري ، في ذي الحجة سنة ( 1283 ه) ، واستطاع الاستيلاء عليها ، وظلت بعدها تابعة للسلطنة القعيطية حتى الاستقلال الوطني من الاستعمار الإنجليزي عام ( 1967 م) .
معالم مدينة الشحر :سبق أن ذكرنا أن سور المدينة القديم قد دمره البرتغاليون في سنة 929 ه ، كما تعرضت المدينة للتدمير والنهب عدة مرات متتالية ، لذلك لم يبق من معالمها القديمة إلا بقايا معالم قليلة من أهمها :-
- سور المدينة .
- سدة العيدروس ( بوابة العيدروس ) .
- دار البياني .
- قصر ابن عياش .
- قصر عبود .
- حصن المصبح وغيرها .
1- سور المدينة :
يعود تاريخ بناء آخر سور للمدينة إلى عهد السلطنة القعيطية واستمر بناؤه عشرين عاما خلال الفترة 1868-1888 ميلادية )، وكان يحيط بالمدينة من جهاتها الثلاث ، ومفتوح من الجهة المطلة على البحر ،يبلغ طوله حوالي ( 3,3 كم ) ومحيطه يصل إلى ( 10.297 قدمً ا) ، ويبلغ ارتفاعه ( 5.7 متر ) ويصل سمكه إلى ( 1.20 متر ) شيدت بأطرافه وزواياه ست قلاع دفاعية ضخمة ترتبط بالسور ، ومن تلك القلاع اثنتان أقيمتا على الأطراف الجنوبية للسور الممتدة إلى مياه البحر بمسافة ( 400 ياردة ) من الشاطئ واثنتان أقيمتا على الشاطئ داخل السور تقع إحداهما إلى شرق المدينة والأخرى إلى غربها ، أما الاثنتان الباقيتان فقد أقيمت واحدة على الزاوية الشمالية الغربية والأخرى في شمال المدينة إلى الشرق من البوابة الشمالية بمسافة ( 200 متر ) تقريبًا .
وشيدت على السور أربعة وثلاثون برجًا دفاعيًا تسمى باللهجة الحضرمية كوت وجمعها أكوات ، وأضيفت إلى تحصينات السور قلعة دفاعية في الثلاثينات من هذا القرن ، أقيمت على السور في الجهة الشرقية وللسور بوابتان رئيسيتان ، الأولى في الجهة الغربية منه ويطلق عليها س دة الخور سدة باللهجة الحضرمية تعني البوابة والأخرى في الجهة الشمالية يطلق عليها سدة العيدروس ، كما فتحت في السور إضافة إلى البوابتين الرئيستين ست بوابات فرعية صغيرة وزعت على محيط السور ترتبط بالقلاع الست الدفاعية الضخمة التي سبق ذكرها من خلال ممر سعته قدمان ونصف يحمي السائر فيه جدار بارتفاع ( 1.7 متر) ، كما شيدت أجزاء السور المقامة على مجرى وادي سمعون الذي يخترق المدينة من الأحجار والجص بهيئة بوابات تعلوها مغلقة بأعمدة حديدية . وقد تهدمت القلاع الست الخارجية ولم يبق لها أي أثر ماعدا قلعة واحدة هي قلعة الزاوية الشمالية الغربية فالجزء المتبقي منها هو قاعدتها ( أساساتها ) مع الممر والبرج المقابل لها بالسور ، وهذه الأجزاء مطمورة اليوم بالرمال ، كما تهدمت معظم أجزاء السور ولم يبق منه سوى جزء صغير إلى الشرق من البوابة الشمالية وهو الآن آيل للسقوط ، وهناك أي ضًا بعض الأبراج الدفاعية مازالت قائمة وبعضها قد اندثرت ، أما الجزء المبني بالحجارة على مجرى وادي سمعون فمازال قائمًا .
2- البوابة الغربية + بوابة العيدروس :
البوابة الغربية ( سدة الخور ) : هدمت أجزاء منها ومازالت فتحة البوابة والمدخل قائمين إضافة إلى غرفتين عن يمين الداخل و يساره ورواقيين إلى جانبها .
البوابة الشمالية ( سدة العيدروس ) : وتمثل هذه البوابة نموذجًا فريدًا لبوابات المدن اليمنية الإسلامية ، وقد سميت سدة العيدروس نسبة إلى مسجد العيدروس القريب منها ، يتكون مبنى هذه البوابة من ثلاث أدوار .
فالدور الأرضي : يشتمل على المدخل الذي يصل اتساعه إلى حوالي ( 2.50 متر ) وارتفاعه ( 4.50 متر ) ،يغلق هذا المدخل باب خشبي سميك ذو مصراعين متساويين ، أبعاد كل واحد منهما ( 1.5x 3 مترات ) غطيت واجهتيها بصفائح حديدية مثبتة بمسامير ضخمة ، وفي أحد المصراعين مدخل صغير يغلق عليه باب كان مخصصًا للمشاة ويوجد جناحان مبنيان إلى يمين ويسار المدخل ، يتكون كل واحد منهما من غرف وأروقة إضافة إلى السلالم التي تصعد إلى الدور الثاني والثالث.
الدور الثاني : يحتوي على غرفة واسعة تقع على سقف البوابة في وسط المبنى ، وفي الجناحين المحيطين بها أربع غرف وحمامان ، في كل جناح غرفتين وحمام ، وكان جناحا هذا الدور مرتبطين بمدخل يصل إلى سطح السور الذي انفصل فيما بعد عن البوابة بسبب اندثاره .
الدور الثالث : أقيمت فيه غرفتان للمراقبة في زاويتيه الغربية والشرقية إضافة إلى جدار يدور حول سقف المبنى بارتفاع ( 1,50 متر) ، ومبنى البوابة عمومًا قوامه اللبن والحجارة والنورة الجص ،ولازال حتى اليوم مجصصًا بالنورة ، ويبدو بذلك تحفة معمارية رائعة ، ويستغل مبنى البوابة اليوم كإدارة للإعلام ، ومكتب لهيئة الآثار والمتاحف والمخطوطات .
3- دار البياني :
هو أطلال أ حد القصور القديمة بالمدينة ، ويقع في أقدم أحيائها في حي القرية على حافتها ، ويقع على شاطئ البحر على بعد مسافة ( 100 متر ) تقريبًا ، ولا يعرف بالتحديد متى تم إنشاء هذه الدار، فالبعثة الأثرية الفرنسية التي قامت بحفريات في موقع القصر أشارت إلى أن تاريخ هذا المو قع تعود إلى الفترة العباسية التي تبدأ في سنة ( 132 هـ) ، ولكن – كما عرفنا من خلال الأحداث التاريخية أن المدينة قد تعرضت كثيرًا للتدمير والنهب – ربما أنه أحرق في أحد تلك الأحداث والموقع اليوم هو عبارة عن تل ترابي كبير ، ويلاحظ من خلال طبقاته .. وجود طبقات مرتفعة من الرماد والفحم تؤكد بالفعل أن المبنى قد تعرض للحريق ، وقد استغل سطح هذا التل الترابي في الدولة القعيطية بإقامة موقع دفاعي عليه ، فنصب في وسطه مدفعان ، وبني إلى جوارهما مبني صغير ، وقد ظل المدفعان منصوبين إلى عقد الخمسينات من هذا القرن .
4- حصن بن عياش
حصن بن عياش يقع في الجهة الجنوبية من سوق المدينة ويطل عليه ، يرجع تاريخه إلى ( 1868-1888ميلادية) ، شيده عبد الله بن عمر القعيطي ، وتوفي قبل أن يتم بناؤه في ( 1306 ه 1888 م) ، ويطلق عليه (حصن ابن عياش ) نسبة إلى أسرة ابن عياش التي كان يقع أحد بقايا قصور ها في موضع الحصن ، وقد بني هذا الحصن من الحجارة واستخدمت مادة النورة لربطها ، ويذكر بعض من عاصروا البناء من الأهالي أن عجين النورة مزج بالسكر الأحمر المذاب في الماء حتى يعطي للنورة قوتها وصلابتها ، ولعملية المزج هذه أقيمت ثلاثة عشرة دائرة تعمل فيها الخيول والجمال لعجن النورة بالسكر المذاب في الماء ، ومازالت آثار تلك الدوائر واضحة المعالم في ساحة السوق اليوم أمام الحصن .وقد أقيم الحصن على مصطبة مرتفعة عن سطح ساحة السوق يصل ارتفاعها إلى ( 3.50 متر ) ، يتم الصعود إليها عبر طريق في الجهة الشمالية على هيئة درج متسعة ، وفي هذه الجهة يوجد المدخلان الرئيسيان للحصن المكون من دورين .
- الدور الأول : ويتكون من غرف صغيرة ودهاليز وأروقة .
- الدور الثاني : لم يكتمل بناؤه حيث رفعت جدرانه إلى ارتفاع بلغ مترين في جهتيه الجنوبية والغربية ،أما الجهتان الأخريتان فقد بنيت فيه ما غرف حديثة مختلفة في نمط بنائها واستخدمت كفصول دراسية حيث استغل الدور الأول كمدرسة ، ولهذا الغرض فقد استحدثت في الجدران لتقسيم غرف المبنى إلى غرف دراسية .
5 - قصر عبود :
يشرف هذا القصر على ساحة السوق الرئيسية للمدينة ، وقد أقيم بناؤه في عام ( 1182 ه- 1768 م) أقامه أحد أمراء آل بريك حكام الشحر الذين جاءوا إليها محتلين من أراضيهم في يافع شمال شرق لحج ، ثم أضاف إليها السلطان عبد الله بن القعيطي طابقين دورين أخريين على واجهتيه الشمالية والشرقية في عام ( 1296 ه 1878 م) ثم بنى هذا السلطان الواجهة الجنوبية للقصر في عام ( 1309 ه 1891م) وأضاف إليه السلاطين القعيطيون فيعقد العشرينات والثلاثينات من هذا القرن عدة غرف في الدور الثالث منها غرفتان هامتان واحدة منها استخدمت كغرفة نوم للسلطان والأخرى مع مرافقها خاصة بالمستشار البريطاني إبان الاحتلال البريطاني للشطر ا لجنوبي من اليمن ، وقد استغلت الأجزاء الأخرى من القصرفي عهد السلطنة القعيطية كمقرات لإدارة حاكم الشحر ، منها المحكمة الشرعية ، والدوائر المالية والبريد والأمن ، والمبنى اليوم قد اندثرت معظم أجزائه والبقية آيلة للسقوط خاصة جزء ه الشرقي الذي يستغل الآن كمقر لبعض الدوائر الحكومية .
6- حصن المصبح
يقع هذا الحصن على الجهة الجنوبية من سوق المدينة وسط ساحة تحيط بها مبانٍ لاتحاد نساء اليمن وإدارة الثقافة والسياحة ودور السينما وقصر ابن عياش ، أما بالنسبة لتاريخ بنائه فهو غير معروف تمامًا ، وكذلك فترة اندثاره ، ويحت مل أنه بنى في العهد الرسولي حيث يذكر المؤخرون أن الملك المظفر الرسولي أقام بالشحر القلاع والحصون في سنة ( 670 ه) بعدما استولى عليها وضمها إلى سلطته ، ويحتمل أنه ظل قائمًا بعد ذلك حتى القرن العاشر الهجري عندما كانت المدينة تحت سلطة الكثيريين ، وفي هذه الفتر ة أطلق عليه اسم حصن البلاد وحصن المصبح ، والمصبح من اللفظة أصبح ويصبح وهو كناية عن قدوم القوافل والأقوام الزائرة لحاكم المدينة آنذاك ، ويحتمل أنه دمر من قبل البرتغاليين في سنة ( 929 ه) عندما هجموا على المدينة وتعرضت للنهب والتدمير ، وفي عهد السلطنة القعيطية في مطلع القرن العشرين الميلادي أقيم على أنقاض القصر ثكنة عسكرية للجنود ومسجد لتأدية الصلاة فيه ، وعلى قمته الجنوبية بنيت منصة ليرفع عليها العلم الوطني للسلطنة القعيطية ، وهي مازالت قائمة حتى الوقت الحالي ، وتبدو أنقاض القصر اليوم عبارة عن هيكل نصف دائري ي رتفع عن مستوى سطح الأرض حوالي ستة أمتار تقريبًا مبنيًا بالحجارة والجص ، وعلى بعض الجدران القائمة على يمين ذلك الهيكل أحدها يرتفع خمسة أمتار وسمكه متران وهو جزء من المبنى القديم .
تقع ميناء المدينة في الجهة الجنوبية على الساحل بجانب مسيال سمعون ، وفيها الف رضة التي تتحكم في الجمارك والمكوس وتحديد أنواع البضائع الداخلة والخارجة من المدينة .
7- جبل ضبضب :
يقع إلى الشمال الشرقي من الشحر ، على بعد نحو ( 4 كم ) وعلى قمة هذا الجبل توجد آثار لبقايا مباني الحصن ، يعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية ولم يتبق من هذا الحصن سوى بعض الأساسات لمبانيه وصهريج كبير كان يحتفظ بمياه الأمطار ، وفي أسفل الجبل توجد مغارة وقبر إسلامي ، ووجود تلك المغارة في هذا الجبل والقبر إلى جانبها جعلت الأهالي ينسجون الكثير من الأساطير حولها وبأنها كانت مقبرة لقوم عاد ، ويحتمل أن وجود مثل هذا الحصن على هذا الجبل كان الغرض منه المراقبة البحرية إضافة إلى استخدامه كفنار ليرشد السفن والمراكب في البحر .
8- وادي عسد :
يقع وادي عسد إلى الشمال الشرقي من مدينة المكلا ، ويبعد عنها نحو ( 202 كم ) ، كما يقع إلى الشمال من مدينة الشحر ، وعبر هذا الوادي كانت تمر القوافل التجارية للوصول إلى وادي حضرموت من سواحل الشحر ، وعلى ضفاف سواحل الشحر تنتشر القرى الصغيرة وأشجار النخيل ، وعلى جباله –أيضًا- وجدت عددًا من الحصون التي كانت على الأرجح تقوم على حماية الطريق التجارية من أهمها حصن شقبون الذي بُني على قمة جبل (العََلكَ) المطل على قرى الوادي والمرتفعات وسهوله الشمالية ، يتم الصعود إلى هذا الحصن عبر طريق من الجانب الغربي من القرية ( ضبق الهزاول ) ، وهي طريق ممهدة تمتد من أسفل الجبل إلى أعلاه حيث تصل إلى أسوار الحصن ، وفي سور الحصن بنيت بوابة ضخمة يكتنفها برجان دف اعيان أما في ساحة الحصن الداخلية فهناك بقايا أساسات و جدران وبعض أجزاء من سقف لمبنى في صخر الجبل كان يستخدم لحفظ مياه الأمطار ، وفي الجهة التي تشرف على ممر ( تعَوِّص ) وهو الممر التي تجتازه القوافل للوصول إلى وادي حضرموت أقيم برج مرتفع لمراقبة وحماية سير القوافل التجارية قديمًا .
9- قرية تبالة :
تقع تبالة شمال مدينة الشحر ، وتبعد عنها نحو ستة كيلومترات ، وفي هذه القرية استقرت إحدى الفصائل اليافعية التي استقدمها من يافع السلطان بدر بن محمد الكثيري لمساعدته وتعزيز سلطته ضد المناهضين من أبناء عمومته في سن ه ( 1705 ميلادية ) ، وهذه الفصيلة يطلق عليها آل الشيخ علي بن هر هرة ، وقد استقروا في شرق الجبل الذي تقع عليه قلعة ابن الشيخ في قرية صغيرة .
- من أهم معالم قرية تبالة :
- قلعة ابن الشيخ علي .
- حصن تبالة (حصن القعيطي) .
- كوت الحذاف .
أ-قلعة ابن الشيخ علي :أقيمت هذه القلعة على قمة جبل عالي الارتفاع يشرف على وادي عرف ، وعلى طريق القوافل السائرة من الشحر إلى وادي حضرموت وبأسفل الجبل من جهة الشرق توجد قرية آل الشيخ علي بن هر هرة ، وتتكون هذه القلعة من مبنى مكون من دورين مبني بالحجارة واللبن والجص، تهدمت معظم أجزائها اليوم ولم يبق منها سوى بعض الجدران والأساسات ، وإلى جانب هذه القلعة توجد آثار مسجد القلعة وبقايا أساسات لمباني قرية صغيرة .
ب-حصن تبالة (حصن القعيطي ): أقيم الحصن على مرتفع بسيط في قرية تبالة ، وأسفل هذا المرتفع وبجانبه تنبع خمسة عيون ميا ه كبريتية ساخنة ، واحدة منها يسيل ماؤها إلى مدينة الشحر ، أما البقية فتسقى مزارع المدينة ، وقد بني حصن القعيطي في سنة ( 1292 ه 1875 م) ، وينسب إلى القعيطي لأن السلاطين القعطيين هم الذين قاموا ببنائه ، وجعلوه سكنًا لحاكم قرية تبالة ونائب السلطان القعيطي فيها ، والحصن مازال قائمًا وبحالة جيدة ، فهو يتكون من دورين مبنيان بالحجارة واللبن وتعود شهرته إلى أبوابه ونوافذه التي أخذت من حصن الحزم حصن العوالق بالصداع في غيل باوزير ، وركبت فيه ، وأجمل ما فيه بوابته الرئيسية ، يشرف هذا الحصن على الطريق القاد م من الشحر إلى وادي حضرموت وعلى غيل با وزير ، كما يشرف على مساحات واسعة من الأراضي والطرق شمال الشحر وعلى الشاطئ ومدينة الشحر نفسها .
ج- كوت الحذاف : يقع كوت الحذاف على قمة جبل يطل على مجرى وادي عرف على الطريق التي تربط بين الشحر وتبالة ولفظة " كوت " بالهجة الحضرمية تعني حصن أو برج حراسة ويكاد يكون مصطلح برج هو الأقرب ، أما الحذاف فهي مأخوذة من اسم قلعة قديمة كانت قائمة على هذا الجبل كانت تسمى " قلعة الحذاف " ، والتي لم يبق منها سوى بعض الأساسات لمبانيها التي اندثرت ، وكوت الحذاف برج الحذاف لازال قائمًا كغيره من الأبراج التي كانت تنتشر على طول الطريق المؤدي إلى تبالة من الشحر والممتد فيما وراء تبالة إلى وادي حضرموت ، وكانت مهمة هذه الأبراج هي حراسة الطريق ، وكانت تتبع نظامًا خاصًا في إيصال معلوماتها حيث كانت ُتعلم بحدوث خطر على الطريق بأن يطلق ح ارس البرج الذي يشعر بالخطر أو يعلم به ، ثلاث طلقات نارية ، فيطلق بعده حارس البرج الذي يليه ثلاث طلقات أيضًا وهكذا دواليك إلى أن يصل الخبر عن حدوث خطر إلى حراس بوابة الشحر الشمالية فتبلغ بدورها حاكم المدينة الذي يقوم بتجهيز نجدة سريعة إلى موضع الخطر على طول الطريق .
10 ) مواقع الحمامات العلاجية الطبيعية :
يوجد في مديرية الشحر من مواقع المياه العلاجية الحارة طبيعيًا في مراكز الديس والحامي وقصيعر مثل : - حمام صويبر - معيان با حميد - عين محدث - الصيق - حمام ثوبان - معيان الروضة - حمام تبالة - معيان حسن - معيا ن القميع ، وجميع هذه المواقع العلاجية الطبيع ً ة يؤمها الناس يوميًا على مدار العام للاستشفاء من الأمراض ، ولكنها تستغل بطرق تقليدية عشوائية مع عدم توفر أي وسائل خدمية طبية حديثة ؛ ولذلك فهي بحاجة إلى دراسات علمية لمكوناتها وعناصرها و أيضًا إلى دراسات جد وى اقتصادية لاستثمار ما يمكن منها بطرق حديثة طبيًا وتجهيز مرافق خدمات سياحية ملائمة .
11 ) موقع شاطئ شرمة :
يقع شاطئ شرمة بمديرية الشحر في مركز الديس الشرقية ، ويبعد عن مدينة المكلا بمسافة ( 130 كم ) ، ويعد من أجمل وأنقى الشواطئ السياحية في محافظة حضرموت . ويتكون الموقع من الآتي :-
أ- الشاطئ الغزي : وهو عبارة عن حوض بحري عميق ، والمرتفعات الصخرية من الشرق والشمال والجنوب تشكل له حماية طبيعية ، ويعتبر المكان المثالي لهواة الغوص وممارسة الصيد.
ب- الشريط الرملي الأبيض : الذي يفصل بين أطراف الحوض والمنحدر ا لشرقي بعرض ( 70 مترًا ) تقريبًا وطول ( 500 متر) تقريبًا ، وهو المكان الملائم لتكاثر السلاحف .
ج- الجزيرة : وتقع أمام الشاطئ الغربي على مسافة ( 2 كم) تقريبًا من الحوض المائي ، وكل مكونات شاطئ شرمة الساحرة بحاجة إلى دراسات وتهيئة بالمرافق الخدمية السياحية ، وتشكل فرصًا حقيقية أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية .
ب - الحامي :
تقع الحامي على ساحل البحر العربي إلى الشرق من مدينة الشحر وتبعد عنها ب ( 22 كلم ) ويسكنها حوالي عشرة آلاف نسمة .
يمتد العمران بها قبالة الساحل من الغرب إلى الشرق حيث تتوزع مبانيه على عدة أحياء تحميها سلسلة من الهضاب من الشمال بني عليها عدة أكوات نوب للحراسة كان اثنان منها عند مدخل المدينة من الشرق والغرب يتوسط المدينة مركز السلطة المحلية الحصن والفرضة القديمة والسوق ويحيط بها من الشمال مجموعة من بساتين النخيل وحقول الحبوب والخ ضار التي ترويهاقنوات محفورة في الأرض تستمد ماؤها من عشرين عينًا اغلبها ذات مياه معدنية ساخنة .
يعمل سكانها في صيد الأسماك والزارعة والخدمات العامة ( كموظفين ) والقليل في التجارة ، هذا إلى جانب الاغتراب إلى دول الجزيرة العربية وشرق أفريقيا وكانت المهنة الر ئيسية إلى قبل نصف قرن هي العمل كبحارة على السفن الشراعية التجارية تعتبر الحامي بموقعها الساحلي اليوم هي أخر مستوطن أنتقل إليه السكان وذلك في بداية القرن الثامن عشرالميلادي بعد تأسيس المسجد الجامع في حدود عام ( 1706 م ) تقريبًا بواسطة الأمير سالم بن أحمد الكسادي ، وكان هذا الموقع قبل ذلك مرسي لمراكب الصيادين وأحراش لتجفيف الأسماك كما عرف أيضًا ( كمزار ) تتزود فيه السفن الشراعية العابرة بمياه الشرب وعرف كذلك باسم الظهار .
وكان الموقع السابق له في الحامي المحمية على شمال شرق الظهار والحامي الحالية تقع على بعد 3 كم ) وسميت بالمحمية نظرًا لأنها لا تشاهد من عرض البحر لاختفاء موقعها بالتلال (جحي المقد ) الشمالي ) الغربي و( القارة ) من الشمال الشرقي وتسمى اليوم بالبلاد الفوقية وهي المنطقة التي شهدت المناوشات البرتغالية في القرن السادس عشر الميلادي ، وتنتشر حولها المزارع وأحراش النخيل ولازالت إلى اليوم تسقى مزارعها من معيان ( باحامي ) و معيان ( باشحري) بعض مبانيها قائمة تستخدم كأحراش والباقي أنقاض أثرية تنشر على سطحها كسر الفخار المحلى و البورسلين الصيني 16 م) وهذه المنطقة - بأنواعه وكذلك كسر الزجاج والذي يعود حسب المختصين إلى القرون ( 13مذكورة في كثير من السجلات الغربية البحرية والمخطوطات اليمنية التي تحدثت عن الغزو البرتغالي كما وصفها الملاح بالطابع ( عام 1805 ) في إحدى منظوميته الإرشادية بالحامي المحتمية و ب ( بلاد الكسادي ) :
اطلع ونادي سمك بلاد الكسادي
الأشم جادي الحامي المحتمية
خذ من خبارة هلب طرح في ظهارة
تعرف سعاره ولا تقصد الساقية
ويشير المرحوم ( محمد عبد القادر با مطرف ) المتوفى في سنة ( 1985 م) ، في كتابه الشهداء السبعة بأن أهل الحامي انتقلوا إلى الحامي القديمة البلاد الفوقية من موقع ( عطار ) وهو اليوم أنقاض تقع شمال غرب الحامي الحالية .
أما الموقع الاستيطاني الأول والأقدم لأجداد أهل الحامي فيقع شمال البلاد الفوقية ويبعد عنها ( 2 كم ) تقريبًا في الموقع المسمى ب ( شعب الليه ) وهضابها وكهوفها الجبلية حيث يعتبر هذا المأوى من مستوطنات العصر البرونزي في اليمن ويؤرخ تقريبًا بين الألف (الثالثة – الثانية قبل الميلاد ) ، وكل المواقع الثلاثة الأخيرة بحاجة إلى دراسة ومسح متعمق ليتسنى التعرف على تواريخها وحياة سكانها في التاريخ القديم .
تشتهر الحامي بفرضتها الميناء القديمة وبأبنائها الذين مارسوا النشاط البحري وكانت في القرون الثلاث الماضية تمتاز بإنجابمشاهير الملاحين الربانية كما عرف سكانها عبر تاريخهم الطويل بروح المغامرة البحرية ، وكانت هذه البلدة مثار اهتمام رجال البحر من العرب كما يذكر بامطرف – الشهداء السبعة حيث كان سكانها يملكون أسطو ً لا بحريًا تجاريًا من السفن الشراعية يقدر في القرن ا لماضي بأكثرمن خمسين سفينة عابرة للمحيطات كما يعتبر بحارتها وملاحوها في طليعة الملاحين اليمنيين ممارسة وانضباطًا وتمتعًا باللياقة البحرية وقد برزمنهم مشاهير البحارة الربانية أمثال الشيخ سعيد سالم باطابع (ولد عام 1766 م) والملاح عوض أحمد بن والملاح محمد عوض عبيد ( 1852 - 1914 م) والملاح عمر عبيد با صالح والملاح محمد عبدالله باعباد ( توفي عام 1981 م) .
ويشير بامطرف أيضًا بان ربانية الحامي كانوا يسيرون الخط التجاري القديم بين الشحر والهند والخليج العربي وشرق وجنوب أفريقيا كما كان له م دورًا لا ينكر أيام اشتداد القرصنة البحرية البرتغالية وهم الذين شاركوا في نقل النجدة العسكرية التي بعث بها السلطان محمد عبدالله الكثيري إلى الأمير مرجان الظافري للمشاركة في الدفاع عن عدن ضد البرتغاليين عام ( 1516 م) وقد دمرت السفن البرتغالية (ظهار) الحامي عام 1522 م) واحرقوا بعض سفنهم الراسية واضروا المحاصيل الزراعية وذلك تمهيدًا لغزو الشحر في (1523/3/25 م) .وتشتهر الحامي أيضًا بصيد السمك بأنواعه وتجفيفه في مواسم معينة واستخراج زيت السمك ( الصيفة) الذي يصدر إلى عدن والكويت وشرق أفريقيا ويقدر ( صلاح البكر ي ، عام 1947 ) ما كان يصدر كل عام (75- 100 ألف صفيحة) .
ويعمل أغلب السكان بالطبع بصيد الأسماك والزراعة ويعرف أبناء الحامي في السابق بأنهم ذوي الحرف الأربع أي أن أبن الحامي ملاح يحري وصياد ماهر وفلاح وتاجر صغير . وتعرف الحامي أيضًا بعيونها المعدنية العلاجي ة الساخنة وهي كثيرة ومتعددة الاستخدام يستشفي بها المصابون بأمراض الجلد وآلام الروماتيزم وأمراض أخرى كثيرة .
وحفاظًا على التراث البحري المتراكم منذ مئات السنين وعرفانًا بأدوار أولئك الأوائل ولأبرار شهرة الحامي في هذا المضمار تداعى بعض الشباب لإنشاء لجنة لإح صاء التراث البحري والشعبي في عام ( 1991 م) ،كانت تحمل فكرة إنشاء متحفًا يضم نماذج ومواد من ذلك التراث وجمع المواد والأجهزة والمقتنيات الأخرى وقد وضع حجر الأساس لمشروع المتحف ( 28 -9- 92 م ) ومن المهام الخاصة بالسفن الشراعية الأخرى لهذه اللجنة حفظ وتوثيق وتسجيل هذا التراث وإظهاره بصورة تعكس مظاهر التنوع الثقافي ونشرالوعي بالتراث لدى فئات المجتمع ولا براز ما سبق قامت اللجنة باقتناء سفينة لتكون جزاءً من المتحف بعد ترميمها كما تصدر هذه اللجنة أيضًا نشرة ثقافية دورية تعنى بشئون التراث البحري والشعبي تعرف باسم(الساعية ) .
وتوجد في الحامي فرقةشعبية فنية تختص بأداء الألعاب (الرقصات) الشعبية المشهورة وأغاني وأراجيزالسفر البحري والرقصات الأخرى .
والحامي معروفة بتعاون وتكاثف أبنائها منذ القدم ويظهر ذلك في إقامة وإنشاء المدارس ومشاريع الكهرباء والماء والمجاري ، وقد توسعت أحياء المدينة وتم تحديث مساكنها مواكبة لتطور أنماط الحياة الحديثة .