تحقيقات إدام القوت ... مثار نقاش في إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين
   
المكلا/موقع المحافظة/عمر بن شهاب-قصي باحميد - 10/12/2005

عقدت مساء يوم الأربعاء السابع من ديسمبر 2005م بالمكلا في قاعة اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين فرع حضرموت – الساحل استضافة للشيخ / علي سالم بكيّر بعنوان استدراكات على طبعة دار المنهاج لـ " إدام القوت " للعلامة السيد/ عبدالرحمن بن عبيداللاه السقاف .
حيث تناولت استدراكات لعدة جوانب على كتاب: " إدام القوت في ذكر بلدان معجم جغرافي تاريخي أدبي اجتماعي طبعة محققة مهذبة متممة ومفهرسة " للباحث المحقق / محمد أبوبكر باذيب ، وكان من أهمها :

تعليقات تاريخية:
- ما ذكره المحقق باذيب عن الصحابي عباد بن بشر بن وقش الأنصاري أنه دفن في كهف في قرية اللسك بضواحي تريم, والمشهور في كتب التاريخ مثل كتاب أسد الغابة في معرفة الصحابة لابن الأثير والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني أنه من شهداء اليمامة حيث دفن فيها ، لكن المحقق اعتمد على كتاب البرد النعيم الذي يعتمد عليه في الوفيات ولم يرجع إلى كتب التاريخ المشهورة المعتمدة .
ذكر المحقق أن مدرسة الكاف هي خاصة بآل الكاف ولكن تخرج منها كثير من غير آل الكاف منهم: عوض سليمان ، ويسلم علي بابطاط ، وذكر أن السيد/ عمر علوي الكاف والسيد/ محمد بن سالم بن حفيظ كانا مشرفين على هذه المدرسة لكن السيد/ محمد بن حفيظ لم يكن إلا مدرسا بمدرسة آل الكاف الأخيرة.
ذكر المحقق أن القاضي/ مبارك عمير توفي بعد أن ترك القضاء بسيئون ولكن القاضي توفي وهو ما يزال متولي القضاء فيها .
ذكر المحقق أن السيد/ أحمد عبدالله خرد أدرك السيد/ عيدروس بن عمر الحبشي إلا أن السيد/ عيدروس الحبشي مات في الغرفة و عبدالله خرد كان عمره 11 سنه وهو موجود في دوعن.
ذكر المحقق أن السيد / عبدالله بن أحمد بن يحيى مات عن عمر ناهز التسعين لكن بحسب ما ذكر من تاريخ مولده وتاريخ وفاته أن عمره ثمانين سنه فقط . ذكر المحقق أن جامع تريم وسع توسعة كبيرة عام 1392هـ والواقع غير ذلك إذ أنه أختصر منه رواقين من مؤخرة المسجد وأن هذا الحدث شهده المحاضر/ علي سالم بكير وعاصره .

ومن الاستدراكات على المحقق هو أخذه من مراجع ليس لها الصبغة العلمية فضلا عن القيمة التاريخية مثل كتاب: بغية من تمنى في أخبار تريم الغناء ، وكتاب إتحاف المستفيد ، وكتاب بذل المجهود التي أتت بعد ابن عبيداللاه السقاف واستدلاله بأقوال المستشرقين و تكرار ما قاله المصنف بالنص في مواضع مختلفة من الكتاب مما أثقل كاهل الكتاب من دون فائدة .

الاستدراكات اللغوية:
بذل المحقق جهداً كبيراً في تعريف بعض الكلمات المعروفة مثل: المبخرة وطائر العقاب.
و قد ذكر بن عبيداللاه منطقة الجِرَب فعلق على ذلك المحقق بأن: ضبط الجِرَب هكذا غريب بعرف أهل حضرموت والجَرْب عندهم معروف ولكن منطقة الجِرَب معروفة لأهالي تريم وضواحيها.
كذلك ذكر منطقة الغويظة باسم الغويطة مستدلاً بما ذكره القاضي/ المشهور و لكن منطقة الغويظة هي معروفة عند أهالي تريم بهذا الاسم.
ذكر المصنف بن عبيداللاه حصن دكين وهو ثغر دمون المعروف وتحدث عنه لكن المحقق راح يعلق على بئر الدّكين القريبة من بئر السوم قريب من مسجد بروم المعروف إلى اليوم.
تكلم المصنف بن عبيداللاه عن منطقة قضة في سبع صفحات ، لكن المحقق لم يكتف بها فراح يسهب عن قضة وعن أهاليها آل خرد وآل العطاس و آل العمودي ويعدد الأشخاص بتفصيل غير مطلوب على نقيض أفكار بن عبيداللاه .
تعليق على بعض القبائل: ذكر المحقق أن آل باعثمان هم فرع من آل العمودي والواقع أن آل باعثمان هم قبيلة مستقلة وكذلك آل بريّك الموجودين بتريم وآل بريْك الموجودين في الشحر هما قبيلتان مختلفتان ليس كما ذكر المحقق.

تعليقات عقائدية:
ذكر المحقق أن المتردد على ألسنة العامة اليوم في كثير من بلدان حضرموت عندما يضعون اللبان على المباخر تكرارهم قولة: " يا لبان يا كوكبان اطرد إبليس الشيطان " لكن هذه العبارة لم تعد تكرر منذ زمن وإنما يكرر اليوم عبارة أخرى هي: بسم الله الرحمن أخزي إبليس الشيطان.
واكتفى المحاضر بهذه التعليقات المذكورة من المائة وعشرين تعليق وأن التعليق على مثل هذه الكتب يحتاج إلى قارئ حاذق ، إذ التاريخ لابد فيه من التثبت والقراءة من المصادر المعتمدة والأصلية.

حضر الاستضافة الأستاذ/ صالح باعامر - مدير عام وزارة الثقافة والسياحة ، والأستاذ/ عبدالقادر علي باعيسى نائب مدير إتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بساحل حضرموت ، وجمع غفير من الدكاترة والمثقفين والمهتمين الذين أثروا الاستضافة بالتعليقات والمناقشات حول هذا الموضوع.

    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة