لقد كان بحق وحقيقة رجلاً بمعنى الرجولة والشهامة والعزة والتضحية .. كان المبادر الأول في الميدان , والمواطن والمسئول المثقف  , والقائد والإعلامي والناشط الطوعي , والدافع للجميع نحو التعليم , والخادم لوطنه وأمته بمختلف المشاريع الخيرية والوطنية، عرفه الصغير والكبير .. كان يحمل همّ الوطن وشبابه بين ثنايا قلبه , وكان كثير التفكير في كيفية النهوض بهم للارتقاء نحو مستقبل مشرق .
 يصعب عليّ التدوين في ذكرى استشهاده الأولى , دموع الحزن لم تفارقنا على مدار العام كاملاً  ,  فقدنا رجلا وبطلا وإنسانا كان له التأثير في حياتنا  , عاش بالقرب من الناس فأحبهم فأحبوه. اليوم ذكرى الفاجعة التي دوت في أصقاع اليمن وهزت قلوب الملايين في داخل الوطن وخارجه, ودمعت فيها عيون المحبين لهذا الإنسان المتواضع الذي اغتالته يد الغدر والخيانة هو ورفاقه أثناء قيامهم بالواجب الوطني.
ظهيرة يوم الثلاثاء الثالث من نوفمبر من عام 2009م كان يوماً أسودا في حق كل من عرفه وتعامل معه .. لم يصدق الجميع ما سمعوه وما رأته الأعين من مشاهد تقشعر منها الأبدان , كيف لنفوس دفعتها أن تعمل مثل هذا الإجرام  ,  في رجل ورجال أحبهم الوطن وأبنائه، مر عام كامل ولم ننساه  ,  نراه كل يوم في حياتنا حين نرى رجل الأمن والمرور  , وطالب المدرسة  , وشباب التطوع  , ودور العلم والمعرفة .. ذكراه حفرت في قلوبنا.
اليوم هي الذكرى الأولى لاستشهاد البطل الشهيد/علي سالم العامري مدير عام أمن حضرموت الوادي والصحراء ورفاقه الأبطال احمد ابوبكر باوزير وصالح سالم بن كوير النهدي وزكي عرفان حبيش و رامي علي حسين الكثيري-رحمهم الله رحمة الأبرار- هنيئا لهؤلاء الشهادة العظيمة وهنيئا لهم الجنان الخالدة وهنيئا لهم الدعوات الطيبة وهنيئا لهم ذلك الحشد الهائل العظيم يوم تشييع جنائزهم , وهنيئا لهم ذلك الذكر الطيب في قلوبنا جميعا ونحن لم ننساهم .