حرص فخامة المشير علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية من خلال سياساته الداخلية والخارجية الحكيمة على تمتين العلاقات مع الجيران والأشقاء في الجزيرة العربية، حيث مثلت مساعي قيادة دولة الوحدة اليمنية المباركة بعثاً جديداً ونقطة تحول هامة في تاريخ اليمن وعلاقاته مع جيرانه.
بقلم/ د. أحمد صالح بن إسحاق وتعتبر العلاقات مع سلطنة عمان الشقيقة واحدة من نماذج العلاقات الفريدة التي يقتدى بها، وهي علاقة وثيقة ووطيدة بحكم عمقها التاريخي.حيث أدت توجهات قائدي البلدين فخامة المشير علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية وأخيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم سلطان عمان وحرصهما على التواصل المستمر على مختلف المستويات، والرغبة المشتركة على تعزيز وتطوير مجالات التعاون والتنسيق بين الجانبين في مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك.. وبناء الجسور على قواعد صلبة لتبادل المصالح والمنافع وتجاوز الآثار السلبية لإفرازات الماضي. وكانت لسلسلة الحوارات الهادئة والهادفة إلى ترسيم الحدود البرية والبحرية التي انتهت بتوصل الجانبين إلى حلول مرضية بفضل حكمة قيادتي البلدين والإرادة المشتركة، فتحولت على إثرها الحدود إلى جسور للمحبة والتواصل وتعزيز علاقات الشراكة الحقيقية التي تشمل الجوانب الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية، وقد أدى تدشين فخامة الرئيس علي عبد الله صالح للطرق البرية التي تربط البلدين عبر الصحراء والساحل إلى تفعيل للمنافذ الحدودية التي أصبحت قنوات ربط حيوية سهلت التبادل التجاري والحركة السياحية بين البلدين، والاهم من ذلك هو ماشكلته هذه المعابر من أهمية لتنقل سفراء العلم والمعرفة من الأساتذة والباحثين والطلبة العمانيين الذي وصل عددهم اليوم بجامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا وحدها نحو 462طالباً وطالبة.وقد جاء هذا التدفق الكبير للطلبة العمانيين عبر هذه المنافذ الى وطنهم الثاني اليمن واختيار الكثير منهم جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا للدراسة في ضوء رسوخ علاقات الود والمحبة بين البلدين في كافة المجالات وبخاصة في الجانب الاكاديمي وارتباط جامعة حضرموت باتفاقيات تعاون اكاديمي مع جامعة السلطان قابوس في مسقط ووزارة التعليم العالي العماني، حيث كان لزيارة معالي وزيرة التعليم العالي بسلطنة عمان الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية والوفد المرافق لها لجامعة حضرموت مؤخراً والاطلاع المباشر على ماشهدته هذه الجامعة من تطور في المباني والمختبرات والتجهيزات والتاهيل الكفوء لأعضاء هيئاتها التدريسية وفقاً للمعايير الاكاديمة الدولية للتعليم العالي، وكذا ما امتازت به جامعة حضرموت من خصوصية علمية متميزة وهي تلافي بعض اتجاهات الجامعات النمطية والتركيز على التكنولوجيا والتخصصات العلمية التي تحتاجها خطط التنمية في اليمن والدول المجاورة لها، دوراً في اعتماد وزارة التعليم العالي العمانية لجامعة حضرموت ودافعاً محفزاً على توقيع اتفاقية التعاون الاكاديمي المتبادل بين جامعة حضرموت ووزارة التعليم العالي العمانية واتفاقية التعاون العلمي والثقافي بين جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا وجامعة السلطان قابوس. وقد عبرت الوزيرة العمانية عن قناعتها الراسخة بأن العلاقات العلمية والثقافية ستأخذ حجم أكبر وبرامج أخرى أكثر عمقاً في علاقات البلدين الجارين وهو ماترجمته سلسلة الزيارات المتبادلة ومنها زيارة وفد محافظة ظفار لجامعة حضرموت برئاسة الشيخ محمد بن علي القتبي وزير الدولة محافظ محافظة ظفار خلال الفصل الماضي في إطار الزيارات المتبادلة لقيادة المحافظتين محافظة ظفار ومحافظة حضرموت، والالتقاء بالطلبة والطالبات العمانيين الذين تزايدت اعدادتهم في جامعة حضرموت لتصل نحو 462 طالب وطالبة في تخصصات مختلفة لتلمس اوضاعهم عن كثب واستشراف آفاق المستقبل لتطوير التعاون الاكاديمي بين اليمن وسلطنة عمان. وكذا زيارة وفد وزارة التعليم العالي لجامعة حضرموت هذا الأسبوع برئاسة سعادة الدكتور/ عبدا لله بن محمد الصارمي وكيل وزارة التعليم العالي العمانية بمعية الأخوة الدكتور/ محمود بن مبارك السليمي مدير عام البعثات بوزارة التعليم العالي العمانية والدكتور عبدا لله الشبلي عميد كلية العلوم التطبيقية في جامعة قابوس بصحار وبدر بن سيف الكندي نائب مدير معادلة المؤهلات في الوزارة وإبراهيم التوبي منسق مكتب الوكيل وبمعية الدكتور/علي قاسم إسماعيل الشعور وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا والتي تضمنت جلسة مباحثات تناولت آفاق التعاون العلمي والاكاديمي بين جامعة حضرموت ومؤسسات التعليم العالي العمانية وسبل تطويرها، كما استعرض الوكيل العماني جملة من تجارب السلطنة في مجال تطوير التعليم العالي من اجل تحقيق اكبر قدر من المواءمة بين مخرجات التعليم العالي واحتياجات سوق العمل في الكم والنوع. واستعرض الأستاذ الدكتور احمد عمر بامشموس نبذة عن تطور جامعة حضرموت واتجاهات التوسع في اختصاصاتها في ضوء احتياجات سوق العمل اليمنية وسوق العمل في المنطقة العربية المجاورة، والحرص على الالتزام بالمعايير الدولية ومنها التدرب على احدث معطيات التكنولوجيا الحديثة والتدرب على مهارات اللغة الانجليزية لكافة الاختصاصات.من جانبه أوضح الدكتور/علي قاسم إسماعيل وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في بلادنا الذي رافق الوفد في هذه الزيارة إلى أن زيارة وكيل وزارة التعليم العالي في سلطنة عمان والوفد المرافق له تأتي في ظل الاتفاقيات المبرمة بين الوزارتين في البلدين الشقيقين في مجالات التعاون العلمي والأكاديمي وتبادل الخبرات بين الجامعات اليمنية وجامعة قابوس العمانية مؤكداً بأن جامعة حضرموت تعتبر من الجامعات الحكومية المتميزة في اليمن والتي يلتحق بها عدد كبير من الطلاب والطالبات العمانيين، مشيراً إلى أن زيارة وكيل وزارة التعليم العالي العماني إلى حضرموت تأتي للتعرف على مستوى تجربة جامعة حضرموت في التدريب والتأهيل في كافة الاختصاصات وطموحاتها وكذا الالتقاء بالطلاب العمانيين في جامعة حضرموت وتفقد أوضاعهم عن قرب، موضحاً بأنه سبقت زيارة الوفد العماني لجامعة حضرموت زيارتهم إلى وزارة التعليم العالي وجامعة صنعاء وقال الدكتور علي قاسم إسماعيل أن علاقة اليمن وعمان هي علاقة متينة وقوية في ظل القيادتين السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدا لله صالح رئيس الجمهورية وجلالة السلطان قابوس.وعقب جلسة المباحثات طاف الوفد العماني جملة من أقسام كليات الجامعة، رافقهم خلالها رئيس الجامعة ونوابه وعدد من الأساتذة والمسئولين بالجامعة، استمعوا خلالها إلى شرح من عدد من العمداء ورؤساء الأقسام والعاملين بالكليات. كما التقى الوكيل العماني ومرافقيه بالطلبة العمانيين تم خلال اللقاء الاستماع الى آراء وطموحات واقتراحات الطلبة والطالبات والرد على استفساراتهم، وفي تصريح للدكتور/ عبدا لله بن محمد الصاري وكيل وزارة التعليم العالي في سلطنة عمان قال نحن سعداء بزيارتنا لليمن والتعرف على جامعاتها العريقة. ولاشك أن الدافع الأساسي للطلاب العمانيين وتوجهم للدراسة في جامعة حضرموت للعلوم والتكنولوجيا هو قربها الحدودي مع السلطنة ورغبتهم في الاستفادة من الامكانيات البشرية والمادية المتوفرة بها. مشيراً إلى أن وزارة التعليم العالي حريصة على أبتعاث طلابها إلى الخارج ورفد سوق العمل بالتخصصات التي تحتاجها السلطنة منوهاً إلى أن جامعة حضرموت تتميز بسمعة طيبة وشهرة عالية في دول الخليج في تخصصاتها المختلفة. كما أشار الدكتور محمود بن مبارك السليمي مدير عام البعثات بالوزارة إلى إن هناك حوالي 1500 منحة سنوياً تعطى للطلاب العمانيين ذوي الدخل المحدود مشيراً بأن هناك أبتعاث خارجي للتعليم العالي والتي تمنحها بعض المؤسسات التعليمية المهتمة بالقطاع التعليمي وقال أن كليات العلوم التطبيقية تعمل على تطوير وتحديث التعليم الجامعي في جامعة قابوس وتشتمل على عدة تخصصات منها هندسة الاتصالات والحاسوب والتقنية الإلكترونية وأكد مدير عام البعثات بوزارة التعليم العالي العمانية إلى أن جامعة قابوس بحاجة إلى الاستفادة من خبرات أعضاء هيئات التدريس في الجامعات اليمنية للتدريس في مجالات هندسة الحاسوب والاتصالات وتقنية المعلومات وذلك من خلال تجاربهم في جامعاتهم.