ليالي رمضان الثقافية بمنطقة مدوده
   
سيئون/موقع محافظة حضرموت/نزار باحميد - الأربعاء 26/9/2007
ليال مدودة.jpg
أقيمت خلال ليالي رمضان 1428هـ بمنطقة مدوده مديرية سيئون ، فعاليات ثقافية متنوعة ساهم فيها عدد من مثقفي أبناء المنطقة و شعرائها و منشديها .

حيث قدمت مساء اليوم الأول من الشهر الكريم ندوة بعنوان ( رمضان بين الماضي و الحاضر ) اشترك فيها كل من : الشاعر ربيع عوض بن عبيدالله ، و الأخ محفوظ عبود مدرمح . و ذلك من خلال استعراض عدد من الميزات التي كانت تميز شهر رمضان في السابق و كيف كان حال الناس عند استقبال الشهر الكريم إذ أن الفرحة تكون بارزة بشكل كبير على الصغار و الكبار رغم قلة الإمكانيات و صعوبة الظروف و شظف العيش ، فقد كان لرمضان نكهته الخاصة لدى الجميع .
و في الندوة تطرق الأخ محفوظ مدرمح إلى عدد من الأناشيد الرمضانية التي كان يرددها الصغار في رمضان حينما يجتمعون عصرا أمام المسجد في برائتهم المعهودة فرحين مستبشرين بحلول هذا الضيف العزيز متمنيين أن يمكث بينهم طويلا ، و من بين هذه الأهازيج قولهم :
ليت رمضان يقعد عندنا سبعة أشهر ××× و المديني ملا جحلة و معنا له البر
قال رمضان أنا جيته و لا باذي الناس ××× قربوا لي شوي فلفل و زبدة و بسباس
عاد و الله مع الصيفار يا فرحة الناس ××× والصبيات في المطبخ يهيئن الاقراص
فيما تحدث الشاعر ربيع عوض عن أبرز المميزات و الصفات التي اندثرت بمرور الزمن ، مثل المسحراتي ، الوريقة و الختماة ، و كذا تحول صلاة التراويح إلى أول الليل و تلاشي ختومات المساجد .
و في الليلة الثانية ، كانت ليالي رمضان الثقافية بمنطقة مدودة سيئون على موعد مع عدد من شعراء مدوده الشعبيين مثل ( حسين عبدالله باحارثة ، أحمد عيضة منيباري ، عيضة أحمد بن محرّم ، سعيد شاكر بن عبيدالله و عرفان خميس فراره ) حيث قدم كل شاعر منهم مختارات من شعره في ليلة شعرية شاعرية جميلة استمتع الحاضرون فيها بما استمعوا إليه من قصائد شعرية بديعة ، إذ قدم الشاعر حسين باحارثة 3 قصائد منوعة ، فيما قدم الشاعر ( بوعيضة ) قفشات حملت عنوان الخطوط العريضة في هواجس بوعيضة حركت الجمهور و ألهبت حماسه ، بينما تغنى الشاعر عيضة بن محرّم بقصيدته العاطفية على صوت من أصوات الدان الحضرمي . كما شارك بن عبيدالله و فراره بقصيدتين جميلتين .
الليلة التالية حوت ندوة ثقافية تراثية اشترك فيها الشيخ علي بن عبدالله باحميد و المهندس حسن جمعان باحارثة متحدثين عن أثر العادات و التقاليد على المجتمع ، و كيف تنشأ العادة في مجتمع من المجتمعات و ما نظرة الشرع لبعض هذه العادات ؟ .. استهل الشيخ علي محوره بالبحث في أصل كلمة عادة و تقليد و قال إن كلمة ( إقليد يونانية الأصل و تعني مفتاح ) إشارة إلى أن الإقليد عند الحضارمة هو مفتاح مصنوع من الخشب . و استطرد : كانت العادات في رمضان على وجه التحديد مصدر إسعاد و تقارب و تآخي بين الناس فلو أخذنا عادة التشهير و المباركة بالشهر فإن لها الأثر الطيب في النفس و هي ترجمة لكثير من أحاديث الرسول الكريم في صلة الرحم و إدخال السرور على الآخرين ، و التي بدورها تجرنا إلى عادة ثانية و هي التفطير ( إفطار الصائم ) و هكذا فكل عادة لم تنشأ إلا لتعود على المجتمع بالمنفعة و الفائدة ، و لا ننكر أن هناك عادات سيئة يجب ترشيدها .
المهندس حسن جمعان تحدث عن العادات القديمة و التي لازالت باقية إلى يومنا هذا ، كما عقد مقارنة بين العادات في السابق و اليوم و كيف أن عامل الزمن اثر فيها و ربما حولها و ألغى الكثير منها ( فلكل زمن و لكل مجتمع عاداته و تقاليده الخاصة ) و قال : هناك عدد من الألعاب التي لم يعد لها أثر اليوم مثل الدحنك ، و السري و ربما حلت محلها ألعاب جديدة ، و عزا المهندس باحارثة أن تلاشي بعض العادات أو استمرارها أو ظهور الجديد منها يعود إلى تقبل المجتمع لهذه العادة أو تلك فالمجتمع هو الذي يحدد ذلك .
و تستمر ليالي رمضان الثقافية بمنطقة مدودة ليكون الموضوع التالي صحيا فرمضان شهر الصوم و الصوم صحة ( صوموا تصحوا ) و انطلاقا من هذا القول المأثور عن الرسول الكريم ، عقدت الندوة الصحية بمشاركة الطبيبين جعفر ربيّع بن عبيدالله ، و احمد خميس فراره اللذين قدما ندوة صحية خرج منها الحاضرون بكثير من الفوائد و النصائح و الإرشادات الصحية المتعلقة بكيفية التغذية الصحيحة في رمضان و كيف يحافظ الصائم على توازنه الصحي دون إفحام لمعدته مما يسبب له الكثير من المشكلات كسوء الهضم و الصداع و الخمول و ما إلى ذلك ، و ذكروا أن الإسلام قد اعتنى بالنفس البشرية و رسم لها النظام الغذائي السليم الذي لو سارت عليه لتجنبت العديد من المشاكل ، مستشهدين في ذلك بعدد من الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة .
الندوات والأمسيات تخللتها العديد من المداخلات والاستفسارات من قبل الحاضرين ، و كذا أسئلة يعدها مقدم الفعالية من موضوع الندوة على جوائز عينية مقدمة من بعض المحلات التجارية والشركات وفاعلي الخير بالمنطقة .
من جانب آخر وضمن برنامج ليالي رمضان الثقافية بمنطقة مدوده سيئون ، خصصت عدد من الليالي لسباق الإنشاد بين 10 من منشدي مدوده المعروفين ، الذين تم تقسيمهم إلى مجموعتين . ضمت المجموعة الأولى كل من :
أحمد سعيد باحارثة ، عمر سيلان بخضر ، فوزي علي باحميد ، عمر يسلم بن عبيدالله وحسن سعيد بن عبيدالله . فيما ضمت الثانية كل من : محمد سالم ياقوت ، ايمن سالم باحميد ، عبد السلام عمر بن عبيدالله ، أمجد عبدالله سالم فراره و عوض عمر بن عبيدالله .
في الليلة الأولى من سباق الإنشاد تقابل فريق المجموعة الأولى وقدموا مقطوعات إنشادية تنافسية بغرض التأهل إلى الدور الثاني الذي استحقه المنشدان : أحمد باحارثة ، و عمر يسلم بن عبيدالله .
وفي الليلة الثانية من السباق كانت المجموعة الثانية على موعد فاستعدت بشكل أكبر ، و بدأت المنافسة على أشدها وقدم كل منشد أنشودتين لتعلن بعد ذلك لجنة التحكيم المكونة من : نزار باحميد ، عماد بارجاء ، بنيامين بخضر و محمود عبد هود ، النتيجة بتأهل المنشدين : ايمن سالم باحميد ، و امجد فراره للدور لثاني .
و من المقرر أن يتقابل المتأهلين من المجموعتين الأولى و الثانية مساء الخميس 15 رمضان في موقع الفعاليات بمعلامة عَلَم الهدى الأهلية في حوالي العاشرة و النصف مساء بمنطقة مدوده .
الجدير بالذكر أن ليالي رمضان الثقافية بمنطقة مدوده تخوض تجربتها الأولى بتفاعل كبير من الشباب و الجهات المنظمة التي ضمت منتدى الطالب الجامعي و أعضاء من فرقة الأنصار ، و منتدى صناع الحياة بمنطقة مدوده بالإضافة إلى القيّم على المعلامة الأستاذ خميس علي باحارثة . و تستمر فعالياتها إلى الـ 19 من رمضان 1428 هـ بإذن الله تعالى .


    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة