دعت باحثة أميركية إلى تدريس عمارة الماء (البركة) في الجامعات اليمنية و إلى الاستمرار في بنائها و تعميم تجربة خور المكلا على المناطق الساحلية الأخرى.
و قالت أستاذة العمارة في جامعة فيلاديفيا الأمريكية مورنا ليفينجستون لوكالة الأنباء اليمنية(سبأ) : رغم مظاهر التحديث الذي يشهده اليمن ، إلا أن عمارة الماء (البركة) لازالت تكتسب أهمية اجتماعية و ثقافية فهي تعكس طبيعة المجتمع اليمني و تاريخه الثقافي و الحضاري , وتوقعت الأمريكية ليفينجستون ، أن يصدر كتابها عن عمارة الماء في اليمن(البركة) صيف 2008م حال انتهائها من جزئه النظري .
وعاينت مورنا ليفينجستون، خلال أربع زيارات لليمن منذ ربيع 2005م ، مئات البرك و أبنية الماء الأخرى ،شملتها حوالي 8000 صورة فوتوغرافية عكست نمط البرك اليمنية فيما نفذ أحد طلابها رسوم تخطيطية لنحو12 مسجدا.
و أعربت ليفينجستون عن إعجابها بطرز عمارة الماء و أماكن العبادة لاسيما مسجد العباس في منطقة خولان صنعاء الذي وصفت نقوشه الأثرية بأنها مدهشة .
و اشارت ليفينجستون الى معرض عن بركة الماء في اليمن أقامته في العاصمة التشيكيية كما ألقت محاضرات في هذا الموضوع في استراليا و دول أخرى فضلا عن تدريس البركة لطلابها. و تمنت أن تتاح لها الفرصة لإقامة معرض مماثل في صنعاء .
و بدى أن عمل ليفينجستون على البركة كسر عزلة المياه المحدودة الحيز ووضعها في الواجهة بعدما بقي الاهتمام العام محصورا في أشكال أخرى مثل البحار و المحيطات و الأنهار . وتعطي صور ليفينجستون ملمحا جماليا للبركة ، منها صورة التقطت لبركة في سفح جبل في مناخة.
و أمضت ليفينجستون 16سنة في الهند تدرس ما يعرف بعمارة الماء تناولتها في كتاب صدر بالإنكليزية تحت عنوان "خطوات نحو الماء" .
و أعاد شح المياه الجوفية و انخفاض معدل هطول الأمطار (200ملم سنويا) الاهتمام بالمصادر التقليدية للمياه خصوصا و ان اليمن يخلو من الأنهار و البحيرات الجارية .
ويقول الصندوق الاجتماعي للتنمية أنه بنى خلال الفترة (2003-2006م) مئتين و ثمان برك مكشوفة و47 مغلقة و22 حاجزا مائيا كما أهل و رمم 188 بركة في مناطق مختلفة .
و بحسب الصندوق فان البرك وفرت 26في المائة من السعة التخزينية الإضافية لمياه الأمطار مقابل 64في المائة وفرتها الحواجز.
و ترى مورنا ليفينجستون أن البركة و إن ارتبطت بأماكن العبادة والحصون و كمصدر لشرب الإنسان و الماشية والري إلا أنها يمكن أن تكون ايضا و سيلة لتلطيف الجو و ممارسة رياضة السباحة و التدرب عليها .
وقالت:" انتابني السرور في منطقة شهارة حين شاهدت امرأة تدرب طفلتها على السباحة في بركة القرية ". منوهة بأهمية البركة وبخاصة في كون مياهها غير معاملة كيماويا.
و فيما ذكرت دراسة تناولت عمل الصندوق الاجنماعي أن 65% من افراد العينة أفادوا بتلوث مياه البرك ،شددت ليفينجستون على ضرورة الدفع باتجاه الاعتناء بالمياه و إنشاء أماكنها و اعتبارها جانبا من جوانب الراحة النفسية . و ذكرت انها شعرت ومترجمها بارتياح شديد خلال مكوثهما على خور المكلا نحو أربع ساعات " لقد تخلينا عن أجهزة التكييف"منوهة بالنظافة التي بدى عليها الخور و المدينة "كما أن الذين يتناولون القات في حضرموت قليلون"
و كشفت ليفينجستون أنها تسعى إلى دراسة العلاقة بين طراز المعمار اليمني و الزي الشعبي و قالت إن الملاحظات الأولية تشير إلى تشابه بين شكل النقوش التي تطرز الملابس الشعيية خصوصا النسائية وتلك النقوش تزين بها العمارة اليمنية.