لعبة الأطفال " دحيش الحنبص من ينبص "
   
ليلى غانم / باحثة الهيئة العامة للآثار والمتاحف / حضرموت - 1/1/2011
daheeesh.jpeg
معنى دحيش الحنبص من ينبص -  دحيش أي " زجر " , الجنبص " يطلق على الأطفال الصغار في اللعبة " بما معناه اللي ينزل من هذه اللعبة هو خسران " , ينبص .. يخسر .
يمارسها الأطفال في مدخل المنزل " السدة " أو أحواش المنازل وتلعب أيضاً داخل البيت في " الماء " وهو الممر الذي يؤدي الى غرف البيت من  
الداخل ...
يلعبها الصبايا والصبيان الصغار معاً من سن الخامسة والسابعة ...
•    وصفها :
تلعب لعبة دحيش الحنبص من ينبص على طريقتين طريقة يلعبها الأطفال وهم واقفين مستندين بالجدار ليكون سنداً لهم من السقوط في عملية الدحيش هذه , وطريقة آخرى وهم جالسين مستندين أيضا بجدار الغرفة أو الحوش .
في كلا الطريقتين يكون عدد الأطفال ثمانية أو ستة يقفون مستندين للجدار وكل واحد يدحش الآخر "أي يحاول كل واحد الالتصاق بالآخر ويزجره بالآخر الى نهاية الصف من اليمين الى اليسار ومن اليسار الى اليمين تتم عملية الزجر بحيث يحافظ الأطفال على تماسكهم من السقوط بل تظل أجسادهم تتمايل وتتأرجح ذات اليمين وذات اليسار في هزات عجيبة تنافسية يشوبها القل من أن يخسر كل طفل اللعبة بوقوعه على الارض وينبص من بين المجموعة فيحاول كل طفل قدر استطاعته إمساك نفسه والحفاظ على توازنه إزاء زجرات أقرانه له كي لا يقع تحت أرجل المتسابقين ويخسر هذا السباق أمام جموع المتفرجين والمشجعين من الأطفال الذين يشاهدون هذه اللعبة ليكونوا الحكم على الخاسر فيها تحت هتافات وزغاريد الأطفال المتفرجة والتشجيعية لأقرانهم ..
لحظتها تتعالى الأصوات والهتافات للمشاركين في اللعبة بأعلى ما لديهم من أصوات وهم مرددين في فرح :
" دحيش الحنبص من ينبص "
وهكذا تستمر اللعبة في جو مشحون وتوتر طفولي جميل , إنها لعبه تنافسية رياضية لعملية التوازن الجسماني للأطفال ...
وهي تشبه لعبة شد الحبل لكنها هنا بدون حبل وإنما تعتمد على التوازن وتحكم الطفل في جسمه .
وفي الوقت الحاضر أدخلت هذه اللعبة للمدارس في حصص البدنية للأطفال ويلعبها الطلبة في الصفوف الصغرى الأول والثاني من التعليم الأساسي مع طلبة آخرين من مدرسة أخرى وتدخل كمسابقة تحضيرية وتنشيطية يكون التنافس على أشده وهم يغنون ويرددون الأناشيد المعبرة ومنها " دحيش الحنبص من ينبص " , وهكذا تستمر اللعبة الى أن يتساقط جميع الأطفال ويخسرون المتبقي هو الفائز , لعبة شيقة ومفيدة .
•    هدفها :
كيفية تحمل الطفل لهذه المشاكسة وهي رياضية تنافسية تعلم الطفل كيفية الحفاظ على توازنه كي لا يسقط وتعميق فيه الروح الرياضية ومقاومة الانهزام والأمل في التغلب على الصعاب في مشوار الحياة .

    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة