وشملت الأعمال القيام بتقسيم صالة المكتبة إلى عدة أقسام بواسطة حواجز من الألمونيوم لكي تحصل المخطوطات على قدر أكبر من الأمان والتكييف والعناية ، وجعل كل قسم يتمتع باستقلالية في استقبال رواده وعمل شبكة إطفاء الحريق والإنذار المبكر وكذا نظام مراقبة المكيفات العمومية والتي توفر للمخطوطات جو حفظ مناسب وتحسين شبكة الكهرباء .
ذكر ذلك لوكالة الأنباء اليمنية سبأ الأخ/حسين عمر عبدالهادي - أمين عام مكتبة الأحقاف للمخطوطات بتريم، مشيرا إلى أنه خلال العام الجاري والعام الماضي أضيفت إلى قسم المخطوطات عدد ثمانية مخطوطات مقتناة من مكتب فرع الهيئة العامة للآثار والمخطوطات والمتاحف بسيئون ، كما أضيف إلى المكتبة أكثر من 200عنوان مطبوع مهداة من عدة جهات. منوها إلى انه تم استحداث قسم للفهرسة والتصفح للمخطوطات المصورة رقميا والموسوعات العلمية الالكترونية، إلى جانب تصوير ما يقارب من ألف مخطوطة تصويرا رقميا وهي متاحة للباحثين لتصفحها.وأضاف الأخ الهادي إلى أن زوار المكتبة خلال النصف الأول من العام الجاري قد بلغ عددهم 2.640 زائرا فيما كان عددهم في العام الماضي 2006م 5.390 من الباحثين المحليين ومن الأجانب ومن زوار المكتبة، لافتا إلى أن المكتبة تعاني من بعض الصعوبات منها قلة عدد الكادر الوظيفي وعدم وجود دورات تأهيلية.وبشأن البدايات الأولى لإنشاء مكتبات أهلية من مصادر متعددة من أسر آل الكاف وآل بن يحيى وآل بن سهل وآل الجنيد وآل الحداد وآل الحسيني وآل العيدورس من الحزم ومكتبة ورباط تريم والسلطان صالح القعيطي من المكلا ومصادر أخرى.. قال الأخ حسين الهادي: لقد اهتم أرباب العلم في حضرموت وفي مدينة تريم بالذات بالعلم حيث كانت المكتبة ولا زالت مركزا علميا مهما في العالم الإسلامي على مر العصور ، كما اهتموا بنسخ الكتب واقتنائها رغبة في تكوين المراجع الفنية المختلفة وخاصة في القرن السادس الهجري الذي عرف بالعصر الذهبي حيث شهد انفتاحا علميا كبيرا وبرز فيه رجال العلم والثقافة والأدب ونظمت المخطوطات حسب فنون الموضوعات التي تحتويها مثل:التفسير – الحديث – الفقة – التراجم – السير- التاريخ – الادب – اللغة – الطب – المجاميع – حيث تشمل المخطوطات على أكثر من نص وموضوعات معظمها تعود إلى القرن العاشر والحادي عشر الهجري وأقدم المخطوطات المحفوظة تعود إلى القرن الخامس الهجري، لافتا إلى ذكر البعض منها .1. نسخة من البيان في تفسير القران الكريم – الجزء الخامس- لابي جعفر بن محمد بن الحسن الطوسي نسخت سنة 595هـ بخط نسخي مهمل النقط في الاكثر.2. نسخة من الجزء الثاني من كتاب القانون في الطب لابن سيناء نسخت سنة 633هـ وبها حواشي مطولة من نسخة المؤلف.3. نسخة لخمسة أجزاء من الدر المنثور في التفسير لجلال الدين عبدالرحمن بن ابي بكر السيوطي نسخت سنة 897هـ ومزين بالذهب بالأسلوب المملوكي وعليه إجازات مكتوبة بيد المؤلف .4. نسخة من جزئين بخط بديع ومزين بالذهب لكتاب الشفاء بتعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض موسى بن عياض اليحصبي نسخت سنة 763هـ.
وأشار أمين عام مكتبة الأحقاف للمخطوطات بتريم إلى أن المكتبة تضم أربعة أقسام حيث يحتوي قسم المخطوطات على 6.200 مخطوطة ، كما توجد فهارس على شكل جداول تعطي معلومات أولية للباحث، فيما يحتوي قسم المطبوعات الذي يوجد فيه ما يزيد على 2.333 مطبوعا على كثير من المراجع المتعلقة بالمخطوطات وكذا فهارس بعض المكتبات العالمية وكتب ومجلات خاصة بالمخطوطات في شتى العلوم .فيما يحتوي قسم الكمبيوتر والتصوير على أجهزة كمبيوتر وآلة تصوير حيث يقوم القسم بعملية صف وإعداد الفهارس وكذا تصوير المخطوطات لحفظها ولخدمة الباحثين ، إلى جانب قسم الصيانة الذي يحتوي على مواد وورشة متواضعة لتجليد الكتب .جدير بالإشارة إلى أن المكتبة يرتادها يوميا أعداد كبيرة من الباحثين والسياح المحليين وطلاب المدارس من مختلف محافظات الوطن اليمني وتقدم خدماتها للباحثين من المؤسسات العلمية والجامعات الحكومية والأهلية والأجنبية وذلك لتعريفهم بالتراث الثقافي اليمني الزاخر وإسهام اليمن في الحضارة الإنسانية، إلى جانب تعريف الوفود الرسمية الكبيرة كرؤساء الدول ورؤساء الحكومات والوزراء التي لا تخلوا زيارتهم من زيارة المكتبة وكذا الأفواج السياحية من جميع أنحاء العالم .