ماضون علي طريق الحبيب الجفري من اجل القدس
   
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين - الثلاثاء 17 ابريل 2012
321387465454.jpg
بقلم : سري القدوة
كانت قضية القدس وستبقي المحور الاساسي للقضية الفلسطينية وهي تشكل الحضارة والتاريخ لشعب فلسطين الذي يعاني من جراء الاحتلال ويضطهد يوميا عبر السنين وان الشعب الفلسطيني الصامد المرابط في ارضه رغم القمع والقتل والتنكيل الإسرائيلي وحملات الإبادة الجماعية المنظمة التي تمارسها عصابات الاحتلال كل يوم بحق أبناء الشعب الفلسطيني في القدس المحتلة الا أن صمود اهلنا وشعبنا في القدس يزداد اصرارا وتمسكا بحقوقهم ..
القدس هي مدينة مقدسة للديانات السماوية ، لكن إسرائيل تستحوذ عليها وتظهرها ( عاصمة اليهود في العالم ) وهنا لا بد من التوضيح بان من يزورها من العرب يعزز انتماءها العربي ويعزز قدسيتها بالنسبة للمسلمين وللمسيحيين في العالم ويساهم في منع احتكارها السياسي والديني لإسرائيل.
اننا نتطلع الي أن يساند العرب ، والمسلمون والمسيحيون في العالم ، شعبنا في القدس بحضورهم بعشرات ومئات الألوف إلى الأماكن المقدسة فيها وحوانيتها وفنادقها ، وعدم السماح بأن يقتصر زوارها على السياح اليهود ، الذين يمولون عمليات تهويدها .. نحن ندعو أصحاب الفتاوى إلى دراسة الوضع بعمقه الاستراتيجي والخروج بموقف أكثر مسؤولية تجاه القدس و إن عدم زيارة القدس يعني تركها فريسة للاحتلال الإسرائيلي لنهش جسدها ويقتلها ويعمل على تهويدها .
لقد عبر الرئيس محمود عباس عن آماله في تدويل قضية القدس من خلال دعوته الي زيارتها أثناء المؤتمر الدولي للدفاع عن القدس الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة في 26 فبراير الماضي، حيث دعا القادة العرب إلى زيارة القدس، قائلا " زيارة القدس لا يمكن أن تكون تطبيعا مع الاحتلال الإسرائيلي بل هي حالة من التواصل مع القدس وأهلها، وأن زيارة السجين ليست اعترافاً بالسجان أو تطبيعا معه"..
لقد لاقت هذه الدعوة ترحيب واسع من قبل علماء المسلمين وعلي رأسهم الشيخ القدير ابن اليمن الداعية الاسلامي الكبير الحبيب علي الجفري وإننا نعبر عن تقديرنا العميق لموقفه الشجاع والواضح والمساند للشعب الفلسطيني ولأهلنا في مدينة القدس ، الذي أكد بزيارته للقدس وصلاته في الأقصى ، أن هذه المدينة كانت وستبقى عربية إسلامية ومسيحية ، رغم كل ممارسات سلطات الاحتلال ولن يقبل أي شريف بسياسة الأمر الواقع الإسرائيلية.
فتحية إلى الجفري ، تحية الي هؤلاء الذين يتصدون للاحتلال وإلى كل المسلمين والعرب الذين يعملون بصمت من اجل نصره القدس ، والذين يفندون مزاعم دعاة تحريم زيارة القدس لأنها تحت الاحتلال ، حيث باتت هذه الشعارات مجرد خطب ناريه لا تلبي حاجة الأمة ولا الشعب الفلسطيني الذي يخوض معركة تقرير مصيره ومعركة تحرير القدس وإقامة الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها .. فكأنهم عن وعي أو غير وعي يسلّمون بما هي عليه القدس اليوم، في حين أن الداعية الجفري يثبت بزيارته أن القدس عربية إسلامية كانت وستبقي عبر التاريخ  ، وأنها كانت وستبقى عاصمة فلسطين وقلبها النابض.
نحن معك يا شيخنا الجفري .. معك لفضح الاحتلال .. معك من اجل القدس .. معك لتدويل (الصراع الاسلامي - الصهيوني) .. معك من اجل الأقصى .. معك حتى حشد الطاقات والإمكانيات من مختلف انحاء العالم العربي والإسلامي خاصة من اجل تبني قضايا القدس والإطلاع عليها لتشكل الأساس في المواجهة ..
بات من المهم اليوم أن تكون القدس قضية دولية وتدويل الصراع بمختلف جوانبه والتصدي للاحتلال ضمن عمل المؤسسة والموقف الشمولي القادر على تحقيق التوازن الاستراتيجي من اجل خوض معركة تحرير القدس وحمايتها ..
أي جرم ارتكبه هذا الداعية حين شد الرحال إلى المسجد الأقصى ؟؟!!
إننا نتطلع الي أن يصل القدس خمسة ملاين مسلم من مختلف أنحاء العالم وان من شان هذه الخطوة اطلاع العالم علي مدى العنجهية الإسرائيلية وطبيعة الظروف التي يعشها الشعب الفلسطيني في القدس تعزيزا لنضال الشعب الفلسطيني وصموده وتأكيدا على أن القدس هي القضية الأساسية للامه العربية والإسلامية ..
اننا نتطلع  الي التواصل مع القدس وليس تحريم زيارتها، فلا يوجد هناك نصوص في القرآن أو السنة، ولم يحصل في التاريخ أن مفتيا أو قاضيا أو رجل دين، حرم زيارة القدس، فكيف نحرمها؟! وقعت تحت احتلالات كثيرة ولم يأت شخص يقول حرام عليكم أن تزوروا القدس ( الرئيس محمود عباس) .
ومما لا شك فيه بان زيارة  القدس تأتي في اطار دعم صمود الشعب الفلسطيني للتصدي للاحتلال الذي يقتلع الشجر والإنسان ويسرق الارض بل يعمل علي تهويد المدينة المقدسة وطمس معالمها الإسلامية ..
القدس فتحها عمر بن الخطاب وحررها صلاح الدين ولها اليوم ابن اليمن الشيخ الجليل الجفري وأمثاله الذين يشكلون القاعدة الأساسية لمواجهة الاحتلال وتشكيل جبهة مقاومة عالمية لحماية القدس والدفاع عنها وتحريرها بدلا من اختصار الامر على الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ..
إن النظرة الضيقة لمن يقف في ضد الزيارات ويصفها بالتطبيع والعمالة باتت غير مقنعة وتلك الفتاوى غير جديرة وتتنافي مع الواقع والتاريخ ويجب أن ننطلق للعمل من اجل القدس بشكل إسلامي شمولي ونهضوي متكامل والوقوف علي جرائم الاحتلال ..
إن دعم القدس لا يكون بالشعارات التي سئمنا منها على مدار السنوات الماضية وحقبة الاحتلال الاسرائيلي بل يكون من خلال التصدي للاحتلال وفضح ممارسات الاحتلال وتوسيع دائرة الاشتباك اليومي وان يتحمل المسلمون جميعا المسؤولية على قاعدة أن الشعب الفلسطيني يمثل رأس الحربة المقاومة وان الأمة الإسلامية والعربية والأحرار في العالم يمثلون جسم الحربة فحان الوقت لان نشد الرحال والترحال إلى الأقصى وان نقيم وننظم القوافل الدولية للقدس وان يتظاهر المسلمون كل صلاة داخل المسجد الأقصى من اجل حرية القدس .. وهنا نقول لا بد بل من الضروري العمل معا لدعم الخطة الإستراتيجية لتنمية القطاعات الحيوية في القدس وتوفير الأموال وإقامة المؤسسات الاقتصادية والإعلامية والاجتماعية والثقافية بداخل القدس والعمل على فضح الاحتلال وجرائمه التي ترتكب بشكل يومي بحق الشعب الفلسطيني بالقدس .
إن من شان ذلك تعزيز صمود القدس والشعب الفلسطيني في القدس والإعداد للانتفاضة الشاملة انتفاضة القدس الدولية في باحات المسجد الاقصى لتحرير القدس ..



    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة