"نمو المدن لم يتم بصورة منسجمة ومنظمة كما أرادها الإنسان وإنما حدث ويحدث بطرق متباينة في السرعة والعشوائية فترتب على ذلك ظهور العديد من المشكلات الحضرية المتباينة هي الأخرى زمانيا ومكانيا ومن حيث درجة الضرر الذي تحدثه تبعا لتباين أسبابها والظروف التي حدثت فيها ..."

بهذه العبارات افتتح الدكتور الجوهي محاضرته بعد أن عرف عددا من المفاهيم ذات العلاقة، مرجعا أسباب هذه المشكلات في مجملها إلى الإنسان نفسه الذي عده معمرا ومدمرا في نفس الوقت .

ثم استعرض الدكتور الجوهي تلك المشكلات مقسما إياها إلى:

أولا:مشكلات إدارية واقتصادية:

واستعرض منها ضعف القدرة الاقتصادية وتدني مستوى الأداء الإداري وكذا ضعف الاقتصاد الأساسي للمدن وجعل نموها السكاني لا يواكب نموها الاقتصادي الأمر الذي خلق ضغطا على السكن والخدمات فأثقل ذلك كاهل الدولة والمواطن على حد سواء..

كما ذكر الجوهي في هذا المجال زيادة كلفة الحصول على الخدمات وارتفاع أسعار الأرض ومعدلات الإيجار في ظل المستوى المعيشي المنخفض للسكان وعددا من النقاط الأخرى في هذا الجانب..

ثانيا:مشكلات ديموغرافية (سكانية)واجتماعية:

كزيادة النمو السكاني بشكل عام وسيادة مدينة أو مدينتين على المدن الأخرى في الشبكة الحضرية كما هو الحال في سيادة مدينة المكلا على الشبكة الحضرية في ساحل حضرموت والتباين الكبير بين الناس في إطار مجتمع المدينة .

ثالثا:مشكلات تخطيطية وعمرانية كاستيراد طرز عمرانية دخيلة على البيئة المحلية .

رابعا:مشكلات بيئية:وذكر منها:

- التلوث الهوائي الناتج عن عوادم السيارات وإثارة الغبار ودخان الحرائق.

- التلوث الضوضائي الناتج عن أبواق السيارات وأصوات محركاتها ومحركات الماكينات في الورش وغيرها..

- تلوث المياه , ومنه تلوث المياه الجوفية بسبب تسرب المياه المستخدمة مسبقا(مياه المجاري) وكذا تلوث المياه السطحية ولا سيما مياه الأمطار والسيول ومن خلال المخلفات الملقاة ..

- تلوث الشواطئ والساحات العامة والطرق عن طريق رمي المخلفات بأنواعها .

ودعا الدكتور الجوهي عضو مجلس النواب إلى التخطيط الحضري السليم للتغلب على هذه المشكلات القائمة والحد من الوقوع في مشكلات جديدة لأن التخطيط الحضري الناجح - على حد قوله- هو المسئول عن تحقيق ذات المدينة وحل مشكلاتها بل ومواجهة تحدياتها المستقبلية , واختتم الجوهي بالقول:

"من هنا ندعوا صناع القرار وكل ذوي الضمائر الحية إلى سرعة إنقاذ مدننا بوضع خطط سريعة وطويلة الأمد تستوعب نموها وتوجهه وتسيطر عليه وتعمل على إعادة تخطيط الواقع القائم وحل مشكلاته ووضع التوجهات السليمة لمستقبل خال من المشكلات , وجعل المدن بيئة حضرية مناسبة للحياة البشرية الكريمة".

المحاضرة أعقبتها مناقشات الحضور وتعقيباتهم وردود المحاضر عليهم مما زاد المحاضرة ثراء على ثرائها.