محمد جمعة خان .. رمز ثقافي باذخ .. في قاعة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بالمكلا
   
المكلا/موقع المحافظة/قصي باحميد - عمر بن شهاب - 2/1/2006

عقدت يوم الأربعاء الماضي 28/12/2005م في مركز إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين محاضرة بعنوان " في ذكرى عميد الغناء الحضرمي الأصيل محمد جمعة خان رمز ثقافي باذخ " والتي ابتدأت ببعض من أغاني الفنان .
وقد ذكر المقدم الدكتور/ عبدالقادر باعيسى نائب رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين مكانة الفنان الكبير في القلوب وبعض ما تميز به في غناءه الفريد وبعد ذلك ترك المجال للمحاضرين الذين أدلوا بما لديهم ابتداء بالمتحدث عن أسرة الفقيد الأستاذ/ فؤاد بامطرف.
الذي شكر كل الحضور وبالأخص إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين على اهتمامهم بالفقيد وعرج على سيرة الفقيد/ محمد جمعة عبد الرزاق خان الذي هو من مواليد 1903م هذا الفنان إلتحق بالفرقة السلطانية 1918م وعند قيادته للفرقة أدخل عليها الموسيقى العربية وأدخل عليها الألحان الشعبية كون فرقته الخاصة من أفضل العازفين المعروفين وقام بإحياء عدة حفلات وسهرات ثم انتقل إلى مصر وعدن وطاف بعدد من دول الجوار مثل الكويت والسعودية ودول أفريقيا وقد كرم في عدة مناسبات منها تكريمه في صنعاء عاصمة للثقافة.
وإن من حق مثل هؤلاء المبدعين أن يُكرموا بإقامة متحف لكل إبداعاتهم وصورهم وأعمالهم وما أنتجوه بالصوت والصورة ، وشكر المحافظ / عبدالقادر علي هلال - محافظ المحافظة الذي أبدى استعداده لهذا الموضوع بإقامة جائزة سنوية أو كل عدة سنوات باسم محمد جمعة خان كوفاء لذكرى وفاته وتكريمه في وزارة الآداب والفنون أسوة بمن كرموا من تلامذته.
وفي الخامس والعشرين من ديسمبر عام 1963م ودعت المكلا الفنان الفقيد ببالغ الحزن وخاصة البسطاء من الناس ، حيث أغلقت المحلات التجارية في ذلك اليوم الذي شيعت جنازته إلى مثواه الأخير في مقبرة يعقوب في تشييع حاشد رحمة الله عليه وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته آمين .
وبعد ذلك انتقل الميكرفون إلى الأستاذ/ أحمد محمد باعباد ، الذي قال : إن هذه الذكرى هي الذكرى الثانية والأربعون على وفاة الفقيد الذي تعرف عليه قبل أربع سنوات من وفاته الذي لم نسمع أي ذكرى بعد تأبينه في17 مارس 1964م حتى تأسست فرقة الفلاح الريفية بغيل باوزير عام 1975م التي كان من اهتماماتها الفن الموسيقي الحضرمي حتى عام 1985م التي تحولت إلى المكلا ثم انتهت وانتقلت المسؤولية إلى الإذاعة التي أجادت حتى تأسست جمعية الفنانين 1995م التي عزمت على إقامة مهرجان للفقيد عام 2004م كلفت فيه بفقرة وهنا الآن في مركز الإتحاد ، الذي تبنى هذه الدعوة التي يشكر عليها وما قاله المقدم عن الفقيد ذكرني بما قاله محمد عبد الوهاب عن أسيد درويش ونحن نقول بمثل ما قال بأن هذه الصفات قد تماثلت في فناننا الكبير/ محمد جمعة خان في الفن الغنائي داخل الوطن ومنطقة الجزيرة والخليج وفي فقرات مختصرة سأتحدث عن الوحي الملهم الممتد سريانه إلى بزوغ محمد جمعه فنانا مؤثرا في الفن الغنائي ثم عن فترة ظهور الفنان محمد جمعه 1351هـ ثم بداية تأثيره في الفرقة النحاسية ثم طريق الشهرة والدعاية الإعلامية ثم تأثير محمد جمعه في الفن الغنائي بين صفوف الأدباء والشعراء الحضارمة وبين معاصريه من الفنانين الغنائين ومن ثم تأثيره على مستوى الساحل والوادي وفي منطقة الجزيرة والخليج ورحلاته الثلاث إلى منباسا والحبشة والكويت ثم أين تكمن مواقع التأثير في أذن المستمع.
في مقدمة محوري أضع بين أيدكم سؤالاً: ترى هل شهدت حضرموت فناناً سبق محمد جمعه تأثيرا ممن سبقوه من الفنانين داخل الوطن؟.. لنربط هذا التأثير بمحمد جمعه خان الذي وضعته والدته الدوعنية فاطمة بهيان عام 1323هـ – 1903م ووالده البنقالي الهندي أحد جنود السلطان القعيطي في زمن بعد وفاة الفنان سلطان بن شيخ علوي بن هرهرة بعامين والمكلا حزينة على فراقه ولكن أسرة خان مسرورة بوليدها.
إن حضرموت غنية بالإيقاعات وبمختلف ألعابها الشعبية ، فسلطان بن هرهرة إستخدم القنبوس والمراويس والألحان الحضرمية البديعة وهو أول من قام بتأسيس تخت موسيقي (1286هـ -1321هـ) كانت هذه الألحان البديعة هي الوحي الملهم لمن جاء بعده من الفنانين والمطربين حيث إن براعة سلطان وحسن صورته كان أعجوبة زمانه في العزف على آلة القنبوس التي تتميز عن آلة العود بطول الرقبة ، وكان سعدالله فرج من تلاميذ سلطان الذي تعلم فقيدنا محمد جمعه على يديه بعد أن التحق بالفرقة النحاسية السلطانية التي يترأسها الهندي عبد اللطيف.
وقد كان سلطان يجيد الغناء الهندي والمصري إضافة إلى الحضرمي وأثر في الكويتيين الذين يرتادون حضرموت، فورث فناننا محمد جمعه هذه الصفات كلها إضافة إلى تطويعه للألحان الشعبية.
وفي الخامسة من عُمر محمد جمعه تعلم القراءة والكتابة والتحق بالفرقة في الحادية عشر من عمره ، وفي التاسعة والعشرين من عمره تولى قيادتها وأحسن إدارتها وترأسها بعد أن تعلم بدراسة علم النوتة الموسيقية من المايجير إلى الماينير وكما أن في الشعر بحور فإن في الألحان مقامات.
وبعد توليه للفرقة ارتئا أن ليس للهنود مكانا في الفرقة النحاسية فذهب الهنود وحل الحضارم محلهم وقام بتطويع الأغاني الحضرمية مثل أغاني الهبيش والعدة وأثرأيضا في الأميين ، أما عن مساره الفني وشهرته فأضاف إلى الأغاني الحضرمية التي تلقاها وسمعها لمسات جميلة متأثراً بالمدرسة المصرية من خلال الأسطوانات التي تأتي عبر عدن وكان قبل أن يشرع في أغنيته يشرع بقطعة موسيقية لكي يتأكد من أن الموسيقى في وزنها الصحيح (مصطلح المخاواة ) ، وترك المراويس وأتي بالدمب والدف الخلخال والكمان وآلة العود بدلاً عن القنبوس وبهذا أسس محمد جمعه المدرسة الثانية في تاريخ الفن الحضرمي وقد لفت محمد جمعه انتباه المهتمين بإبداعاته عبر توزيع الإسطوانات ، وكان حامد الصافي قد سجل له ثلاثة إسطوانة من الأغاني الحضرمية المختارة وساعد في بيعها ونشرها قبل أن يكون للراديو وجود إلا عند الأغنياء.
وقد بلغ عدد الأسطوانات مائة وخمسين اسطوانة ، وكل اسطوانة بها أغنية حضرمية مختارة. و من الموزعين أيضا عزعزي وحمود ، ومما زاد انتشار أغانيه هو تسجيل أغانيه في إذاعة عدن لتذيعها ضمن برنامج شهري. وهنا وفي المكلا كان العم/ عوض بازقامة يبث أغاني محمد جمعه من دكانه.
وقد تحلى محمد جمعه بالتواضع واحترامه للناس وتقديره ورجوعه إلى الأدباء الحضارمة ، ولكنه كان لا يتسامح عن أية محاولة ترمي إلى تشويه أعماله الفنية أو النيل من سمعته وكان يراعي أذواق الناس وما يدور في العالم من حوله ويحضر جلسات الأدباء والشعراء وعرف دواوين الشعراء أمثال زهير و شوقي وكذا الملحنيين مثل باحسن. فالشعر هو جسم الوردة واللحن والموسيقى عطرها وعبيرها ،وكان محمد جمعه مرتبط بشعراء منهم باحكم والبار وباعمر والمفلحي.
تأثير محمد جمعة بين معاصريه:
كان محمد متميزاً عن معاصريه وبدون منافس لرخامة صوته وبراعته ودراسته بالنوته الموسيقية وحسن أداءه.
ومنهم من تغنى بأغانيه أمثال محمد سالم بن شاكر وعوض علي بن هامل ومطروش وأبوبكرالتوي وغيرهم ، وقد تأثر به عدد من المطربين والمغنين أمثال بدوي الزبير ، وكرامه مرسال ، وعبد الرب ادريس ، وعبد الله محمد بلحيف ، وفرج سالم خميس ومحمد بن شامخ ، ومفتاح كندارة ، وبن بريك وغيرهم من الفنانين.
تأثيره على مستوى الساحل والوادي:
لما تحسنت الطرق بين الساحل والوادي كان يحلم بالوحدة الحضرمية بين الكثيري والقعيطي وتحققت واستطاع أن يطوع الدان ليغنيها بأصوات جميلة وربط الساحل بأغاني الوادي في أغنية حضرمية.
أما في الخارج كان للأسطوانات دور في شهرته وقد جاء تاجر كويتي وشجعه للذهاب إلى منباسا وإلى إندونيسيا كمطرب وراح إلى الحبشة في أحد رحلاته ، أما شهرته في الكويت فكانت عندما زارها عام1960م.
أنوع التأثير في الفن الغنائي ثلاثة هي:
1- العاطفي .
2-الموضوعي الاجتماعي.
3- السياسي والوطني.
أولاً العاطفي: حب الوطن غريزي فهو يثير الذكريات والأشجان عند المغتربين فلما يسمعونه يحنون إلى الوطن والأحباب والعودة إليهم.
ثانياً الموضوعي الاجتماعي: استطاع أن يطوع الشبواني والعدة والهبيش واستطاع أن يؤثر في الكثير.
ثالثاً السياسي و الوطني : في حرب بن عبدات عام 1948م تغنى بأغنية سياسية ، و تغنى للعروبة ولقائدها جمال عبد الناصر ولمصر وللجزائر في ثورتها وكان بدل أن يبدأ بمقطع موسيقي بدأ بـ ( ياجمال وياجزائر ) وقد حلم بالوحدة التي مات ولم يكتب له حضور الوحدة اليمنية المباركة ولم ير الاستقلال ، وغنى قصيدة ذكر فيها:
من حضرموت إلى عدن *** وطني إلى صنعاء اليمن
يظهر هنا سؤال: كيف استطاع محمد جمعه المزج بين الفن الحضرمي والهندي؟
..السبب هو لتأثر الناس بالأغاني الهندية التي غناها الفنان سلطان بن هرهرة .

و بعد هذه الإيضاحات التفصيلية عن حياة محمد جمعه خان انتقل الميكروفون إلى كلمة الأستاذ الموسيقار/ طارق باحشوان الذي تحدث عن التسجيل الغنائي للفنان/ محمد جمعة خان والذي تأثر به الفن الخليجي وخصوصاً الكويت وقد ركز على نماذج صوتية ومن هذه النماذج عزفه على آلة القنبوس ، وكان العزف شبيهاً بالعزف الصنعاني ، وهذا كان هو العزف المشهور في الأغنية القديمة ومن مميزات محمد جمعة خان أنه طوع الفولكلور الشعبي إلى الغناء الحضرمي ومنها الهبيش والقصائد الدينية ، وهو أول من قام بالبدء بمقطوعة موسيقية تختلف عن لحن الأغنية فصوت محمد جمعة رخم عذب مما جعله يشتهر هذه الشهرة بالإضافة إلى معرفته بالنوتة الموسيقية معرفة تامة ، وقد كان محمد جمعة بارعا جدا في العزف بالعود بمعنى الكلمة ، وكان يعزف على العود بطريقة الريشة المقلوبة والتي تعني أن الإيقاع فيه ضغط قوي وفيه ضغط ضعيف فالفنان محمد جمعة يعكس العملية بمهارة فائقة فهو يضغط الضعيف ويضعف القوي وقدم - المحاضر باحشوان - نموذجاً صوتياً على ذلك. كما أنه يجيد العزف على الساق أي عنق العود أي يضغط بالعود في ساق القنبوس وهذه تحتاج إلى دقة عالية من الفنان بالإضافة إلى قدرته على التنقل من مقام إلى مقام ومن جنس إلى جنس ( التحويل) ، أيضا قيامه بتطوير وتطويع الهبيش .
ولم يستفد أحد من فن محمد جمعة على حد علمي إلا شخص واحد وهو بدوي الزبير الذي اقتفى أثره في فن العود والذي أخذ هذا الفن عن الفنان/ عوض باسيف أحد أعضاء فرقة محمد جمعة خان وكان بدوي يمتلك أذناً مطلقة تستطيع أن تميز التون بدون الحاجة إلى آلة ثابتة (الأورق) وهو أحد المتأثرين جداً بمحمد جمعة ونكتفي بهذا القدر ولكي نترك المجال للأخ/ صالح الفردي .

ثم انتقل الميكروفون في محطته الأخيرة إلى الأستاذ/ حسين صالح الفردي الذي قال : لقد استمتع بكل ما سمعته من ريشة وهمسة وآهات صدرت منه وقد تعمقت أكثر عندما أكون في حالة للاختلاق الذاتي فأستمع إليه فأجد أن الرجل لديه الكثير من الطرق والأساليب التي نجدها اليوم وبالأمس أيضاً عند الكثيرين فبدأت بحس المتذوق , أتساءل لماذا في هذه المكانة وفي هذا الموضع أطلق ( آه ) ولما أيضاً في هذا الموضع وفي هذه النقطة وفي هذه الفقرة الموسيقية امتد في أداءه . فربما أيضاً من خلال حسي له بدأت أقترب منه ، واليوم أتحدث بصفة المتذوق بخواصٍ - هي ذوقيةٌ بالمقام الأول - وليست علمية ولكنها ربما من خواطر قيس الذي أُشير إليه فقد كان ذاكراً لمحمد جمعة خان الذي ترد عليه حين يخطئ .. ذكرت في أساليب الرجل أنه يستخدم بعض التقنيات الأدائية التي ربما اليوم لا تستخدم منها الآهات وألفاظ الترنم في كثير من آهاته وكذلك إدخال بعض الجمل الموسيقية إلى بعض المقاطع من خلال البيت الشعري الأول فقد يقطعه إلى أكثر من جملة لحمية يدخل فيها اللازمة الموسيقية أو الآه أو هذه الألفاظ الترنمية وهذا نعلمه أنه موجود في تراث الشعوب الأخرى خاصة في العراق والشام وتركيا فنجد أن هذا الفنان استخدم هاتين الميزتين من خلال غنائه للبيت الشعري وليس عندما ينطلق بالآهة أو بموقف ثم يبدأ بالغناء هو يستخدم هذه التقنية في نظم البيت الشعري غناء فبدأت أفرع لما في هذا المكان مع أن البيت الشعري ليس فيه هذه الآهات وليس فيه ألفاظ الترنم وهل هو هنا يعبث أم يوظف هذه الأساليب والتقنيات لحاجة ما أن يوصلها إلى مستمعيه فيزيدها تشوقاً وإثارة وبالتالي يسلب ألبابهم فيصبحون متيمين له. وما إذا كان لمحمد جمعة تأثير كبير في متذوقيه.
ثم استعرض المحاضر نموذجا يعطي هذه الميزة عند هذا الرجل في أغنية الباحسن ( عبدالله بن محمد باحسن ) :-

يشوقني برق من الحي ناسر ** لعل فيه حي الربا والمرابع

هكذا هو جاء البيت ، إلا أن محمد جمعة خان أدخل كلمة ( آه ) بالرغم أنها غير موجودة في البيت الشعري وكذلك عندما يبدأ ويقول يشوفني برق من ثم يأتي بمقطع موسيقي ثم يأتي بعدها آه هكذا يسقطها وهي ليست من الشعر وإنما من عند ذاته .
تم يأتي في الشطر الآخر كاملاً جملة موسيقية حتى يدخل في كوكيه الموسيقى التي تتكرر في كل المقاطع الغنائية فلماذا تأتي هنا الأزمة الموسيقية ومن ثم بعدها آه وقد حل ذلك الإتقان عند ذلك الفنان هو الدكتور/ سعيد الجريري حيث قال إن الباحث عندما اختار القافية العينية المضمونة كان يشير إلى هذا التوجع الجاثم على صدره فهي تنتج هذا التوجع المستمر وهي نغمة صحيحة في الحالة التي كان عليها باحسن حاله توجع وتذكر أياما قد مضت وكانت بديعة له ، هنا عندما جاء محمد جمعة خان لم يأتي بلحن هو شطر ثم شطر إنما قطع هذا البيت الشعري مثل ما تتقطع حواس ذلك الشاعر الذي أنتج النص الغنائي فهو يترجم مشاعر الشاعر ويعيد إنتاجها لناً لحنا وأداءً ويمشي محمد جمعة خان على هذا النظم الغنائي في كل المقاطع الغنائية فعندما يصل إلى منعطف هام جداً في الحالة الشعورية عند الشاعر فالرجل كان مترجماً لحواس ومشاعر الشعراء ولا يتغنى بوصف غنائي إلا عندما يتقمص حالة الشاعر ، وفي نص شعري آخر :
بواد النقا بين العقيق وحامل ** منازل تحميها الرجال المصارع
إذا هنا النقا في هذه الأرض بدأت تجعله في حالة أخرى لابد أن تتحقق من هذه الأوجاع ومن هذه الهموم فلابد من أفراد في الحالة . فعندما سمع هذا الشعر إننا في حالة الارتقاء والارتياح النفسي والسكينة فالشاعر عندما وصل إلى هذه الحالة وهب نفسه لله تعالى وهو الذي سوف يلطف به ويكشف عنه الهم والغم . فكان لابد من لازمة موسيقية تنتقل بنا من حالة إلى حالة أخرى هي وضع الهموم والأحزان وهبةَ نفسه لله تعالى فلابد هنا من الحالة أن تتغير في الذات الشعرية والإنسانية أن تسموا إلى درجة من الخفة وتحاول الاقتراب والوصول إلى الله سبحانه وتعالى لعل الله أن يرحمه ويتلطف عليه . فميزة محمد جمعة خان أنه يتفاعل مع النص الشعري بحيث يجعله يتناسق مع المقطع الموسيقي ويجعل المستمع يتفاعل معه.
ومن هذا نجد أن الفنان محمد جمعة خان أتى بشيء لم يأت به من قبل في مجال الفن والغناء وهو الذي غرس البذرة..

بعد هذا الطرح الممتع بدأت المداخلات التي أثرت المحاضرة وزادت من جمالها الفني حيث طرحت بعض التوصيات والتعليقات على ما يجب تجاه مثل هؤلاء الفنانين الذين لم يكرموا حق التكريم الذي يستحقونه ومن هذه التوصيات : إقامة متحف للفنان محمد جمعة ، تجمع كافة مقتنيات الفنان وما هو متعلق بفنه صوتياً أو كتابياً أو آلات العزف ، إقامة برنامج وثائقي ، أرشفة صوتيات الفنان إلكترونياً للمحافظة على جودتها وغيرها من التوصيات .

حضر المحاضرة الأستاذ/ حسين محمد بازياد - مدير إذاعة المكلا ، والدكتور/ سعيد سالم الجريري - رئيس إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين ، والأستاذ/ سالم الشاحت - رئيس نقابة الصحفيين ، والأستاذ/ أنور الحوثري - سكرتارية الفنانين في حضرموت ، والأخ/ صلاح مبارك بوعابس - رئيس مجلة المسيلة ، والفنان/ مفتاح سبيت كندارة ، والفنان/ سعيد بالرويشد وجمع غفير من الأدباء والفنانين المهتمين الذين تفاعلوا مع هذه المحاضرة القيمة .



    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة