كل أبناء وادي حضرموت الشرفاء والطيبين اهتزت مشاعرهم وذرفت أعينهم دما وليس دمعا عند سماع نبأ استشهاد الرجال الأوفياء للوطن والمخلصين للعمل الأمني العميد العامري مدير امن الوادي والصحراء والعميد باوزير مدير الأمن السياسي والرقيب بن كوير مدير البحث بمديرية القطن والجنديان الكثيري وحبيش الذين هم مثالا للعمل .
هؤلاء الرجال كانوا أنموذج المسئولية والأخلاق العالية والقدوة الحسنة بين زملائهم ومواطنيهم, فالابتسامة لم تغادر محياهم حتى امتدت إليهم يد الغدر والخيانة من عصابة مجرمة لا تعرف الدين ولا الأخلاق، طالتهم تلك الأيدي وهم يؤدون واجبهم الوطني عندما كانوا عائدين من منفذ الوديعة الحدودي لتروي دمائهم تربة الوطن الغالي. لقد رحلتم أيها الأبطال في وقت مبكر ولكن نقول هذا قدر الله المكتوب عليكم منذ أن وجهتم على سطح الأرض, فالموت حق و لا مفر منه , حيث يقول الله سبحانه وتعالى في محكم آياته :" كل نفس ذائقة الموت ".. صدق الله العظيم. إن رحيلكم بمثابة خسارة على الوطن عامة وعلى أبناء وادي حضرموت خاصة, حيث بدأت عطاءاتكم تبرز على ارض الواقع في الجانب الأمن والخيري, إضافة إلى ما تتمتعون به من أخلاق كريمة انعكست للمواطن من خلال التعامل اليومي الذي هو بعيدا عن المسئولية الكبيرة التي يحملونها, ولكن كانت معاملة أخ لأخيه تلك هي البصمات التي ستظل باقية تذكر بين أبناء وادي حضرموت وبين زملائكم ومنتسبي الأمن الذين خيم عليهم الحزن لرحيلكم من بين أوساطهم, ولكم نقول لم ترحل أعمالهم ومحاسنكم التي قدمتموها أثناء حياتكم للوطن والمواطن, فالرجال ترحل ولكن أعمال الرجال تبقى وتظل في ذاكرة التاريخ تتداولها الأجيال , فالأعمال الجميلة تظل ذاكرة لفاعلها. عرفناكم أخوة وزملاء وأصدقاء خارج العمل, فسجل الذكريات مليء بذكرياتكم الغالية ومعاملتكم الحسنة, وأخلاقكم العالية, ولهذا فأقول: لا سامح الله تلك الأيادي الغادرة والقذرة التي تعرضت لكم في وضح النار, وهي لا تخاف الله فحسب , ولكن تخالف ما قاله الله في قتل النفس التي حرم قتلها, فالدين والإسلام بريء من تلك العصابة المجرمة كبراءة الذئب من دم يوسف, ولكنكم نقول بعون الله لجهود العيون الساهرة وحولها المواطنون الشرفاء الذين سيعملون بكل تفاني وإخلاص لكشف تلك العصابة الإجرامية المارقة الخارجة عن النظام والقانون لفعل تلك الأعمال التي تزعزع أمن الوطن, وتعكر حياة المواطن, وسوف تلقى جزائها العادل فيما ترتكبه من جرائم ضد الوطن وأبنائه ويعيش اليمن وأبنائه في أمن تحت راية الوحدة وقيادة فخامة الأخ الرئيس/علي عبد الله صالح - رئيس الجمهورية. فرحم الله شهداء الواجب وأسكنهم فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء وستظلون في ذاكرة التاريخ وفي قلوب أبناء الوادي خاصة, ولا نامت أعين الحاقدين والجبناء والخائنين, وإننا لسائرون لخدمة الوطن والمواطن.