الاعتذار .. صفاءٌ للقلب
   
المكلا/موقع محافظة حضرموت/علي احمد عبدالله السيود - الاثنين 24/11/2008
111untitled.JPG
اشياء كثيره أصبحت معدومه في حياتنا .. بل وأُلغيت تماماً .. وإن وجُدت وجدتها فاقده لمعناها الأصيل .. لم يعد هناك وقتاً لتعلمها وتطبيقها في واقع الحياه.. كثيرةٌ تلك الأشياء منها الأعتذار.. إنها كلمه .. بل كليمه تضمد الجراح وتقضي على بذره الشقاق والخلاف بين الأهل وبين الاصدقاء وبين البشر جميعاً..

في عالمنا الذي نعيش فيه يقطن أشخاصاً يحملون مفردات خاليه من الأحساس .. هي مجرد عبارات حفظوها عن ظهر قلب .. آسف .. عفواً .. سامحني .. أُقدم إعتذاري .. أكاد أجزم بأنها خاليه تماماً من معناها النبيل .. فليست لهذه الكلمات أي قيمه إذا لم يسبقها إحساس صادق بالندم على الخطأ بل وتُعد هروباً من الموقف وتخلصاً من تأنيب الضميرالمزيف.
الأعتذار أحبتي .. كلمه لها مفعولها السحري على النفوس .. بها تلين القلوب الغليظه .. وتُمحى الأخطاء مهما كانت .. وتُصفي الأجواء .. وتفتح الأبواب أمام التعاطف والتواصل .. وتمنح فرصه للبدء من جديد .. كما إنها تجلب الثقه والأمانه والتواضع .
الأعتذار مطلب أساسي لدوام أي علاقه .. وهو وقايه للمجتمع من تفشي سوء الظن وتقاذف التهم التي إن استقرت في القلب لم يعد ينفع معها أي إعتذار .. فكم من كلمه أوقدت حربا وناراً .. وكم من كلمه أعتذار صغيره أطفأت نار حقد وخصام .
أتعتقدون أن الأعتذار ضعف ومهانه؟! .. أم أنه جرح للكرامه والكبرياء ؟! .. لماذا نقتل بداخلنا هذه الصفه النبيله ؟
من منّا لا يُخطئ فمن أبجديات حُسن الخلق ونُبل التربيه أن تذهب بنفسك الى من أخطأت في حقه وأعتذر بعبارات صادقه يتقبلها الطرف الآخر.. وإياك أن تستعين بثالثٍ ليكون وسيطاً بينكما .. لتخلق روحاً من التسامح ويتقبلك الطرف الآخر بإرتياح فيكيون الأعتذار دليلاً على نقاء القلب وصفاء النفس وحلاوه الروح .. ولا تنسى بأنه يختلف من شخص لآخر كُلٌ بطريقته وأسلوبه وحتى تقديمه من عدمه .. ولكنه بالتأكيد ينهي أي خلاف مهما كان حجمه .. وليتنا نكون متسامحين مع أنفسنا قبل ان نتسامح مع الآخرين فعند معاني هذه الكلمه تُحيي الألفه والمحبه وتنتهي جاهليه الحقد وسوء الظن  في حياتنا.
أخيراً أقول .. كم هو جميلٌ أن نشعر بفداحه أخطائنا في حق الآخرين .. ولكن الأجمل أن نترجم هذا الشعور لواقع ملموس بأعترافٍ وندمٍ على الخطأ ومن ثم إعتذار وتسامح ..
فمن منّا يتقن هذا الفن ياتُرى؟!!

 


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة