كان وكان وكان
   
موقع محافظة حضرموت/جمعان دويل - الأحد 06/يوليو/2014
sayun_20140707_3.jpg
وفاة من قدس الله روحه بالجنة إن شاء الله تعالى الفنان والموسيقار الراحل / عبدالمولى يسر لكسح عازف آلة القانون الأول على مستوى حضرموت والمجيد لمعزوفات اغاني الفنان الراحل ( فريد الاطرش )..
 فالراحل متعدد المواهب في العزف على العديد من الآلات الموسيقية ومؤلف موسيقي لعديد من المقطوعات ومثل اليمن وحضرموت في العديد من المحافل في الدول العربية والأوربية من خلال مشاركته الفنية عضوا في الفرق الموسيقية يقتات رزقه من فتات الحوافز التي تعطى له وكذلك من المخادر ومن عمله الخاص في اصلاح الساعات في دكانه المتواضع دون ان يوظف لدى الدولة حتى ارهقته الشيخوخة دون ان يكترث به احد برغم مناشدته لجهات الاختصاص آنذاك في توظيفه او صرف له حافز شهري يسد به رمقه ويعيل به اسرته ولكن لا حياة لمن تنادي حتى وافاه الأجل يوم الثلاثاء الموافق 24 يونيو 2014م عن عمر ناهز 75 عاما .
تلك المأساة التي عاشها فناننا في عفة النفس وزهد عن المظاهر حتى منّوا عليه بالتكريم ولو بشهادة تقديرية قبل وفاته , ليس هذا الفنان فحسب بل منهم الكثير من المبدعين في مختلف المجالات , والملفت المضحك والمبكي في نفس الوقت رسائل النعي وبرقيات التعازي بعد الوفاة والتي تسرد كان وكان وكان بعبارات الرثاء والحسرة والانجازات وغيرها من الجمل والعبارات التي تعودتها مسامع الناس .. تلك المأساة التي يعيشها بعض مبدعينا سواء في حضرموت او في اليمن بشكل عام ..
لقد عادت بي الذاكرة في فلم شاهدته في ثمانينيات القرن الماضي بعنوان كان وكان وكان قام ببطولته الفنان فؤاد المهندس وهو يحكي عن فنان اسمه راضى أبو ريشة فنان موهوب، مغلوب على أمره، لا يهتم بمظهره قدر الاهتمام بثقافته، قدم لوحات كثيرة من أجل يبيعها، يفشل في كل مرة ولا يجد صدى لكل لوحاته، يقوم ببيع رسومه إلى بعض المعارض بمقابل بسيط، وأن يعيش من جهة أخرى، تنتشر وتلاقى نجاحًا كبيراً بأسماء المشاهير .. وفى إحدى جولاته يرى طالبا يكاد أن يغرق، يخلع ملابسه ويحاول إنقاذه إلا أنه يبتعد عن الشاطئ يظن الجميع أن راضى أبو الريشة غرق فى الوقت الذى قام أحد الصيادين بإنقاذه، فجأة تمجد الصحف فى عبقرية راضى، تقع أحدى الصحف بالصدفة فى يد راضى ويكتشف مدى زيف ونفاق الجميع، يرفض هذا المجتمع الذى يسوده المنافقون وتعجبه حياة الصياد البسيط ، فيقرر البقاء معه، رغم أن صديقا له يستغل بيع لوحاته بثمن مرتفع للجمهور بحجة أنها لفنان راحل موهوب. إن العبرة ليست في سرد تلك القصة ولكن العبرة دائما ان يأتي تكريمنا بعد فوات الأوان ..
أتمنى ان توصل رسالتي لمن يهمه الامر لإعادة ترتيب اوراقهم وإدراك البقية التي هي على قيد الحياة من المبدعين من خلال حصرهم والاعتناء بهم حيث ان الموروث هم اللذين صنعوه لنا وستأتي أجيال أخرى ستكون اعمالكم موروثا لهم وحتى لا تكونوا في ملفات النسيان .. ازرعوا خيرا ستحصدونه غدا .. والله من وراء القصد ..


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة