جسدت ثلاث ألعاب تراثية مبتكرة لمدينة شبام حضرموت التاريخية أبرز ملامح المدينة الأثرية بطابعها المعماري الطيني المنفرد و المنتصب وسط الصحراء كأعمدة ناطحة للسحب.
وتأتي فكرة الألعاب الثلاث التي ابتكرها رئيس فريق خبراء المشروع اليمني - الألماني الـ (جي تي زد ) بشبام حضرموت المهندس عمر عبد العزيز حلاج لترسيخ طابع المدينة التاريخية في أذهان الأجيال و تكوين صورة نمطية عن أهمية تلك القلاع و المباني الشامخة التي تنفرد بها شبام التاريخية وتخليدا لصورتها الجميلة و الرائعة في ذاكرة لا يوهنها النسيان, فضلا عما تحققه من المتعة والتسلية والترفيه. * البزل: وأطلق الحلاج على اللعبة الأولى اسم "البزل"، وتعني الذكاء، وتتكون من 18 نحتاً خشبياً يمثل شكل المدينة بملامحها الأساسية، فبينما يمثل النحت الأول البوابة الرئيسة للمدينة، والممتد على مساحة اللعبة البالع مساحتها 20 سنتمتر طولاً و20سنتمتر عرضاً ) يتوسط سور المدينة قصر السلطان، وهو المحور الرئيس للعبة وذروتها، ويأخذ اللون الأحمر الكبدي , بالإضافة إلى ثلاثة أشكال تمثل نماذج للمساجد الأثرية للمدينة و طابعها الأصيل و تأخذ اللون الأبيض المستخدم من الحجر الجري المعروف بـ( النوره), والتي تتوزع بين المدينة بشكل ثلاثي، بينما يجسد /13/ مجسماً خشبياً مختلفا نماذج العمارة الطينية التراثية لمدينة شبام التاريخية. وحسب الحلاج فإن لعب هذه اللعبة يتم من خلال شخص واحد يقوم بإعادة ترتيب المباني في المدينة بشكل متساو يحافظ في النهاية على المداخل الرئيسية للمدينة والمؤدية إلى كل من المساجد وقصر السلطان وسور المدينة. * المدينة: وتتكون اللعبة الثانية التي تحمل اسم "المدينة" من /23/ مجسماً معمارياً منحوتاً من الخشب يجسد ملامح مدينة شبام التاريخية وطابعها المعماري بكل تفاصيلها التراثية و التاريخية .. يوضح الحلاج: ثلاثة مباني منها تشكل المساجد التاريخية مطلية باللون الأبيض وتأخذ موقعها في على القاعدة الخشبية للعبة البالغة مساحتها (20سم مربع ) تقسم المدينة إلى مثلثين يتنافس فيها اللاعبان على ترتيب و إعادة بقية المجسمات الخشبية الى وضعها الصحيح دون الخروج عن قاعدة اللعبة. وتنتهي اللعبة بانتهاء اللاعب في اقل فترة زمنية، ودون أية أخطاء في مخطط المدينة. * أكلة بأكلة: أما اللعبة الثالثة فتتكون من /25/ مجسماً وهي مقتبسة من لعبة تراثية معروفة بين أبناء مدينة شبام وتسمى " أكلة بأكلة " ويلعبها شخص واحد يقوم فيها بترتيب المدينة انطلاقاً من قصر السطان وهو أضخم مجسم في اللعبة ،و ذروة اللعبة - وفق الحلاج - أن يضع اللاعب جميع القطع المعمارية في مكانها دون ترك أي فائض منها و دون الاخلال بمخطط المدينة المرسوم على غلاف اللعبة البالغة مساحتها (16 سنتمتر مربع ). وأوضح رئيس جمعية تطوير الحرف التراثية بشبام حضرموت القائم بعملية نحت مجسمات اللعبتين الأولى و الثانية الحرفي عوض سالم عفيف لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن اللعبتين مأخوذة من فكرة لعبة أوربية اقترح المهندس عمر عبد العزيز الحلاج تغير أبرز معالم اللعبة كاستبدال الكنائس بالمساجد التراثية بشبام التاريخية و استبدال البيوت الكرتونية التقليدية الأوربية بالبيوت والقلاع التراثية لمدينة شبام التاريخية, وقام بتمويل تلك الفكرة، والتشجيع على صناعتها. ونوه الحرفي عوض عفيف أن تكلفة اللعبة الواحدة بلغت نحو (30 دولاراً ). وكان الحرفي التقليدي فضل باجيده الذي نحت مجسمات اللعبة الثالثة قد سوق تلك اللعب الثلاث خلال الحملة الترويجية التي دشنتها اليمن نهاية نوفمبر الماضي في السوق الأوربية بداية بالعاصمة لندن، وشملت عدة مدن أوربية منها :باريس, ميلانو, وفرانكفورت.