شطحة قلم ...... الفساد
   
عادل سالم با قحوم المحامي - 01/08/2009م
1baghom.jpg

الفساد كما نرى هو لفظ لمفهوم يجسد فعل أو امتناع غير مشروع لإنسان ما. ويعني كذلك كما نرى صوره أكبر للجريمة كونه شامل وذو أثر زماني ومكاني ممتد , لذلك جاء ذكر الفساد في التنزيل العزيز بالآية رقم 41 من سورة الروم بقوله تعالي " ظهر الفساد في البر والبحر  بما كسبت أيدي الناس .... الآية ." وغيرها من الآيات والظهور في صورته يشكل فعل يترتب عليه أثر علي الظاهر, فظهور الشمس يعني يوم جديد في حياتنا وظهور الغائب علي أهله بعودته يعني ميلاد جديد. لما كان عند غيابه ...
وأمر ظهور الحقيقة لاى واقعه ما فذلك أمر يكشف مساوئ الأمر محل البحث وايجابياته فما  بالنا بظهور الفساد ... بفعل أو امتناع  من الإنسان نفسه أليس ذلك يجسد شموليه الجريمة في الزمان والمكان  وتدليلاً لذلك صدر قانون مكافحه الفساد رقم (39) لسنه 2006م . وربط الفساد بالمكافحة علي غرار مكافحه ألاتجار بالمخدرات . وليس التجارة - التي تشكل فعل مشروع - عكس الاتجار  غير المشروع , وهنا لنا أن نقارن ثم نحكم ولكن أتمنى أن  لا يأتي الحكم من خلال شكل هذه السطور  كما يتمثل حالياً في واقعنا بالحكم علي أفراد مجتمعنا بأن صاحب الثوب الطويل والعمامة صوفي , ومطلق لحائه متشدد .... الخ  من الأحكام بمجرد  نظره إلى  الشكل فقط . فالحكم بالظاهر ولكن قبل ذلك وجوب الاستماع والدراسة والمداولة ثم يقرر الأمر.
إن تبنينا اتفاقيه مكافحه الفساد والصادرة عن الأمم المتحدة برقم 48/4 في 31/10/2003م  وتوقيع دولتنا والانضمام لها في مؤتمر المكسيك في ديسمبر 2003م يشكل فكرا وقبول للآخر و أملاءاته وفقا للقانون الدولي  العام وتبعاً لذلك . أعلن عن هيئه مكافحه الفساد ممثل مؤسسي في الجانب التنفيذي للدولة .
وإذا  ما نظرنا للأمر بعيداً عن السياسة  وقراراتها  هل نحن بحاجه لهذا  الأمر  في ظل تمسكنا بكتاب الله  وسنته وأحكام الدين المعاملة .. هذه قراءه ثم إن الأمر الآخر في الفساد يدخل تحت حكم خيانة الامانه وضياعها , وللامانه أحكام في شريعتنا فلماذا لا نضيق الأمر بأن ما نصفه بالفساد والمفسدين  هو سلوك لأناس  ابتعدوا عن تقوى الله فأضاعوا الامانه وقست قلوبهم وأخذهم  غرور الدنيا و زخرفها بمركز القرار فكان منهم هذا السلوك بأفعال غير مشروعه يجرمها الشرع والقانون .
وللإيضاح فمفهوم الفساد لدينا ليس جديد ولكن أمر أقراره باتفاقيه تحت مظله الأمم المتحدة كما أسلفنا وهي المنظمة السياسية التي تدخل تحت لوائها دول لا تدين بالإسلام مما يعني بأن توقيعها اتفاقيه مكافحه الفساد  يجعلنا في تساوى
معها وهي لا يعنيها من المفهوم إلا في  الجانب الأخلاقي لإفراد شعوبها أما نحن فالضرر  يلامسنا في عقيدتنا قبل أن ينصب الأمر علي القواعد  القانونيه . لذلك نرى أن إعلان مكافحه الفساد في مجتمعنا  كالمقر بالرذيلة وهو ما لا نحبذه ويتوجب تهذيبه لتعارضه مع شريعتنا الإسلامية كمصدر رئيس للتشريع .. لذلك أثرنا تبيان هذا ونود إن لا تكون شطحه قلم   

    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة