المراحل التاريخية للخدمات الصحية بوادي حضرموت منذ خمسينات القرن الماضي
   
سيئون/موقع محافظة حضرموت/أحمد فرارة - الأحد 01/فبراير/2015
news_20150201_02.jpg
الدكتور الايطالي هووك والدكتورة الألمانية بروشي أول أطباء عملوا بالوادي في الخمسينات من القرن الماضي .. لقاء مع عميد أطباء وادي حضرموت الدكتور/ عبدالله بن جعفر الكثيري
 س1:  التعريف بشخصكم الكريم ؟
الاسم/ عبدالله بن جعفر بن منصور بن غالب بن عبدالله الكثيري، من مواليد 1934م بمدينة سيئون، متزوج وأب لأربعة أولاد وبنتان، أعمل حاليا في عيادة خاصة وكانت الدراسة الأولى في مدرسة النهضة بسيئون حيث كانت دراسة مبسطه تتركز على علوم الفقه والنحو والحساب, درست الثانوية بجمهورية مصر العربية ثم الطب ببريطانيا. تخصصت مره أخرى ببريطانيا نساء وولادة .

س2: دكتور عبدالله التحقتم بالخدمة في المجال الصحي عام 1963م في ضل ظروف ووضع لم يكن الطب في وادي حضرموت معروفا .....ما دعاكم للالتحاق بهذه الخدمة في ضل انعدامها في ذك الوقت ؟
سبب التحاقي بالطب يعود الى قصة طريفة جدا حيث كان فيه شخص الله يرحمه قبل وجود أطباء يدعى السيد صالح محمد الجفري يعمل في عيادة متواضعة جدا وسط بيت قديم وغرفة متواضعة بجانب سوق سيئون, أخذته الحكومة البريطانية الى عدن واخذ دورة هناك في ضرب الحقن ومعالجة الجراحات .. , وكنت أزوره بين الحين والآخر, ولم تكن لدي فكره عن أي دراسة في هذا المجال, ولاحظت الناس ماشاء الله يأتون مره ثانية وهم في صحة أفضل وأحسن ويستفيدون من هذه الخدمة رغم بساطتها, وأعجبت بها كثير وجاءت فكرة الطب فأشار المستشار البريطاني على الوالد والسلطان حسين بأن يأخذوننا الى بريطانيا وفعلا ذهبت عام 1947م وجلست هناك حوالي تسع سنوات.

س3: تأثرتم بالسيد صالح محمد الجفري والتحقتم بالدراسة في مجال الطب في خمسينات القرن الماضي وبالتحديد سنة 1947م ورجعتم سنة 1963م كيف تقيمون الوضع الصحي أنذاك ؟
الوضع الصحي في الوادي بشكل عام ...كانت الخدمات الطبية منعدمة ولكن ذلك الوقت وبالتنسيق مع الدولة الكثيرية , بدوا الأطباء الأجانب بالتناوب ثم الأطباء المحللين و كانت الخدمات غير متقدمة, وكان إقبال الناس لها غير مشجع في ذلك الوقت, لأنها كانت خدمات جديدة ظهرت عليهم وهم كانوا معتمدين على التداوي بالطب الشعبي .
الوضع الصحي كان متردي خفيف لأنه أول مره تدخل الصحة بالوادي فكان الناس ماعندهم خلفية ومعلومات تخص الأمراض وانتشارها إنما كانت عدة أمراض موسمية مثل القطيب والحصبة والتي تؤدي الى وفاة الكثير من الأطفال والكبار كذلك, ولم يكن التطعيم موجود وبالنسبة للنساء كنَّ متحفظات ففي حاله الوضع لازم حضور الطبيب الى البيت ونادر كن يأتين الى المستشفى لكن مع المدى تأتي واحدة وتستفيد من الخدمات المقدمة وتنقل الخبر الى عدة نساء وهكذا مع المدى بدأ الوعي, وأصبحت وفي الوقت الحالي عدد السرر في المستشفيات غير كافية .

س4: هل تذكر الأطباء الذين كانوا يعملون في هذا المجال ؟
عندما سافرت الى مصر عام 1947م  وعدت عام 1963م وجدت أطباء جاءوا بهم تقريبا في الخمسينات, وفي هذا الوقت بالتحديد بدأت الخدمات حيث كانوا يأتون الى سيئون أطباء ايطاليين وألمان وهنود أو باكستان متعاقدين مع الدولة الكثيرية عن طريق المستشارية البريطانية ومن بين الأطباء طبيب ايطالي بروشي وكان يداوم بتريم وفي شبام دكتوره ألمانية تدعى هووك وهم متعاقدين وأتى في نفس الفترة الدكتور/ عبد القادر بن عبدالله الكاف الذي درس بمصر أو سوريا فرجع الى تريم فكنا أول أطباء في المنطقة وتطورت الخدمات الطبية التي لم تكن متكاملة . وكان الدكتور يعمل ليل نهار لأنه واجب تقوم به.

س5: أول موقع عملت فيه الخدمات الصحية قبل المستشفى التي بنته بريطانيا؟
كانت الخدمات الصحية في مكتب التربية والتعليم حاليا و المستشفى عبارة عن بيت عادي يقوم بالغرض . وكان أول فني مختبر فيه هو المرحوم سعيد أحمد التاربي

س6:  لاشك إن عملكم وعمل الأطباء الأجانب يتطلب الكثير من الأدوية و المعدات والأجهزة من أين كنتم تحصلون عليها ؟
كانت الحكومة البريطانية تقوم بتوفير كل شي من الأدوات الجراحية والمعدات والأدوية, و في ذلك الوقت كانت تحضر رئيسة ممرضين أجنبية الى المستشفى كل سنة أو ستة أشهر وكان لهن دور كبير جدا في تعليم الكثير من الممرضين المحللين وكان المستشفى هو الحجر اللي موجود القديم والذي بنته الحكومة البريطانية

س 7:  الخدمات الصحية جديدة على أهالي وادي حضرموت والمواصلات غير متوفرة كيف كان إقبال الناس عليها والعمل داخل المستشفى ؟
كانت الناس لاتوجد رغبه لديهم في العلاج الصحي الطبي .. فكانت توجد عيادتين فقط عيادة للرجال وعيادة النساء عيادة الرجال تشمل كل شي جراحي وباطني وعيادة النساء تشمل نساء وولادة وأمراض باطنية وأطفال.

س8: هل تم رفد المستشفى بكادر خارجي بعد افتتاح المستشفى الذي بنته بريطانيا ؟
افتتح المستشفى في عام 1964م وهو الحجر الموجود الآن فكان أحيانا يأتي دكتور منتدب لمدة سنه وهكذا , وكنت أنا والدكتور الهندي رندي فكان عمل الدكتور رندي ثابت في المستشفى ... وأنا أقوم بزيارة الوحدات الصحية الموجودة خارج سيئون والتي بنتها الحكومة الكثيرية فكنت اذهب يومين الى تريم ويوم الحوطة ووادي بن علي وهذا كان تقريبا عام 1965-1966م ثم أتت بعد ذلك بعثه طبية صينية في السبعينات وكنت في سيئون فتركز العمل على البعثة الصينية .

س9:  ماهي التسهيلات التي كانت تقدمها لكم الدولة الكثيرية و الصعوبات التي كانت تواجهكم ؟
الخدمات التي تقدمها الدولة الكثيرية الإشراف والمتابعة , وعمل بعض الوحدات الصحية وطلب الأدوية عبر المستشارية من بريطانيا فكنا نحضر الدواء حق عام ويأتون به،، وبالنسبة للصعوبات لاتوجد إمكانيات ولا أدوات تشخيصية كما هو الآن والتشخيص يعتمد اعتماد كلي على الفحص السريري, وعاده إذا استعصيت حاله لازم تدعي الأطباء ويتم دراسة الحالة مع الزملاء من اجل الوصول الى التشخيص السليم, وفي حالة صعوبة الحالة والمرض شديد يتم إرساله الى عدن أو المكلاء مع صعوبه المواصلات, وإما الخارج فهذا صعب جدا.

س10:  في ظل شحة وجود الأطباء في الوادي والساحل هل دعت الحاجة و انتقلتم الى مناطق أخرى ؟
نعم .. في هذه الفترة انتقلت الى المكلاء أولا لمدة 6 شهور.. وثم انشاءوا مستشفى في القطن ولا يوجد بها طبيب فطلبتنا الدولة للعمل في مستشفى القطن وجلست فتره طويلة لوحدي و بحكم قلة العمل هناك الى عام 1979م , ثم ذهبت الى بريطانيا للدراسة العلياء وعملت سنه في النساء والولادة في بريطانيا .

س11:  بعد عودتكم من بريطانيا هل لاحظتم تغير ملحوظ في تقدم الخدمات الصحية في الوادي ؟
نعم ... فيه تقدم كبير في هذه الفترة وكنت أعمل أنا ودكتوره صينية وفي هذه الفترة كانت البعثة الصينية تأتي كل سنتين والكادر الموجود المحللين لم يكن عددهم كثير فكانوا حديثي التخرج من الأطباء المحليين البعثة الصينية عون لهم حيث كانت البعثة الصينية بعثة متكاملة بها كل التخصصات وكان عملهم جيد جدا , واتصفوا بذكر طيب فهم متعاونين وملتزمين بالنوبات ويأتوا في أي وقت وكانت تخصصاتهم جيدة , وبالنسبة للنوبات كان مساعد طبي واحد هو ماسك النوبة لعدم وجود الكادر وتأتي الممرضة الأجنبية تدرج بالمساء تدور على المرضى وكان آخر ممرضة أجنبية هي السستر{ لين } وكان أيضا ممرضات مثل عرفه سعد وعيشه مديحي ومحمد بن خبران

س12:  دكتور عبدالله كيف تنظرون للخدمات الصحية سابقا وحاليا ؟
كانت الخدمات أولا بدائية جدا وأما الآن ولله الحمد ترقينا الى درجة الدول المتقدمة , فوجود الأجهزة والمعدات والتخصصات وإقبال الناس على الخدمات بشكل كبير .. دعا الدولة الى التوسعة
والفرق كبير جدا وأصبح عدد المرضى الذين يرسلون الى الخارج قليل وبصوره عامه اغلب العلاج في الداخل .

س13:  نصيحتكم للأطباء في وادي حضرموت خاصة وفي حضرموت واليمن عامة ؟
أنصح نفسي وإياهم بأن نتوجه بالخدمات الصحية التي نقدمها لوجه الله وأن نستقبل المريض بالوجه البشوش وان يتم فحصه فحص شامل ودقيق لأنه يترك في نفسية المريض أثر كبير , فكسب نفسية المريض شي طيب ونسأل الله لنا و لهم التوفيق والسداد وننصحهم بالمواصلة والتأهيل ونسال الله التوفيق وان يتقبل الله الأعمال ويوفقنا وإياهم،، وهناك تعاون من قبل الحكومة ومقدرين مانقوم به ومقدرين الى حد كبير كان معي صالح جوبان ومحمد بن احمد السقاف وكان الكادر الطبي ماهر وكان اطباء منتدب في المناطق التي يتم زيارتها شبام وتريم والحوطه بعد ماراح الأطباء منها أحيانا هناك زيارات الى بور وتاربة حسب طلب الناس للزيارة والطبيب الأجنبي هو الذي في المستشفى , هناك محاضرات توعوية كل أسبوع بين القرن ومدودة وكنا نتحدث في النساء والولادة ومهمة من ناحية الطفل وألام.


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة