القات وأثاره على المجتمع
   
سيئون/موقع محافظة حضرموت/عامر عيظه الجابري - الأربعاء 14/يناير/2014
n-gat5.JPG
القات شجرة يقال إنها ظهرت في اليمن خلال القرن التاسع الهجري ويتناوله اليمنيون وقت القيلولة وفي مختلف أماكن البعض مخصصه لتعاطي تلك الشجرة التي تعتبر مادة منبهة تساعد على قضاء ساعات من النشوة والمرح تعقبها ساعات من السأم والقلق .
لقد أصبحت ظاهرة  القات بين أفراد المجتمع اليمني منشره وبشكل غير اعتيادي وخاصة في مجتمعنا الحضرمي الذي كان لم يعرف تلك الظاهرة التي تعتبر عليه دخيلة والذي انتشرت بسرعة و يصورة غير مألوفة بين أوساط الشباب فهي مضيعة للوقت وخسارة للمال ومؤثرة على الصحة .
حيث تستمر جلسة القات من 4 إلى 6 ساعات يوميا تعقبها ساعات مماثله من السهر والإجهاد وينعكس ذلك على مستوى الالتزام بمواعيد العمل ومن هنا تظهر حجم الخسارة الكلية في الوقت والجهد والإمكانيات المادية والتي لو سخرت لإغراض أخرى على مستوى الأسرة لعادات بفوائد كبيرة على الفرد الذي يتناول القات والذي يصرف كل يوما مبلغا من المال مرتفعا على حجم دخله والذي يكون دائما ذلك على حساب حاجاته وواجباته نحو أطفاله وأسرته من خلال استنزاف دخله في أيام معدودة من الشهر مما يضاعف من الأعباء المادية والنفسية على من يتعاطونه وبالأخص ذوي الدخل المحدود فيؤدي ذلك في كثير من الأحيان إلى تفاقم الخلافات الاسريه .. فتلك هي الآثار الإقتصادية من تلك الشجرة ..
كما إننا لأنسى إن هناك اثأر اجتماعية من خلال تقاليد تعاطي القات والتي هي تقريبا شبه معدومة فيمدن حضرموت الحضرمي ولكن موجودة في مدن أخرى في اليمن من خلال ذهاب الرجل لتناول القات في المقيل مع الأصدقاء والمعارف بينما تذهب المرأة للمقيل الخاص بالنساء فيتسبب ذلك في ترك الأولاد لوحدهم في المنزل أو خروجهم إلى الشارع فيترتب على ذلك من مظاهر التفكك الأسري وقلة اهتمام الأسرة بتربية أطفالها والعناية بهم بالإضافة إلى ضعف الوازع الأخلاقي لدى البعض إلى ما يعرف بحق القات وغيرها من الآثار الاجتماعية .
كما إن هناك أثار صحية ونفسية تخلفها تلك الشجرة على متناوليها ومنها الإجهاد الصحي وأحيانا الإصابات ببعض الأمراض من جراء التعرض للسهر المتكرر وقلة الشهية للطعام والإمساك وعسر الهضم والإصابة بحالات نفسيه والإنفعال أمام أبسط الأمور في غير أوقات المقيل والتي غالبا ما يصاب متعاطي القات بحالة من الشرود في التفكير والشعور بتراكم الإحباط واليأس في حياته وقد يندفع في اتخاذ أي قرار تكون له أثار سلبية على حياته الشخصية أو العملية أو في سياق علاقاته مع الآخرين أو محيط الأسرة.
لقد أصبح مزارعي القات يستخدمون مواد كيماوية تؤكد بعض المعلومات بأن هناك أكثر من 320 من المبيدات تستخدم لرش شجرة القات والتي تساعد على نمو الشجرة بسرعة وتمنع تعرضها لأي أضرار أخرى فيضاعف ذلك المردود المادي  على المزارع بينما يعرض من يتعاطون تلك الشجرة إلى الأضرار الصحية.
وفي الأخير نتوجه وعبر ذلك المنبر الإعلامي بعدة رسائل الأولى  إلى كل الإفراد الذين يتناولون تلك الشجرة في اليمن عامة أن يقلعوا عن تعاطي  تلك الشجرة لما لها من أثار سلبية تؤثر على صحتهم و دخلهم الاقتصادي.
الرسالة الثانية  لأبناء محافظة حضرموت الذي أصبحوا مدمنين في تعاطي تلك الشجرة أكثر من الذين تزرع عندهم وإن يتخلصوا من تعاطي تلك الشجرة التي أنهكتهم اقتصاديا وصحيا وأن يعودوا أنفسهم على ما كانت عليه من سابق ويقضون أوقات فرغهم في القراءة أوغير ذلك .
الرسالة الثالثة إلى مزارعين شجرة القات نقول لهم اتقوا الله في أنفسكم وكفوا عن استخدام المبيدات التي تؤثر صحيا على متعاطي تلك الشجرة واعملوا على قلعها وإحلال محلها أشجار مفيد كالبن والمانجو والتفاح والرمان وغيرها من الأشجار المفيدة لكم ولأبناء الوطن وكل عام واليمن في خير .


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة