مقالات فكريـة
/
محفزات الإبداع .. وهم أم حقيقة
المكلا الخميس 03 /اكتوبر/2024 | 12:42
محفزات الإبداع .. وهم أم حقيقة
موقع محافظة حضرموت / صالح باعامر - الثلاثاء : 24/6/2008
**
اعتقد جازماً أن المبدع الحقيقي هو ذلك الذي لا يهجس إلا بالإبداع الذي يعد حافزه الوحيد لاسيما المبدع الذي يرتكز ويعتمد على قدرته الإبداعية أولاً وأخيراً .. إذا كان بالفعل مبدعاً ويمتلك من الإبداع ما يمكنه من قول شيء يرتقي إلى درجات الإبداع والتفرد في ما يقدمه للقارئ والمتلقي.
لاشيء يحرك المبدع أو يحفزه على الكتابة الإبداعية تأليفاً ورسماً غير إيمانه بأن عليه واجب إزاء القارئ ليقدم له شيء يسره ويمتعه ويفيده فائدة وجدانية وروحية تجعله يتسامى فوق الواقع التعيس. إنني أومن إيماناً لا حدود له بأن لا القات ولا الخمر ولا غيرها من المخدرات التي تدفع المبدع أن يقدم إبداعاً مغايراً أو مختلفاً أو غير مألوف إذا لم يعاقر هذه الآفات .
ففاقد الشيء لا يعطيه وإذا كان ثمة من اعتاد الكتابة أو التأليف أو الإبداع عموماً وهو فاقد وعيه وقدم شيئاً يتسم بالإبداع فليس السبب مما تعاطاه من أنواع "الكيف" وإنما لأن الأساس الإبداعي موجود عند هذا المبدع أو ذاك وما قدمه من إبداع ليس بسبب ما تعاطاه من "كيف" وإنما قد يكون هذا الكيف ساعد في إفراغ ما في الدواخل من إبداع .
فإذا ما نظرنا عند قراءاتنا على وجود بعض المفردات أو التسميات التي تمجد القات أو الخمر أو الحشيش في بعض إبداعات كبار المبدعين عرباً كانوا أم أجانب أو وصف هذه الأشياء بصفات يفهم منها أنها جعلت هذا المبدع أو ذلك يبدع أثراً إبداعياً ارتقى إلى غير المألوف من الناحية الجمالية فهذا اعتقاد خاطئ. فالإبداع الحقيقي يأتي في الحالة الواعية وأحياناً اللاواعية لكنها ليست بسبب القات أو الخمر أو الحشيش وإنما بسبب الانفصال الواقع الحقيقي والتوحد بالواقع والزمن الفني والغوص في أعماق النفس للإتيان بإبداع وهذا ما يسمى في الماضي بالهاجس أو الحليلة عند الشعراء في الأزمنة القديمة .
وإذا كان من الهلوسات في بعض الأعمال الفنية التي ظهرت في أوروبا بعد تعاطي هذه الآفات فذلك ما هو إلا نتيجة للهروب من الواقع والدخول في المجردات والأفكار الشاذة وعدم الإيمان بالقيمة الجمالية التي لا بد أن تتوفر في أي إبداع حقيقي .
مثلاً كاتب القصة أو الرواية قد يأتي بشخصيات غير عادية أو مصابة بمس من الجنون الفني أو الانحراف أو التفكير غير السوي ، بهدف التوظيف الفني لخلق التوازن داخل الأثر الإبداعي لتكون النتيجة التي بتوصل إليها هذا الأثر مقنعة فنياً وإبداعياً من أجل أحدث التصارع بين المقبول وغير المقبول وإحداث الصدمة التي تؤدي إلى التعبير والارتقاء على الواقع وتخلق الجديد من داخل الواقع الراكد والسكون المميت لخلق حياة أكثر حيوية واستشراف القادم .
**
صالح باعامر
بحث متقدم
هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟
نعم
لا
لا أدري
النتيجة
جميع الحقوق محفوظة
شبكة مواقع محافظة حضرموت 2005 - 2024
تصميم و إدارة
شركة التجارة الإلكترونية اليمنية المحدودة
اتفاقية استخدام الموقع
|
رسالة لحماية الخصوصية