شهر الربيع وميلا د الشفيع
   
تريم / موقع محافظة حضرموت / عبد الكريم بن عمر الخطيب - 2011/2/13
1120110129004.jpg
الربيع كلمة شاملة ، حق لها أن تسمى عامرة، لأن الكل ينهل منها ، فالزمان ،والفكر، والصفو  والمزاج ، مدين لها ، وكأنها نسمة هواء لطيفة تسعد المستنشقين
ورغم أن الكل يقتسم السعادة منها بشوكة الميزان ، إلا إن الشهر الثالث من كل سنة هجريه  خص منها  بالمزيد، والسديد ،والسعيد ،بل تتوجها برونق خاص ، يلتذ بذكره القلم والقرطاس ، فضلا عن الإنسان الذي شرفه الله بالحواس كل ذلك جاء بترتيب الهي بديع فتربع شهر ربيع الأول على الشهور تاجا ، وسطع على الكرة الأرضية منهاجا ، خصه الله تعالى بخصائص جلية ، إذا وقفت على معانيها نظرت المزية ، وقبل الخوض  عن ذروتها العظمى، نستطيع القول وبإجازة التعبير، أن ترتيب هذا الشهر بالثالث فريد ،  فالرقم الثالث نعده  فردي أي (وتري ) وللوتر فضائل جمة لا أريد الإسهاب معها .
 ثم إن الرقم الثالث نديما للوسطية ، والعدالة ، والإنصاف
أما إذا تحدثنا عن ذروته العظمى ، وسطو عه الذهبي ، وفضله الأزلي ،فهو الخصوصية ببروز خير البرية ا لسراج  المحمدي ، فقد ظهر النور المبين ، بميلاد سيد المرسلين ، سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر
حفاوة بالغه تتحفنا كل عام ، فما نصيبنا منها ؟؟؟؟ نعلم أن الكل لاهج با(لعيد السعيد ) كلمتان نرددهما لبعضنا البعض إذا حل علينا هذا الشهر المبارك ، وظهر هلاله في السماء ، فهل تسألنا  عن سر هذه الكلمات وسر هذا الشهر وكرمه لنا ؟؟؟؟؟
لقد أكرمنا المولى بهذا الشهر ، فالكرم الأول أن الله منحنا إياه إذ خصنا به
 والثاني أنه ولد فيه سيدنا ومرشدنا محمد صلى الله عليه وسلم  وهو الرحمة المهداة
والثالث زيادة إستمطار رحمة المولى في شهر خصه بميلاد اشرف رسول ، وزيادة استمطار للرحمة لمن يصلى على الرسول ، لا أقول بمقياس البشر، بل بقياس العلي الأكبر، الرصيد واحد والفائدة عشرا ، حيث يقول الرسول من صلى علي مرة صلى الله  عليه بها عشرا، ومهما تعددت صور الكرم فلن تفي بالنعم
شهر ربيع الأول ، شهر يجول بصداه  عالما من الرؤى العجيبة ،لم تترجمها الكتاب بعد ،وهذا الشهر لم يأخذ نصيبه من الدراسة والبحث ، ولم أدري لماذا !!!! هل لأنه غوص عميق مهيب  في بحر صعب الوصول إلى قيعانه ، أم أننا إكتفينا فيه بنزر من الصلاة عليه يوم ولادته ، أم يكفينا عيش الأمل والسرور عند ذكراه ومقاماته ؟؟؟؟؟؟
هو لاشك شهر الشفيع ، صاحب القدر الرفيع ،ولكنه في أصله حقوق، يشعر بها كل صدوق  واجبة على كل مسلم ربيعها هذا الشهر ،ومتوجهة إلى من برز فيه ، لا أريد بسطها فهي درجات ، لكل منها مقامات ، وحسبي أن اضع نقاط تدل على العناوين ، وبرونق يبهج العاشقين المحبين ، ومن هذه النقاط : المحبة ، الإتباع ، الأخذ ، النهي ، الشكر ،ووو
أخي القارئ ماذا تحمله قريحتك تجاه هذا الشهر ؟؟؟ وبروز البدر ؟؟؟
كل ما تجيش به صدورنا قطرة من بحر لا ينضب ولا ساحل له عن هذا الشهر الذي نحتفل به وبميلاد الرسول ونهجه  فلنحي في كل ربع سيرته، ونغرس في اجيالنا سريرته .      


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة