دعا رئيس الفريق الوطني لمكافحة الدودة الحلزونية بالادارة العامة للثروة الحيوانية بوزارة الزراعة الدكتور محمد الهيال وزارتي الزراعة والصحة والمجالس المحلية الى إعتماد خطة مكافحة طارئة لمواجهة داء النغف الدملي قبل انتشارها في مناطق ومحافظات أخرى .
وقال الهيال لوكالة الأنباء اليمنية سبأ " لابد من اتخاذ التدابير والاجراءات العاجلة منها اعتماد خطة الطوارئ لأن الوباء إذا انتشر وتطور فربما يكلف اليمن خسائر وأعباء مالية كبيرة, فضلا عن الخسائر الإقتصادية في الثروة الحيوانية". وأضاف الدكتور الهيال " ظهور بؤر من الوباء في وادي سردد مؤشر خطير لإتساع نطاقه ولكننا نحاول قدر الإمكان السيطرة عليه بالإمكانيات المتاحة " داعيا المواطنين ومربي الثروة الحيوانية في المناطق المصابة الحرص على تنظيف حظائر الحيوانات والتبليغ عن الحالات المصابة في حالة ظهورها . وأكد الهيل ان وزارة الزراعة والري كثفت عدد فرق الترصد والمكافحة الميدانية لداء ذبابة الدودة الحلزونية الى67 فرقة تقوم بالرش والتطهير والمعالجة لحالات الإصابة بالوباء الذي إنتشر في بعض مديريات حجة وصعدة والحديدة . وأوضح الدكتور الهيال "أنه تم تعزيز فرق الترصد والمكافحة الميدانية المرابطة في محافظة حجة بـ 11 فرقة اخرى ليصل العدد الى 22 فرقة نظرا لظهور بؤر وحالات اصابة حيوانات جديدة في مديريات عبس وحرض وبكيل والمير. وقال" كما تم تعزيز فرق الترصد بمحافظة صعدة العشر بـست فرق أخرى لنفس الغرض".وأشار الهيال الى ان الإدارة العامة للثروة الحيوانية ارسلت الى مديريات (الضحي والمغلاف ) بوادي سردد مديرية الضحي بمحافظة الحديدة 29 فرقة لتقوم بأعمال الرش وترصد الحالات الجديدة ومعالجتها والسيطرة على الوباء قبل تفشيه . وحول تقرير فرق الترصد والمكافحة الميدانية في مناطق المحافظات المصابة بين الدكتور الهيال ان إجمالي الحظائر التى تم رشها بمبيدات في مناطق الإصابة بمحافظتي حجة وصعدة بلغت حتى الآن 7 آلاف و700 حظيرة ,الى جانب تطهير ووقاية أكثر من 112 ألف حيوان من الأوبئة . ونوه بأن الفرق تمكنت من معالجة أكثر من 15 ألف حيوان كان مصاب بداء ذبابة الدودة الحلزونية، وأن عدد حالات الإصابة البشرية وصلت في المحافظتين الى 12 حالة. من جانبه أشار مشرف الفرق الميدانية المكلفة بمكافحة الدودة الحلزونية بمحافظة حجة محمد عودين الى أن الفرق تمكنت من وقاية ما يزيد عن 110 آلاف حيوان من الأغنام والماعز والأبقار والإبل والحمير والكلاب من الإصابة بهذا الداء. ولفت الى ان الفرق تركز على مكافحة بؤر الإصابة بالمرض في مديريات (كشر ,خيران ,المحرق ,مستبأ ,وشحة أسلم ,عبس ,حرض ,بكيل والمير) . وحسب عودين فإن أول رصد وبائي في مناطق محافظة حجة جرى في ديسمبر الماضي حيث تم رصد قطيع من الإبل في مديرية مستبا منطقة خلان قرية الجرع وتمت المعالجة الأولية في المرحلة الأولى , الى جانب رصد إصابات 861 رأس أغنام بداء ذبابة الدودة الحلزونية في نفس المنطقة ,وبعض تلك الحالات تماثلت الى الشفاء والبعض منها مازال تحت المعالجة . وحول ظهور هذا الداء أوضح مشرف الفرق الميدانية أن الذبابة الناقلة لوباء النغف الدملي ذات خاصية غريبة حيث أنها تطير في مرحلة حياتها عندما تتكون الحشرة والتى لاتتعدى ( 5 - 7 ) أيام فقط متنقلة من مكان الى آخر . وأشار الى ان الذبابة ظهرت عام 2003م وإنتشرت بعد ذلك في دول الخليج ثم في بعض المناطق السعودية المجاورة لحجة كمنطقة جيزان ومنها الى مناطق بصعدة وبعدها دخلت الى الضحي بالحديدة . فيما أفاد مدير إدارة الثروة الحيوانية بمكتب الزراعة والري بمحافظة صعدة عبدالله شديدة أن حالات الإصابة بالذبابة توجد في مديريات (منبه ,مندي ,رازح ,شبام ,الظاهر وحيدان بمحافظة صعدة ).. مبينا ان فرق المكافحة والترصد تمكنت من معالجة معظم الحالات وتتواصل عمليات المعالجة للحالات القديمة والحديثة ,الى جانب رش قطعان الحيوانات والحظائر . وأعتبر شديدة خطورة الوباء في إنتقاله الى الحيوانات البرية كالقرده والكلاب التي تختبئ في الجبال مما يصعب معالجتها ومتابعتها ,وبالتالي تكون بؤرة خصبة لإتساع وإنتشار داء ذبابة الدودة الحلزونية والتى قد تؤدي الى كارثة يتأثر بها قطاع الثروة الحيوانية . وفي مديرية الضحي محافظة الحديدة قال مسؤول الخدمات البيطرية بالمحافظة الدكتور فاضل عبدالله العامري " نفقت خلال الأسبوع الماضي أكثر من 30 رأس من الماعز والأغنام في قريتي العصمة والعذرانية بمديرية الضحي إثر داء ذبابة الدودة الحلزونية " . وأكدت دراسة علمية في هذا المجال أن المكافحة العادية لذبابة الدودة الحلزونية غير مجدية ولابد من وجود خطة لإستئصالها. ودعت الدراسة الى الاستفادة من تجربة عدد من الدول في هذا الشأن والتي عملت على مكافحة هذه الذبابة من خلال تربية عينات من يرقات ذكور حشرة الذبابة والقيام بتعقيم جهازها التناسلي بنوع من الأشعة لإبطال عملية الإخصاب عند التلقيح مما يسهم في منع التكاثر ومن ثم الاستئصال .