مقالات الصفحة الرئيسية
/
يا ابن حسين البار .. مشروعنا لم يكتمل بعد
المكلا الجمعة 18 /ابريل/2025 | 06:32
يا ابن حسين البار .. مشروعنا لم يكتمل بعد
المكلا / موقع محافظة حضرموت/أبو ناظم - الأربعاء : 7/5/2008
الاختلاف معه يرتقى إلى مرحلة الصعود إلى الأعلى . التقيته قبل أن التقيه ، تابعت دأبه وتفتح عقله ودفق فكره وتوقده وظمائه إلى ارتشاف الحقيقة ، واستثنائيته في زمن يعد الاستثناء شذوذاً .
هو اليوم كما كان بالأمس عندما جمعني به الكتاب وسيظل كما كان ، ذلك المتعبد في محراب البحث والتنقيب في أغوار وأعماق الأعماق من أجل استقراء التفرد في العلوم بكل تفرعاتها وجزئياتها لكي يغدو كما يبتغي متبتلاً إلى عوالم مرئية ولا مرئية لاستكناه تلونات وتشكلات وتفرعات الفن الأسمى .
أوصاني عليه عزيز عليه وعليَّ ، وذات صباح مكلاوياً بهيجاً زارني في شقتي في حي السلام ذات الشرفة الناظرة إلى البحر . قبل اعتداء آليات "الدندار" الضخمة على الشاطئ الجميل والمياه المتماوجة وطرطشاتها في الجدران .
لم نكد نتبادل التحية فإذا به ينقاد إلى مكتبتي ويقلب فيها زهاء الساعتين ، وغادرني ولم يحمل معه سوى مجلدي كتاب "مع المتنبي" وهو لما يزل ذلك الطالب في ثانوية المكلا .
وابتدأت خطواتنا التي شكلت رؤيتنا شيئاً فشيئاً نحو محاولة لصياغة مشروعاً ثقافياً لا زلنا نسعى لإنجازه .
إن قدمت له قصة قدم لي قصيدة أو مقالاً ، إن تحاورنا لم ننهِ حوارنا إلا بعد أن نقتنع أن المسألة التي نحن بصددها قد أُشبعت أو أخذت مداها من الجدل ..
قدمت له " حلم الأم يمني " فقدم لي ديوان والده " الصدى " قبل الطباعة . اقترح عليَّ في ذات جلسة عقدت في منزله في حي السلام أن أغير عنوان قصة " جثة تتقاذفها الأمواج " في " حلم الأم يمني " إلى "جنة تتقاذفها الأمواج " استحسنت الفكرة لكني لم أعمل بما اقترحه . رغم أن جنة أكثر فنية وإيحاءً ورمزية من جثة ، لسر أحتفظ به لنفسي ..
ذات مرة قدم لي مقالاً أدبياً لأقرأه ، تسكعنا ذات مساء بين أزقة حي السلام قريباً من جامع مسجد عمر فطلب رأيي في المقال ؟ أثنيت عليه واقترحت أن يورد فيه شيئاً مما يدور في تلك الأيام حول الإبداع والاتباع في الأدب العربي الحديث . بلغ عمر رحلتنا إلى اليوم منذ لقاءنا أول مرة زهاء الثلث قرن التي أراها اليوم لا تزيد عن ثلث عام . رغم ما أنجزنا مما أسميه مجازاً إبداع .
هو إلى اليوم لا يزال متعبداً ومتبتلاً وباحثاً ومنقباً ومكتشفاً وأستاذاً ، بل علامة مضيئة في سماء الثقافة والفكر والأدب والفن محلقاً في فضاءات العلم والمعرفة . ولأن لكل شيء ضريبته . توجه السهم إلى قلبه فصد الهجوم وانتصر.. لأنه أكبر من أي هجوم .
فيا ابن حسين البار انهض وترجل فطلبتك وعشاقك ومريدوك ينتظرون ، ومشروعنا لم يكتمل بعد ...
بحث متقدم
هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟
نعم
لا
لا أدري
النتيجة
جميع الحقوق محفوظة
شبكة مواقع محافظة حضرموت 2005 - 2025
تصميم و إدارة
شركة التجارة الإلكترونية اليمنية المحدودة
اتفاقية استخدام الموقع
|
رسالة لحماية الخصوصية