حصن الغويزي في المكلا .. شامخ رغم تقلبات الزمن
   
المكلا/ موقع محافظة حضرموت/سبأنت - الأربعاء 10/8/2008
al-mukalla_ghowaizy.JPG
حصن الغويزي واحد من الحصون التاريخية الهامة في اليمن ، حيث يعود تاريخ إنشائه إلى العام 1716 عندما كان سلاطين آل الكسادي يحكمون حضرموت في تلك الحقبة من الزمن ، ويقع الحصن الشهير في المدخل الشمالي الشرقي لمدينة المكلا ، عاصمة محافظة حضرموت الواقعة شرقي العاصمة صنعاء .
الكتب التاريخية تشير إلى أن الحصن المحصن أقيم على صخرة تشرف على الوادي والطريق المؤدي إلى المدينة ، ويؤكد الأثريون والمراجع التاريخية أن الهدف من إنشائه كان مراقبة الغارات العسكرية ، التي كانت تستهدف مدينة المكلا الواقعة على ساحل البحر العربي من اتجاه الشمال ، بخاصة تلك الغارات التي كانت تشنها السلطنة الكثيرية التي اتخذت حينها من مدينة سيئون حاضرة لها ، ثم الغارات التي كانت تشنها السلطنة القعيطية التي كانت تتمركز في مدينة الشحر التي اتخذت من مدينة المكلا بعد استيلائها عليها عاصمة لها.

يتكون الحصن من طابقين ، بالإضافة إلى بناء جدران فوق الطابق الثاني ذو سقف مكشوف يصل ارتفاعه إلى 20 متراً ، يتم الصعود إليه عبر سلالم مرصوفة تصل إلى بوابته التي أقيمت في الجهة الشمالية ، ويبلغ اتساعها 1.2 متر ، وقوامها من مواد البناء المحلية شغلت بالطابع التقليدي ، فيما أساس الأرضية مبني بالأحجار المرتبة وبقية المبنى باللبن مخلوط بالتبن ، أما أسقفه فقد أقيمت على جذوع النخيل ، وتم مؤخراً طلاء جدرانه الخارجية بمادة الجص الأبيض .

تكوينات الحصن
يتكون الطابق الأول من الحصن من عدة حجرات ، وعلى جدرانه الخارجية نوافذ عدة منشورية الشكل من جميع الاتجاهات ، فيما الطابق الثاني يتميز بنوافذه الواسعة ، أما سطح الحصن فإنه محاط بحاجز يصل ارتفاعه إلى 1.5 متر من مستوى السطح .وعلى بعد 30 متراً باتجاه الشمال الشرقي من الحصن يوجد صهريج للماء أقيم على هيئة مبنى ، يرتفع عن مستوى الأرض 1.2 متراً تحيط به قناتا مياه من الجهتين الجنوبية والغربية مبنية بالأحجار والقضاض ، حيث تشير المراجع التأريخية أن الغرض من قناتي المياه كان تزويد الحصن بالمياه .

وإلى الغرب من الحصن توجد بناية أنشئت مؤخراً بالمقارنة مع تاريخ بناء الحصن ، شيدت بعض أجزائها بأحجار أكبر حجماً من أحجار الحصن ، وتشير المراجع التاريخية إلى أن هذه البناية ربما هي حصن دفاعي آخر إلى جانب حصن الغويزي ، الذي يطل على المدينة والذي كان يحرس سكانها من غارات القبائل .

وكانت الهيئة العامة للآثار والمتاحف قد بذلت خلال السنوات الأخيرة جهوداً كبيرة للمحافظة على عدد من المواقع الأثرية الهامة في عدد من محافظات البلاد ، ومن بينها الآثار الكثيرة التي تزخر بها محافظة حضرموت ، المشهورة بمدينة العلم ( تريم ) ، بالإضافة إلى مدينة شبام التاريخية ، التي تم تصنيفها ضمن مدن التراث الإنساني ، وأولتها منظمة ( اليونيسكو ) الكثير من الاهتمام إلى جانب مدينة صنعاء القديمة وزبيد في مدينة الحديدة ، الواقعة إلى الغرب من العاصمة صنعاء .

    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة