إن شهر رجب من الاشهر الحرم ، وهو شهر كانت الجاهلية تفضله وتجعله شهرا للسلام والوئام ، فجاء الدين الحنيف وعظم هذا الشهر إلى درجة انباءنا الله في كتابه أن لا نظلم فيه أنفسنا.
"شهر رجب" كشهر مرموق لابد أن يكون فيه زهاء الثقافة ورونقها فلهذا نجد كل بلد تتمتع بأحد القطوف ، وبمقدار الرقم القياسي للثقافة والدين ؛ تبرز الثمرات من قوة تلكم الثقافة ، فكرا ، وواقعا ، وتأثيرا خلابا وجميلا.
إن التأثير الحقيقي الفعال ، هو الذي ينبعث من الدين ، فيبرز تعظيم ما عظم الله ، ولا يكون التأثير القوي إلا من شعب أبي.
وفي مدينة تريم ، يكون الاحتفال بحلول هذا الشهر الكريم كحلة  قشيبة ، متميزة ، يحلق فيها تراث البلاد وتقاليد الاجداد ، ومبعث الاحتفال استقبال شهر من الاشهر الحرم ، ناهيك انه بالنسبة لتريم من أجل الاعياد ، إذ ان من المؤرخين من قال : ان الاسلام دخل تريم في اليوم الاول من رجب الحرام ، فأضفى على  العيد رونقا عجيبا.
ويبدأ الاحتفال بهذا العيد من أول ليلة في الشهر ، حيث يجتمع الوجهاء والاعلام وجمع غفير من أهالي الوادي في مسجد الامام عبد الرحمن السقاف المسمى " سويه " ، بالخليف أصل مدينة تريم ، لتشنف الآذان بالتواشيح الدينية ، والتي تحمل معاني ودلالات الشرع الشريف.
والمعروف تاريخيا ، إن المسجد تسمى بهذا الاسم نسبة لاحد الصحابة ، الذي حفر بئرا في هذه المكان ، وكان عبدا للخليفة أبي بكر الصديق ، وأسمه سويه ، وتيمنا بهذا البئر ، أقام الامام السقاف هذا المسجد.
كما يجتمع الأهالي أيضا وضمن احتفالات عيد أول يوم من رجب الحرام بعد الفجر في مسجد الامام عمر المحضار ، ليستمعوا الى سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم وكيف ولادته ونشاءته في جو مفعم بالروحانية الدينية وحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وفي هذا اليوم يعطل القطاع الخاص أعماله لينعم الاهالي في جو عيدهم الجميل الذي يعتر عيدا شعبيا كبيرا ويبدا المشمرون في عمل الخيرات من بر وصيام وغيره .
كما يستعد الكل للزيارة السنوية لضريح نبي الله هود بحضرموت عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم وهي كعرس ديني حضرمي قل أن  يوجد مثله على الكرة الارضية من حيث الاجتماع الشرعي وجوانبه ومجالاته العجيبة الفريده بما تحمله كلمة الفريدة من معانى وعشق السامي العالي وصدق الحبيب علي إبن محمد الحبشي حيث يقول : ما يعرف العشق الا كل من ذاقة..
اهوى التقى والصفا والعرش والرفرف..
وطور سينا ومولى القبع والطاقة..