عاصفة الحزم تبتر اليد العابثة في بلاد العرب
   
المكلا/موقع محافظة حضرموت/الدكتور رزق سعد الله الجابري - الثلاثاء 14/أبريل/2015
news_20150414_09.jpg
المتتبع لسلوك الفرس تجاه البلاد العربية ليس كما تقره الشرائع السماوية والقوانين الدولية  من حسن جوار وتبادل للمنافع وصولا الى  تنمية  للإنسان والموارد .ولكنه سلوك  تدميري  هدفه  إغراق المنطقة العربية في بحر من الفوضى وتجزئة المجتمع العربي فيد الفرس التي امتد الى البلاد العربية كانت مغطاة بقفازة المقاومة  لتحرير الأرض واستعادة القدس ونصرة المظلوم خدع بعض العرب بهذه الشعارات  وفرحوا بتلك اليد ولكنهم لم يدركوا حقيقة تلك اليد لم يشاهدوا إلا ذلك الغطاء اللامع قفازة المقاومة .
لم يبصروا ما تحت القفازة اليد الحقيقية إنها منشار ذو أسنان حادة تقطع في الجسم العربي . عبثت بالبحرين قطعت العراق وسوريا وصلت شرورها الى الجمهورية اليمنية  مستخدمة شعار إنقاذ الشعب من الظلم والجور الواقع عليه من حكومات الفساد , لكن الحقيقة ليست إنقاذ الشعب بل تدمير الشعب لان الأجندة الحقيقية هي  تدمير ما تبقى من الحضارة العربية .لهذا كان مركز خططهم السيطرة على بلاد جنوب اليمن  وهذا يمكنهم من السيطرة على باب المندب والتحكم في السفن المارة  في البحر الأحمر وبذلك يتم  عزل مواني البحر الأحمر العربية من التجارة مع مواني العالم  وهذا له مضار اقتصادية واجتماعية في البلاد العربية ويقود الى فوضى وتمرد داخلي ونتائجه صراع بين المناطق الساحلية والداخلية في البلاد العربية .
بشائر نصرهم لاحت في الأفق بعد سقوط قاعدة العند والسيطرة على لحج  والوصول الى تخوم عدن.ليس هذا فحسب بل بدأت احتفالاتهم  بعد أن أطلقها رأس الشر علي عفاش بتهنئة  الفرس بهذا النصر .
سلوك دولة الفرس وعبثهم في المنطقة العربية  وحربهم الشعواء للسيطرة على جنوب اليمن  جاء من تصورهم أن  رد فعل العرب لن يتجاوز  بيانات الشجب والتنديد والاستنكار . وهو الخطاء الذي وقع فيه الفرس لقد كانت قراءتهم خاطئة لأنها اعتمدت على واقع اللحظة العربي ولم  تتعمق في قراءة أعماق التاريخ ولم يتذكروا ما حصل في  يوم ذي قار والقادسية أو حتى ما حدث لهم في البحرين قبل أربعة أعوام رغم أن شعب البحرين بمساعدة قوات درع الجزيرة أعطوهم درسا في الوطنية وتناغم  الشعب والقيادة .
قراءة  وفرضيات ساسة الفرس عن حال العرب كانت خاطئة جاءت النتائج عكس توقعاتهم . هبت عاصفة الحزم من بلاد الحرمين الشريفين   لتعيد اكتشاف العرب لذاتهم .وتنشر الحياة  في  الجسد العربي المتهالك ,والدفاع عن الشرف والكرامة العربية ,وهذا ليس صراع حضارات بل خطوة للتعايش بين الحضارات .
عاصفة الحرب عربية بامتياز تدافع عن العرب والإسلام .ورغم ذلك هناك مشهد غريب في بعض الفضائيات موقف معارض من عاصفة الحزم  وهذا التيار محدود العدد من يسمون بأنفسهم القوميون العرب وهو  تيار  لازال منغمس في ماضي التنظير وهو السبب في تدمير العرب والوصول الى هذه الأوضاع السيئة وقد قاد العرب في مرحلة الى طريق مسدود فشل في تنمية المنطقة العربية ولكنه نجح في إفقارها وتشتيتها فمن الأفضل أن يعودوا الى عروبتهم   الحقيقية وليس النظرية التي تقودهم الى التسول على أبواب القوميات الأخرى .
اليوم بترت يد الفرس العابثة في البلاد العربية . العرب  لم يبتروا كلا اليدين بل بتروا يد واحدة لعلها تكون عبرة ودرس مستفاد  اليد الأخرى تركت لكي تكون يد سلام وبناء وهي فرصة لساسة الفرس لبناء جدار يمنع تصدير الثورات والشرور لجيرانهم العرب .
د. رزق سعد الله الجابري . أستاذ جامعي


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة