ثقافة أل الشمسية
   
موقع محافظة حضرموت/جمعان دويل بن سعيد - الجمعة 15/10/2010
DSC03110.jpg

 بقلم /  جمعان دويل بن سعيد

الثقافة في اللغة العربية أساسا هي الحذق والتمكن ، وثقف الرمح أي قومّه وسواه، ويستعار بها للبشر فيكون الشخص مهذباً ومتعلماً ومتمكناَ من العلوم والفنون والآداب، فالثقافة هي إدراك الفرد والمجتمع للعلوم و المعرفة في شتى مجالات الحياة؛ فكلما زاد نشاط الفرد و مطالعته و اكتسابه الخبرة في الحياة زاد معدل الوعي الثقافي لديه، وأصبح عنصراً بناء في المجتمع والثقافة بالمعنى الخاص هي تنمية بعض الملكات العقلية أو تسوية بعض الوظائف البدنية، ومنها تثقيف العقل وتثقيف البدن، ومنها الثقافة الرياضية والثقافة الأدبية والفلسفية.

ونحن في موضوعنا هذا نتحدث عن الثقافة الرياضية في وقتنا الراهن والتي أصبحت مثل ( أل الشمسية ) التي تكتب ولا تنطق وفي غيابها وعدم التعامل معها أرى من وجهة نظري ما آلت إليه رياضتنا في الوقت الراهن من تراجع مخيف في المستوى وهذا من منطلق عدم الولاء والإحساس بمسئولية الرياضي تجاه ناديه وأصبحت المادة هي المسيطرة على ثقافة العصر ناهيك عن الطاقم الإداري هو الاخر الذي لايفقه أبجديات ثقافة التعامل حول إدارة دفة النادي وأصبحت أنديتنا رياضية فقط دون معرفة ما يحمله النادي من شعار وما أسس من اجله وهو ثقافي رياضي اجتماعي وبرغم مشاهدة هذا الشعار يوميا سوى في لوحة النادي التي تقع في واجهة منشئات النادي او في اوراق المراسلات اليومية لكن لايتعامل معه.

قد يخالفني البعض حول هذا الراي من حيث اختلاف الزمن واختلاف العقلية التي تدار بها رياضتنا من حيث ثقافتها واهتمامها بهذا الجانب التي رأت القيادات السابقة ان الجانب الثقافي هو الاساس في تكوين الشخصية الرياضية الناضجة والمتسلحة بفكر قانون الرياضة في جميع الالعاب المختلفة واشراكها في جوانب الابداع الثقافي سواء عبر المجلات الحائطية والمسابقات الثقافية والمحاضرات التوعوية وجعلها ضمن برنامج التدريب الرياضي بالإضافة إلى خلق الأجواء المساعدة لهذا الجانب من خلال فتح المكتبات واعطاء جوائز عينية اومادية ناهيك عن وجود عامل جذب سواء للاعبين او أعضاء النادي او المشجعين والمناصرين داخل حرم النادي في توفير ما يحتاجونه في تغطية أوقات الفراغ من مختلف الألعاب التي يمارسها ويعشقها الجميع على سبيل المثال ( لعبة الريشة ، الدمنة ، الكيرم ، لعب الورق ، وعدد اخر من الألعاب ) عرض بعض المباريات القديمة والافلام الوثائقية والتاريخية وغيرها اضف الى ذلك الملصقات التوعوية والإرشادية.

حقيقة ان غياب الثقافة الرياضية في وقتنا الحاضر يعود لعدة اسباب وكان اولها هو عدم اهتمام وزارة الشباب و الرياضة بهذا الجانب ولم توليه أي اهتمام وخاصة السنوات الاخيرة وما يحدث في ملاعبنا وما نشاهده وما نسمعه من شغب وتعصب وانفلات الاعصاب الا دليل قاطع على غياب الثقافة الرياضية .

ان موضوعي هذا يهدف في الاساس الى انتشال الوضع الرياضي الراهن من زاوية اغفلها الجميع من وجهة نظري، و الدعوة إلى غرس القيم التي تهدف الى المحبة والاخلاص والتفاني في مختلف المراحل التي يمر بها النادي من فوز وخسارة، وعلينا أولا أن نبدأ بأنفسنا –نحن الإداريين- ونزرع الثقة فيما بيننا لكي تنعكس لمن حولنا بعيدا عن ثقافة المماحكات والتربص بالاخرين واذا أثبتنا ذلك من خلال العمل الجماعي والكل مكمل للاخر فثق أخي القارئ ان الجميع من رياضيين ومشجعين سوف يحذون حذونا وحينها فعلا سنقود انديتنا الى مانصبوا اليه من نجاحات مختلفة .

إن ما أتحدث عنه ليس بصعب كما يتصور البعض وقد يتسائل البعض فالكلام أسهل من العمل ولكن اقول ذلك من واقع تجربة وخاصة  في وقتنا الراهن مع توفير كافة الإمكانيات حاليا عكس الماضي فوسائل الجذب والإبداع متوفرة.

وختاما أطالب الجميع ممن تهمه رياضتنا وشبابنا ان يفعّلوا هذا الجانب ليس في الرياضة فحسب بل ايضا في مختلف الجوانب لان في وقتنا الحاضر غزتنا ثقافات غريبة ومفزعة واصبح خوفنا على شبابنا اكثر مما مضى، فثقافة الكراهية والتعصب الاعماء وثقافة عالم الاباحية والاغراء تحيط بالشباب من كل مكان، لهذا فالوسيلة الوحيدة هي اشباع شبابنا بثقافة المحبة والتسامح والوسطية والاعتدال واستغلال تلك التجمعات الشبابية وخاصة الاندية التي تحتضن غالبية الشباب في دعمها وتفعيل الجانب الثقافي من اجل الهدف الاسمى الا وهو اليمن السعيد.


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة