علي العامري و قافلة الشهداء بداية أم نهاية ؟
   
موقع محافظة حضرموت/محمد السقاف - الجمعة 06/11/2009
111amn-wadi-ali-salim-aamry.jpg

شخصية ملفتة للنظر و مبهرة ومؤثرة لتميزها وتفردها بسمات لا تتوفر إلا في نظيرها , تجده هنا وهناك وفي كل مكان ففي كل ميدان يدلفه له حضور وبصمة جلية , أما عن القلوب فقد كان رحمه الله فارس ماهر بالتربع في السويداء بفضيلته وليس بالتلون ولا بالإيهام والحيل و بهذه الصفات الرفيعة المغلفة في كبسولة شفافة اسمها الصدق و دماثة الخلق الذي لا يتحلى بها إلا أولوا النهى و الفكر السديد , استطاعت هذه الشخصية الكريمة و المحبوبة أن تفرض نفسها على كل من عرفها , هكذا عرفت أنا هذه الشخصية الوطنية و الاجتماعية و الإدارية الرائدة وصاحبة الحضور في القلوب والميادين.

لذا فالشهيد علي بن سالم العامري يمثل ضمير وصوت حضرموت فهو إن شئت ابن البادية الجلْد صاحب الأنفة والكرامة و الحاضرة المفكر و المبدع والإداري الناجح والصديق الوفي للخاصة والعامة وهمزة وصل فريدة بين الشارع والسلطة والصغير والكبير فهو شخصية محورية يندر نظيرها يلتقي عنده المتضادان وتستريح تحت مضلته الدافئة الأضداد لحكمته ورجاحته و إخلاصه منصف لهذا وذاك بلا تفريط في حق ذا أو انتقاص لذاك , وكل دوافعه في ذلك هو تعزيز اللحمة الوطنية ـ التي قد تنفرط لفقدانه ـ والنهوض بوطنه إلى مواكبة من سبق , ولأن الشهيد علي بن سالم العامري حزمة من الفضيلة والمناقب فأصدقائه حقيقة وبلا مبالغة هم بعدد سكان حضرموت ففي ضمائرهم علي العامري  ، فالرجل جدير بتلك المنزلة لما سلف فقد عز نظيره في كسب محبة واحترام الجميع ولهذه المرتبة الرفيعة حقوق وواجب , وعلى الرغم من أنه مدير أهم قطاع أمني في البلاد إلا أنه مشهود بمهاراته الخاصة أن يسهم في تجنيب البلاد كثيراً من المخاطر و أن يخفف نسبياً من الكرة الجليدية والعقدة الأزلية القائمة بين المواطن والسلطة بصورة عجزت السلطة ذاتها أو غيرها عن تحقيقه , و لأن شهيدنا رحمه الله نحسبه كذلك فقد أكرمه الله بموتة مشرفة بشهادتين أكدتها الأحاديث الشريفة و ربما أكثر والله أعلم،  و هو على رأس عمله يؤدي رسالته واجبه الوطني , وبموتة كريمة تليق بمن مثله كوسام شرف يتفاخر به أهله و ذويه وعموم العوامر جيل بعد جيل ، لهذه الأسباب ولحسه الوطني المتوقد النقي الذي يمثل ضمير حضرموت لم يرق ذلك لخفافيش الظلام وأعداء البشرية والأوطان , فدفعتهم حماقاتهم لتعجيل الأجر والمثوبة له ومنحوه أرفع درجات الشرف في الدارين و فتحوا أبواب فتنة موصدة لا يعرف مداها ولكنهم لا يعلمون - وأنَّا يعلمون- فهم يجهلون كل طبيعة وفطرة كما يجهلون أن ضحايا هذه الجريمة البشعة ينتمون إلى أراكين قبائل حضرموت الليوث التي لا تنام على عار وأن لهم أعراف تليدة تحفظ الكرامة و الدم لا يتورط فيها إلا مغامر أحمق لا يعرف حضرموت ولا ينتمي إليها ,  أما الشهداء فطوبى لهم نعم القرار .
نحن في نقطة حرجة والكل يتساءل هل سيكون شهيدنا العامري على رأس قافلة الشهداء أم خاتمتها ؟ نسأل الله أن لا يتسع الرقع على الراتق , اللهم آت علي العامري وكل شهدائنا ما وعدتهم وأسكنهم فسيح جنانك مع الأنبياء والشهداء والصديقين وأجزيهم عنا خير الجزاء وأخلفهم بخلف صالح , وانتقم لنا ولهم وارنا في أعدائنا عاجلا عجائب قدرتك يانصير المظلومين .


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة