بــــع الـــتـــــيــــــس
   
المكلا / موقع محافظة حضرموت / ليلى غانم - الأربعاء 29/12/2010
gee.JPG
أي (( بيع التيس )) والتيس هو (( ذكر المعزة ))
وهي لعبة جميلة جداً يؤديها الأطفال من كلا الجنسين بنات وأولاد وفي أي وقت من الأوقات بالنهار ولحظة تواجد الأطفال أمام منازلهم ..
 والأطفال الذين يلعبون هذه اللعبة لاتزيد أعمارهم عن ست سنوات الى ثمان سنوات
في هذه اللعبة تجد الأخذ والعطاء والكر والفر في البيع والشراء وحوارية جميلة تدور في اللعبة يؤديها الأطفال بكل خفة ورشاقة أنها لعبة بيع التيس ..فيها الدفاع عن الحق خوفاً أن يأخذ منه أو عليه أو يبيعه بقيمة أقل من قيمته الحقيقية غصباً عنه .
تعالوا معاً لنرى ماذا يجري في هذه اللعبة الشيقة من إحداث درامية وحوارات تعمق الشعور بالاحتفاظ بالحق مهما كلفه من تعب وتضحية ..
•    تبدأ اللعبة بعدد من الصبايا والصبيان في خط طولي ويقف إمامهم أكبرهم سناً الذي يترأسهم ويكون حامياً لهم من أي تدخل .
نراهم يتهادون ويمشون الهوين في فرح ويرددون الغناء ويؤدون الرقص , مرددين كلمات جميلة وهم يمثلون قطيع صغير من الغنم , وأكبرهم الحارس فيردد الحارس وهو بمثابة الرئيس لهم فيقول :
ذيب .. ذيب الغنم
فاطمة الراعية شربت اللبن
فيتصايحون ويتقافزون خلفه مرددين بصوت طفولي ماقال رئيسهم مع التفوه بكلمة :
((أمباع .. أمباع .. أمباع )) وهو صوت الغنم .
ويكررون هذا وهكذا يشتد ويحمي اللعب بينهم امام منازلهم وغالباً هذه اللعبة تحلى في الارياف وسط المزارعوالاشجار .
وعلى حيث غرة يتقدم احدهم ويوقم بدور رجل غريب الذي يأتي للتو فيتقدم الى قطيع الغنم لياخذ منها مستخدماً قوته مخترقاً الجميع ويحاول اخذ بعض الاغنام , حينئذ يواجهه الحارس وهو طبعاً أحد الاطفال في اللعبه مدافعاً عن حق الجميع ةالذي بدوره ينجح في صد الغازي .
لكن المعتدي يأتي بحيلة وهي محاولة المبايعة لهذه الاغنام فيرفض الحارس هذه المساومة ( شراء الغنم ) فيدخل في مبارزة بحنق واصرار في البيع ولاشراء فيردد الغازي :
-    بع التيس ..
فيقول له الحارس مع الاطفال
-    والله مانبيعه .. وهكذا يكرر هذه الجملة
-    بع التيس ..
فيتكرر الرفض مرات ومرات وبإصرار .. وتتقافز الصبايا هرباً ليختفن بعيداً عن هجوم هذا الغازي وبعد حرب مع حارس الغنم والغازي يشتد وطيسه تهرب كل الأغنام الا حمل صغير (( عرسه صغيره  )) لم تستطيع الهرب فيفرح هذا الغازي ولسان حاله يردد بفرح آه لو نلتها هي وأمها سيكون مكسب كبير :
عاد العريسة وأمها
ويابخت من لي بيشلها ..
 ويقترب أكثر وأكثر ويهجم عليها لكن تهرب العريسة مع أمها ويعود خاسراً فاشلاً في تحقيق ما أرداه من السطو على حق الغير وأخذ عنوة , لحظتها يظهر الاطفال من مخبأهم ويتصايحون بأصواتهم الجميلة فرحين بهذا الأنتصار ..
 فيعود الغازي إدراجه خائباً ويظل الأطفال ينظرون إليه في فرح وهم يرددون :
ذيب .. ذيب الغنم
فاطمة الراعية شربت اللبن
أمباع .. أمباع .. أمباع .
وهكذا يستمرون في ترديد هذه الاهزوجية الجميله لحين وصولهم منازلهم .
هدف اللعبة :
عدم التهاون في الحق والحفاظ على الأملاك الخاصية للفرد وعدم التفريط فيها وعدم التنازل عنه اذا تعمق للأطفال الحفاظ على أشياءهم وكل مايخصهم وحمايته من السرقة أو أخذه بالقوة .


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة