الداعية / الحبيب علي زين العابدين الجفري لـ ( الأسرة والتنمية ) : الأصل في الخطاب الديني هو الاعتدال
   
موقع محافظة حضرموت/الأسرة نت - 2/14/2007 12:00:00 AM




* حاوره / سعيد البطاطي

 مدخل :
رغم أن الحبيب علي زين العابدين الجفري قد دخل في العقد الثالث من



* حاوره / سعيد البطاطي

 مدخل :
رغم أن الحبيب علي زين العابدين الجفري قد دخل في العقد الثالث من عمره إلا أن اسمه انتشر في كل مكان و أصبح على كل لسان أكثر بكثير من الدعاة الذين بلغوا من العمر عتيا.
لم يكن الوصول إلى الحبيب علي سهل المنال ليس لأنه يضع العراقيل أمام زواره كما يفعل كثير ممن تبوؤا منصبا قياديا في المجتمع، ولكن لأنه مثلما أنا أرغب في مقابلته فهناك الكثير من الناس على ظهر هذه المعمورة يرغبون أن يروه مثلى، لذا ما أن يتوقف الاتصال الأول مع الحبيب في وقت وجودي في بيته و أقول في نفسي بعد هذا الاتصال سأجد فرصة للتحدث مع الحبيب ،إلا وأخبر أنه استقبل اتصالاً آخراً من إحدى المناطق الإسلامية الساخنة فينتهى الاتصال الأول والثاني وأنا منتظر وتأتى الوفود من مختلف الجنسيات ومنهم المؤلفة قلوبهم فهم قد جلسوا أكثر مني وأخذوا ميعاداً مسبقاً قبل أن آتي ، لذلك كانت الاسبقية لهم .انتظرت يومين في تريم حتى وصلني الخبر عبر الجوال أنه قد حان دوري وكان ذلك بعد صلاة العصر.بابتسامته التي سحرت كثيراً من الناس وبتواضعه الذي أبهر محبيه ،استقبل الحبيب علي مجله الاسرة والتنمية في منزله بمدينه الغنا تريم .

* لماذا ازداد الاهتمام بالخطاب الديني المعتدل؟
ـ الأصل في الخطاب الديني هو الاعتدال ’لكن طرأت على الأمة ظروف في مراحل مختلفة من تاريخها اقتضت هذه الظروف أن تعلو فيها أصوات التطرف المقابل للاعتدال ،وهذا يوجد في كل أمة وفى كل منهج لأن من خصائص المجتمع الانسانى أن يوجد فيه المتطرف والمعتدل حسب ظروف ونفسيات تتعلق بالمتطرف والمعتدل، لكن في حال وجود وضع سليم في الأمة فان أصحاب الآراء المتنطعة والمتغالية لا يجدون مجالاً للتمدد في مساحه الأمة، بل ينحصرون على أنفسهم ويتبوتقون بحيث لا يكون لهم اثر على واقع الأمة، حتى تأتى مراحل الضعف بالأمة . فإذا مرت الامه بمرحلة ضعف بدأت فرصة التمدد للآراء الشاذة استغلالاً للضعف . إذا رجعت إلى التاريخ وجدت القرامطة والخوارج لم يكن لهم الأثر إلا في مراحل ضعف الأمة .
سنة الله في الأرض أن المتشدد والمتنطع لا يمكن أن يستمر ولان التطرف بطبيعته لايحمل مقومات البقاء ويحمل مقومات الانتشار في حال وجود الفراغات ’ومن ثم يعجز عن البقاء والاستمرار .
التطرف له مجالين أو ميدانين .الأول وهو ظاهر وهو وجود ما يسمى بالحملة العالمية على الإرهاب والضغوطات التي تقوم بسبب ذلك .لكن هناك سبب أو ميدان ثاني وهو أعمق في نفوس الناس وهو أن التطرف والتشدد بطبيعته منفر للنفوس السليمة . كان بقاؤه هو بسبب وجود أناس يدعمونه وهم الذين يحاربونه اليوم و لولا دعم هؤلاء له بالأمس لما استطاع أن يستمر الفترة التي استمرها. لكن عند ما تحول الداعم للتطرف إلى مضاد له بدأت صيحات الاعتدال تعلو في المجتمع ان التطرف شي طارئ (دخيل على المجتمع ) لكن الاعتدال هو الشيء النابع من الأمة .

* من المسؤول عن تشويه صورة الإسلام المشرقة ؟وما هي الطريقة لإرجاعها ؟
ـ الكل يحمل نصيبا من المسؤولية بقدر مكانه في المجتمع.فالحاكم مسؤول والوزير مسؤول (وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ) فهي مسؤولية مشتركة غير أن الناس تتفاوت في هذه المسؤولية .فمسؤولية العالم في التوعية ومسؤولية ولي الأمر باتاحة المجال للمعتدلين ليوعوا وأيضاً في الأخذ بأيدي المتطرفين وليزجروا ومسؤولية المثقف في إبراز الاعتدال الاسلامى بدلا من الاكتفاء فقط بمحاربة التطرف فهي مسؤولية مشتركه.

* ما هي تأثيرات احداث الحادي عشر من سبتمبر على عملكم الدعوي ؟ وأين كنتم في ذلك اليوم؟
انا كنت في ولاية فرجينيا في طريقي إلى ولاية نيويورك ومررنا بالبنتاجون قبل أن يضرب بحوالي ساعة إلا ربع وكانت لدي محاضرة في المركز الإسلامي هناك، ثم جاء الخبر بالهاتف فرجعنا إلى البيت ورأينا الأثر السلبي لهذه الأحداث على المسلمين في أمريكا . و رأينا أثرها أيضا بعد ذلك في الشرق فيما حصل في أفغانستان وفي العراق.
ولاشك أن مثل هذه الاحداث جعلت المتطرفين عندنا يعطوا المتطرفين في الغرب الإشارة بأن يستثمروا هذا الحدث ضد المسلمين.

منهج سلمي

* في لقاء تلفزيوني بقناة إقرأ وفى برنامجكم الأسبوعي (الميزان) قلتم أنكم تستطيعون الدعوة إلى الله في كثير من الدول الغير مسلمة أكثر من بعض الدول العربية المسلمة ما حقيقة وجود ضغوطات عليكم من قبل بعض الدول الإسلامية ؟
ـ صحيح.الذي يريد أن يخدم الإسلام يتوقع الأذى في كل مكان .قصدت من هذه العبارة أن بعض الدول الاسلاميه لايزال فكر التشدد الديني والنظرية الأمنية القاصرة هي التي تقود القرار هناك ولا يزال التعامل مع الإسلام بشيء من السطحية وغياب للإدراك ان الإسلام هو الدين الشامل.وبالتالي لا سبيل لتأمين البلاد إلا بوجود الخطاب الديني المعتدل وهذا الوعي يغيب عن بعض الأنظمة عندنا في العالم الإسلامي مع صلة ذلك بمنهجية الحكم في بعض الدول الإسلامية وهذا أرخى بظلاله على العمل الدعوي فكان كثير من الدعاه لا يستطيعون ان يعقد أحدهم حلقة فيها أربعة أوخمسة أشخاص حتى يدرسهم النحو إلا هو معرض للمساءلة ولمناقشة .
البنت المحجبة تؤذى ولا تستطيع أن تمشى في الشارع بأمان وهذه الأشياء لانجدها في كثير من الدول الغربية.
مدرسة حضرموت أدت دورا كبيرا في نشر الإسلام في أصقاع الأرض .لكن في الآونة الأخيرة ظهرت جماعات تقلل من هذا الدور الكبير .ماهو ردكم؟ لأني من أبناء هذه المدرسة فاني لا أريد ان أكثر الثناء عليها والواقع يشهد .عندما تجد أن ثلث المسلمين على ظهر هذه الأرض صاروا مسلمين بنتائج دعوة هذه المدرسة الدعوية .وذلك بسبب المنهج السلمي الراقي المعتدل الذي تحملة هذه المدرسة. تدرك عظمة هذه المدرسة عندما تجد مساحات كبيرة في الخريطة قد تغيرت من بلدان مسلمة إلى بلدان غير مسلمة على ايدى رجال هذه المدرسة.أيضاً تدرك عظمة هذه المدرسة عندما ترى امتداد هذه المدرسة لأكثر من ألف سنه على نحو يندر وجوده فى هذا العصر.لاشك أن هذه المدرسة عظيمة عندما ترى في المرحلة الأخيرة (مرحلة الشوعية )والجرائم التي ارتكبت بحق رجالات هذه المدرسة ورغم ذلك لازالت تعطي .
إن عناصر نجاح هذه المدرسة هو الاخلاص والصلة بالسند المتصل والاعتدال والوسطية إضافة إلى اللطف في المعاملة مع الناس بالحجة البينة الواضحة.هولاء الذين يقولون هذا الكلام ليسوا أول من جاء لمحاربة هذه المدرسة ولو عقلوا لراجعوا تاريخ من سبقهم في ذلك ،كيف أنهم حققوا نجاحاً سطحياً ومن ثم ذابوا وانتهوا والمدرسة باقية.والذين أحسنوا التعامل مع هذه المدرسة من أفراد وجماعات ذهبوا وبقى ذكرهم الجميل .

* يؤخذ على كثير من الدعاه المسلمين بأنهم يسمحون لأنفسهم بالدعوة في الغرب ولا يسمحون للمبشرين بالدعوة إلى المسيحية في العالم الإسلامي .وأيضاً تبنى المساجد في العالم الغربي ولا يسمح ببناء الكنائس في الدول الإسلامية .ألا يعتبر هذا نوعا من النفاق ؟
ـ الجواب على هذا السؤال من جهتين .الجهة الأولى أن الغرب لا يمكن أن يعتبر مسيحيا بحيث يحصل نوع من المقابلة ...نحن سمحنا لكم ببنا مسجد ،فاسمحوا لنا ببناء الكنائس .الغرب في غالب حكوماته لا يمثل المسيحية وإنما يتبنى الرؤية العلمانية التي تقبل حسن التعايش مع الأديان ،يهودية أو إسلام أو بوذية.إذاً المقارنة من أصلها خطأ .الواقع أن العالم الاسلامى يلتزم بدين .هذا الدين له صلة بأوجه الحياة المختلفة .فالدين في عالمنا يوجه الحياة بينما الدين في العالم الغربي ليس له صلة مباشرة بإدارة الحياة فلهذا لا يمكن القول بأننا سمحنا لكم فاسمحوا لنا .الذي سمح لنا بالدعوة في الغرب ليست الصفة المسيحية.فالغرب لا يدار بالمسيحية لذلك سمح لنا بالدعوة .
النقطة الثانية وهى أن الاشكال في العمل التنصيري أنه لا يقوم على الحجة و الإقناع ولو قام على ذلك لما منعناه وأتينا له بالحجة والإقناع وظهر الحق عند أي من الطرفين .العمل التنصيري في كثير من أحواله قائم على الاستغلال من فقر أو صحة أو تعليم غيرها .ومن خلال هذه الأشياء يمرر التنصير.وهذا الشيء مرفوض عندنا لأنه استغلال لحاجات الناس وليس إقناع للإنسان .فالذى عنده حجة ويريد أن يقنع يتفضل ونرحب به .تاريخنا حافل بالمناظرات التي قامت بين المسلمين والمسيحيين والمسلمين واليهود حتى بين المسلمين واللا دينيين.المسيحيونّ واليهود عاشوا في ظل الدولة الاسلامية عيشه كريمة .فلا إشكال بيننا وبين من يختلف معنا في الدين ، لكن من يريد أن يستغل مرحلة الضعف التي نعيشها هذا هو المرفوض وشيء قبيح أن تستغل حاجة إنسان لتأخذه إلى فكرك.

* ماهو تقييمكم لحرية الدعوة إلى الله في العالم الغربي ؟
حرية الدعوة إلى الله في الغرب مكفولة وموجودة رغم وجود عناصر متطرفة في بعض دول الغرب تحاول أن تحارب كل ماهو إسلامي وتتبع أخطاء وزلات الدعاة لتضعه في قائمه الإرهاب.لكن هذه الحرية غير مطلقة إن من الخطأ القول إن هناك حرية رأي مطلقة لا في أمريكا ولا في أوروبا ولا في اى مكان آخر.توجد نسبه من الحرية كبيرة من خلالها يستطيع المسلمون التعريف بدينهم والمشكلة هي كيفية تعامل المسلمين معها .إساءة الكثير من المسلمين للتعامل مع الحرية أعطت صوراً سلبية عن الإسلام .هذا الشيء الذي يجب أن يعالج.

* هل صحيح أنكم منعتم من دخول أو طلب منكم الارتحال من بعض الدول العربية ؟
بالفعل حصل أن طلب منى ان ارتحل من بعض الدول العربية،ونحن نكن لهذه الدول كل المحبة والتقدير.

* هلا حدثتنا عن دار المصطفى ؟
دار المصطفى دار أسست على ثلاث مقاصد.الأول هو العلم وإحياؤه بالسند المتصل دراية ورواية.الثاني السلوك والتربية والأخلاق والسير إلى الله.الثالث إحياءه الدعوة إلى الله والعمل الدعوي والمزج بين هذه الثلاث المقاصد في نفسيه الطالب الذي يتعلم بالدار.
ودار المصطفى هي ثمرة من ثمار مدرسة حضرموت.إذ أن مؤسس الدار الحبيب عمر بن حفيظ هو من رجالات هذه المدرسة .ويأتي إلى الدار الطلاب من مختلف أنحاء العالم .ويوجد فيها مسكن داخلي لمن أراد أن يسكن له فروع فى اليمن وأيضا خارج اليمن أسسه طلاب تخرجوا من الدار.مثل أندونيسيا وشرق إفريقيا.وأيضا توجد دار الزهراء وهى دار شبيهة بدار المصطفى ولكنها خاصة بالنساء.

وافدون

* هل يواجه الطلاب الأجانب في دار المصطفى أية ضغوطات من قبل ألدولة ؟
على العكس ’وجدنا تعاون جيد من المسولين في ألدولة.هي تريد أن تتأكد من أن الوفود التي تأتي من الغرب للدراسة في دارا لمصطفى .فقط الجهات الامنية تريد أن تتأكد من أن هولاء ليس لهم ارتباط بتنظيمات وانتماءات يمكن أن تسيء إلى اليمن.
يوجد في اليمن بعض الأماكن التي تدرس الطلاب الغربيين وحمل هولاء الطلاب إلى بلدانهم فكرا متشنجاً وحسب على اليمن وعلى المنهج المعتدل في اليمن.يعيش الشاب الغربي في دار المصطفى آمنا مطمئنا يتلقى علمه مرتاحاً في تحركاته وهذا الشيء من إيجابيات الوحدة المباركة.
* كيف استطعتم أن تجعلوا دار المصطفى وجهة كثير من الطلاب من مختلف أنحاء العالم ؟
ـ السبب الأول أن مدرسة حضرموت لها أياديه طيبة في جنوب شرق أسيا وفي شرق إفريقيا وهناك ممن كان في الهند وارتحلوا إلى الدول الغربية .هؤلاء حملوا معهم المنهج الذي أخذوه عن أهلهم و أجدادهم وبدأوا يتحدثون عن ذلك وادي إلى مجيْ كثير ممن اسلموا إلى مشائخ هذه المدرسة إلى حضرموت .السبب الثاني وجود العلاقات بين الحبيب عمر وبيني مع كثير من المشائخ الذين أسلموا أدت إلى أن أوفد هولاء المشائخ طلابهم للدراسة بدار المصطفى وكانت ألثمرة أن رجع هؤلاء إلى بلدانهم بالسلوك الحسن والأخلاق الطيبة شوقوا من حواليهم إلى الذهاب إلى حضرموت.سبب ثالث هو وجود البيئة الروحانية في تريم ،فهي بلد علم ونور وصلاح وروحانية والداخل إليها يشعر بالسكينة والطمأنينة وهذا كان له الأثر في أولئك الذين يبحثون عن الطمأنينة .

* ما هو تقييمكم للدعوة الإسلامية بشكل عام في العالم اليوم؟
ـ الدعوة إلى الله فى العالم تمر اليوم بمرحله مخاض .هذا المخاض يتمثل في قلة المرجعيات الناضجة التي يرجع الناس إليها في حالة اضطراب الخطاب الديني ووجود الفتن .يحتاج بيت الدعوة أن يرتب بيته من جديد ألفرصة المتوفرة لدى الدعوة كبيرة وكثيرة مثل إقبال الشباب على الإسلام ،وجود قابلية للتفهم لدى كثير من الناس رغم وجود العولمة وهذا من محاسنها أن جعلت العالم وعاءاً وكل يبرز ما عنده.ثورة المعلومات والاتصالات أعطت فرصة لإيصال صوت الإسلام إلى العالم .والفرصة الأخيرة هي تعب الناس في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية من وطأة المادية وتعب الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية من الظلم ،هذا التعب هنا وهناك اوجد قابلية لدى الناس لان تنصت لو وجدت من يحسن العرض.

المسلم لا يُخرج
* تتهم مدرسة حضرموت من قبل بعض الجماعات بأنها مسايره للحاكم بمعنى أنها تقف دائما الى جنب الحاكم ؟ماهو ردكم؟
قبل عشر سنوات كانت الحالة على العكس .كان الحاكم مع من يقول هذا الكلام بل كانوا هم المشاركين في الحكم .نحن لا نريد أن نعيش مرحلة التراشق.يمكن أن نرد بالقول ان الحاكم يوم من الأيام وبالتحالف معكم ضرب جهة اخرى ثم أحالكم جنبا .لكننا لا نريد أن ندخل هذا المساق الضيق .الحمد لله هناك تفهم من قبل الجماعات التي يوجد فيها من يقول هذا ويوجد فيهم عقلا ء وبيننا وبينهم تواصل وموده واحترام وهم غير راضين عن مثل هذه الاقوال.
أما مسألة الحاكم فكلام أهل العلم واضح .فالحاكم المسلم لا يخرج عليه إلا إذا رؤي منه كفرا بواح .ولا يطاع في معصية الله ولنا له حق النصيحة.لا يوجد للحاكم ولا ء مطلق ولا يوجد له عداء مطلق..نحن في مرحلة نحتاج إلى لملمة الجروح سواء حاكما أو محكوماً داعيا أو مدعوا سياسياً أو اجتماعياً المرحلة صعبة ولا يمكن أن نتجاوزها إلا بقلوب مجتمعة أقول لإخواني دعوا مثل هذا الكلام وتاريخ مدرسة حضرموت معروف و الذي دفع ثمن مرحلة الشيوعية من ذبح وقتل وضرب هم من علماءنا وليس علماء الطرف الذي يقول هذا الكلام.

* تعدد المذاهب في العالم الإسلامي نتيجة لتعدد الأفكار’فلا تكاد توجد دولة إسلامية إلا وتوجد فيها مذاهب متعددة.هل أنت مع هذا التعدد في المذاهب والأفكار؟
ـ التنوع والتعدد في الأفكار ليس بخطأ بل ربما يكون مؤشرا ايجابيا.الخطأ هو عندما يتحول هذا التنوع والتعدد إلى وسيلة تحصيل مكتسبات ذاتية لأفراد قائمين على هذه الجماعات أو المذاهب .فيتحول التعامل مع التنوع من وسيلة فيها رحمة لاستيعاب الناس إلى ميدان تنافس قبيح على من ينتزع أكبر قدر من الناس ويكتسب أكبر قدر من المكتسبات فتتحول الوسيلة إلى غاية .هذا خطأ يجب ان نتجاوزه .
* مفهوم الجهاد أصبح من المفاهيم المشكلات التي تثير عند إثارتها كثير من الجدل.ماهو المفهوم الاسلامى الصحيح للجهاد؟
الجهاد أنواع منها جهاد الكلمة – الدعوة وجهاد القتال.الجهاد في سبيل الله هو القتال لتكون كلمة الله هي العليا إما لرد معتد على الأرض أو عرض .الجهاد هو ذروة سنام الإسلام .وهو شيء سامي أن تضحى بروحك من أجل دينك أو أرضك أو عرضك.الإشكال عندما يستعمل الجهاد لاستغلال عواطف الناس الغاضبة والحانقة على وضع سيء ويخرج عن مسلك الشريعة الإسلامية.فيخرج عن الروح الشمولي للجهاد ويختزل فقط في القتال.الأشكال الثاني عندما يؤدى الجهاد على أرض المعركة على نحو مخالف للشريعة الإسلامية .

* تمر الأمة الآن بمرحلة عصيبة من تاريخها.فالأعداء تكالبوا عليها وفي كل مكان يوجد جزء منها مجروح.برأيكم ماهو المخرج من هذه الأزمة ؟
ـ الإجابة والمخرج لايكون من خلال لقاء صحفي .المخرج هو منهج يشترك فيه العلماء والحكام والمفكرون والسياسيون تجتمع فيه الأمة على كلمة سواء لتعالج جراحها..أما السؤال عن مخرج جاهز في لقاء صحفي هي من الإشكالات التي زادت الامه جراحا أن يظن الإنسان إن من خلال هذا اللقاء الصحفي يمكن أن يعطي الحل ومن ثم ينصرف المسالة اكبر من ذلك .ما نعيشه اليوم هو عبارة عن تراكمات معقده من أخطأ صدرت من عدة جهات من تقاعس عن فهم الدين وبالتالي العمل به.وثمرة هذه التراكمات هو التفكك داخل المجتمع وانعدام الثقة بين المسلمين.هذه الاحداث تحتاج إلى حل بنفس طويل .

* ما هي رسالتكم إلى الناس الغاضبة لما يحصل للمسلمين؟
الناس الغاضبة اليوم صعبة تسمع رسالة ’لكن رسالتنا إلى العقلاء من الناس الذين يختلطون بالناس الذين يعيشون الغضب.ذكروا الناس بأصل المشكلة وهو الإعراض عن الله .سلطت علينا أعداء الله بسبب ذنوبنا ومعاصينا .يجب أن نذكر أنفسنا أن مع الألم الشديد الذي يعتصر قلوبنا على إخوان لنا في كل مكان ينبغي أن نشعر بالألم الأكبر وهو تجاه الذين يذبحون بسكين المعصية والمخالفة لأمر الله.يجب أن نبكي أكثر على المسلمين الذين يبيتون سكارى ويملؤن حانات الرقص.مادامت الأمة تتألم من القتل والذبح أكثر من تألمها على المعاصي فان الأمه في تأخر كبير وليست في تقدم.امتنا في عهدها الزاهر كان الخوف من المعصية اكبر من الخوف من القتل ’بل كان يعتبر القتل شهادة وشرف يتقرب به إلى الله عز وجل.
أيهما الم إلى قلبي رؤيتي لمسلم وهو مقتول وهو على ملة الإسلام كان أصاب مسجده صاروخ وخر على الأرض شهيداً ، أم حال المسلم أو المسلمة الذين يرقصان في صالة الديسكوا ويحتسيان الخمر أنا هنا لا اخفف من حجم المأساة وعظمها ولكن يجب الغوص للحث عن الأسباب التي أوصلتنا إلى ذلك.

دعوة للحوار

* بعد الأحداث التي تبعت نشر الصور الكرتونية المسيئة للرسول الكريم عليه الصلاة والسلام توجهتم انتم وعدد من الدعاه إلى الدنمارك.ماذا كان هدف الزيارة وما هي نتائجها؟
ـ الذهاب إلى الدنمارك كان امتثالاً لأمر الله باغتنام فرص الدعوة أين كانت هذه الفرص.ذهبنا بدعوة للحوار كان الحمد لله انجاز كبير أكثر مما كنا نتوقعه من فتح لعقليات كثير من الناس وتقبل كثير منهم الأمر وتأكد لنا أن الحادث الأخير ماهو إلا محاولة من جهات مغرضة لإيجاد سدود لامتداد المسلمين في الغرب وتقبل الناس في الغرب للإسلام .وبعد ذهابنا إلى الدنمارك جاء مجموعة من الدنماركيين إلى أبو ظبى وأقمنا لهم مؤتمراً حوارياً في أبو ظبي ثم جاء مجموعة من الطلاب الدنماركيين المسلمين والذين أسلموا لحضور الدورة العلمية بدار المصطفى.المشكلة أن الناس يخلطون بين الحوار والتفاوض لذلك يقولون ما الذي حقتتموه وهل اعتذروا؟؟.التفاوض يجب أن تقوم به منظمة المؤتمر الاسلامى لأنها مخولة بذلك ،وليست الأفراد ولا حتى الجماعات.
* هل يوجد بينكم تواصل مع الدعاه الآخرين؟
علاقتنا ولله الحمد نظرة حب واحترام.نظرتنا أن هناك حمل ثقيل كلما زادت أعداد الأكتاف التي تحمله خف الحمل على الحاملين .
* هل أتيحت لكم زيارة ونصيحة احد من الحكام؟
أتيحت لي عدد من الفرص ونصحنا ووجدنا من التقبل الشيء الكثير و رأينا نتائج نصحنا على الواقع.
نصيحة الحكام ينبغي أن لاّ تكون محلاً للتباهي واكتساب الشعبية وهناك فرق بين من ينصح وبين من يظهر تهجمه على الحكام على المنابر ووسائل الإعلام ليثبت أنه شجاع.

* هل لديكم من كلمة أخيرة؟
كل من لديه مكنه من مجالات الحياة يجب يوجه هذه المكنة إلى أعلى ما يمكن أن يرتقي به وهو خدمة دين الله عز وجل ، وأن نعيش نظرة الرحمة التي كان يعيشها الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى المسلم والكافر.أخيراً يجب على المسلم أن يراجع نفسه ويسال ما الذي قدمته لأمتي ،لمجتمعي لأسرتي .

    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة