أكد مستشار رئيس الجمهورية سالم صالح محمد على أهمية إخراج التاريخ من بين المتعارضين الذين جعلوا من الوسيط الإيديولوجي مدخلا للتآمر، واقتناص الفرص، وتحميل كل الأخطاء اللاحقة على شماعة خدمة جماهير الشعب.
وقال مستشار الرئيس الذي ترأس الجلسة الأولى لإعمال الندوة الخاصة بتوثيق تاريخ الثورة اليمنية، الانطلاق والتطور، وآفاق المستقبل بعنوان (الاستقلال ووحدة النضال الوطني )، التي عقدت اليوم بعدن وبحضور فخامة رئيس الجمهورية - قال" لتكن هذه الندوة وغيرها مجردة من الأهواء، وإنهاء تلك المذابح بحق الأفكار والآراء المجردة والقيم". ودعا في سياق كلمته إلى جعل الخطاب التاريخي لفخامة الرئيس علي عبد الله صالح يوم الاحتفال بالعيد الـ40 للاستقلال في مقدمة أعمال محاور الندوة، وذلك لأهمية هذا الخطاب وما تضمنه من استحضار للرموز والرواد التاريخيين وطالب سالم صالح بأن تقف الندوة أمام نضال شعبنا منذ أربعينيات القرن الماضي، وأن يقف المشاركين أمام احتضان مدينة عدن للحركة الوطنية اليمنية التي شاركت في قيادة الانتفاضات ضد حكم الإمامة والاستعمار، مشيرا إلى أن حقائق التاريخ يجب أن تدون بصدق وأمانة لأنها ستقدم للباحثين والمؤرخين ومراكز الدراسات لتوثيقها . وقال:" إننا بحاجة إلى تعميق أن يصبح الاختلاف في الرؤى غير ممنوع، والاطلاع على الحقيقة غير ممنوع، والرأي الآخر ليس مؤامرة، متعهدا بتقديم كل الجهود لتنفيذ كل المهام الموكلة إليه من قبل فخامة رئيس الجمهورية بشأن قضايا مناضلي الثورة اليمنية 26سبتمبر و14 أكتوبر باعتبار أن هذا التكليف تكليف وطني يخدم مصلحة المناضلين. كما حيا سالم صالح المشاركين بالندوة من مناضلي الثورة اليمنية الذين يشعرون بمعاني وأهداف الندوة كتعويض معنوي تجاه معاناة وهموم وحقوق شريحة المناضلين وأبناء الشهداء وأسرهم الذين تجاهلت الأجهزة المتعاقبة للأنظمة حقوقهم وتصرفت بالمنجزات الوطنية بعيدا عن تلك الأهداف الجميلة التي من أجلها أزهقت أرواح كثيرة .
بعد ذلك فتح المجال للمشاركين بحسب الجدول المعد لسير أعمال الندوة حيث قدمت مجموعة من أوراق العمل من قبل الدكتور نصر سالم هادي، والدكتور محمد أحمد الكامل، والدكتور محمد صالح قرعة, وتم التعقيب عليها بعدد من المداخلات، وقد انتهت أعمال الجلسة الأولى على أن تستأنف الندوة أعمالها صباح غد بجامعة عدن. هذا ويشارك في أعمال الندوة التي تستمر لثلاثة أيام أكثر من 300 شخصية من المناضلين والفدائيين والشخصيات الوطنية والسياسية والاجتماعية والمفكرين ممن شاركوا في حرب التحرير وساهموا في تحقيق الاستقلال الوطني. وتتركز أعمال الندوة في سبعة محاور رئيسة يتضمن كل محور عدداً من أوراق العمل التي تصل إلى نحو 40 ورقة، ويتحدث المحور الأول عن البعد التاريخي والجيوسياسي والديموغرافي لليمن، وخصوصيته خلال 1839-1967م، فيما يتحدث المحور الثاني حول السياسة الاستعمارية ومحاولات تمزيق الوطن اليمني، وتعميق الفرقة بين أبناء الشعب اليمني الواحد، أما المحور الثالث للندوة فيتناول النهوض التحريري الوطني في المنطقة العربية وانعكاساته على الحراك السياسي في الوطن اليمني ويتركز المحور الرابع حول الكفاح المسلح كنتاج طبيعي لتراكمات نشاط القوى السياسية الحية في المجتمع اليمني ونضالاته ضد الاستعمار البريطاني, ويتحدث المحور الخامس عن الأوضاع السياسية والعسكرية في الساحة الوطنية عشية الاستقلال الوطني، ويتناول المحور السادس مفاوضات الاستقلال الوطني مع الاستعمار البريطاني في جنيف وإعلان الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م، والإجراءات الدستورية الأولى ويتناول المحور السابع والأخير الوحدة اليمنية في أدبيات وفكر الثورة اليمنية وقواها المحركة من الاستقلال حتى الوحدة.