وقد حضر حفل التكريم جمع كبير يتقدمهم عدد من العلماء والمشايخ والدعاة ونظارة وإدارة العلمة وشخصيات اجتماعية وأولياء امور الطلاب . والتي تعد من أحد اقدم المدارس الدينية التعليمية بوادي حضرموت التي تم تأسيسها عام 973 هـ من قبل الامام طه بن عمر الصافي السقاف وتتبع لجامع مسجد طه بسيئون
وفي الاحتفالية التي بدأت بتلاوة من الذكر الحكيم من قبل مجموعة من طلاب العلمة وأحاديث من كلام سيد البشرية محمد صل الله عليه وسلم أكد الداعية الشاب / محمد حسين الحبشي عن اهمية التعليم في الصغر وخاصة التهجي أي تعليم الحروف والقراء والكتابة ثم التنقل الى علوم القرآن والسنة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والتسليم وهكذا خطوة بخطوة حينها يرسخ العلم ويكون نواة راسخة وساس متين للتعليم العام بمختلف انواعه مشيرا بأن ما يعانيه غالبية الجيل الحالي هو صعوبة القراءة والكتابة ويعود السبب الاساسي هو البداية في التعليم , وأوضح الداعية / محمد حسين الحبشي الدور التي لعبته علمة طه التي اخرجت مئات من الكوادر العلمية ورسخت نواة التعليم فيهم من خلال منهجها التعليمي التي اسست من أجله داعيا اوليا الامور بحث ابناهم وتشجيعهم على طلب العلم مشيرا بأن التكريم للطلاب يعد احد الوسائل التربوية في تحفيز وتشجيع بقية الطلاب للتنافس فيما بينهم في كسب العلم والمعرفة .
وكان في بداية الاحتفالية رحب الاخ / احمد حسن السقاف نيابة عن نظارة جامع مسجد طه وإدارة العلمة بالحضور مستعرضا ابرز الانشطة التي نفذتها العلمة خلال هذا العام التعليمي من دورات للمعلمين والأنشطة الطلابية المختلفة مشيرا بأن عدد الطلاب الملتحقين بالعلمة 740 طالبا موزعين على فترتين منهم 240 طالبا يتراوح اعمارهم من 5 – 10 اعوام في فترة العصر موزعين على ثلاث مستويات لتعليم ( التهجي ) يقوم بتعليمهم 12 معلما بينما 500 طالب في فترة مابين المغرب والعشاء من عمر 9 – الجامعة موزعين على 8 مستويات تضمهم 31 حلقة تعليمية ويقوم بتعليمهم 41 معلما يتعلمون ( علوم القرآن الكريم , الفقه , السيرة , الحديث , التوحيد , والسلوك والأخلاق ) وأكد الاخ / احمد السقاف بأن العام التعليمي القادم ستشهد العلمة توسعا في اقسامها العلمية في مجال علوم القرآن الكريم والتعاليم الدينية المختلفة على منهج الوسطية والاعتدال ,
شاكرا الجهود التي يبذلها المعلمين والدعاة والشيوخ المتطوعين في تعليم اخوانهم وأبنائهم وتنشئة هذا الجيل بالعلم وفقا ما اوصى به سيد المرسلين محمد صل الله عليه وسلم ومؤسس العلمة الامام طه بن عمر السقاف رحمه الله .
وعبرت كلمة الطلاب المكرمين التي القاها الطالب علي محسن بن سميط عن الشكر والتقدير لإدارة العلمة والمعلمين على جهودهم التي بذلوها معهم في إيصال المعرفة اليهم والتي اكسبتهم معارف ومفاهيم وزرعت في قلوبهم حب طلب العلم ومواصلته لخدمة اهلهم ووطنهم لافتا بأن على الطالب ينبغي ان يتعرف ويتعلم فقه الدين والتلاوة وحفظ القرآن ومختلف التعاليم الاسلامية لتكون له زادا وعونا في حياته المجتمعية و التعليمية والعملية مستقبلا .
وفي الحفل القيت قصيدتان الاولى من الموشحات الدينة أدى احد طلاب العلمة والثانية عن ختم القرآن قدمها مجموعة من الطلاب نالت جميعها استحسان الحضور .وفي ختام الحفل تم تكريم 120 طالبا من المتفوقين في مجال ( حفظ القرآن , التهجي , والتلاوة , وأوائل الحلقات ) بشهادات إفادة وهدايا عينية .
الجدير بالذكر بأن علمة طه علمة طه من أقدم المعالم الدينية بمدينة سيؤن ، تأسست مع تأسيس المسجد في حوالي سنة 973 هـ واقترن اسمها باسم مؤسسها ومؤسس المسجد الإمام : طه بن عمر الصافي .
أنجبت هذه العلمة ، والتي كانت مكانا لتعليم و تحفيظ القران الكريم وعلومه عددا كبيرا من العلماء قديما وحديثا أشهرهم الإمام عمر بن سقاف السقاف والشيخ عبدالله بن عبدالقادر بامخرمة و شيخ المتأخرين عبدالقادر بن أحمد السقاف رحمهم الله جميعا . وتوقف نشاطها حوالي اكثر من 25 عاما في فترة حكم الاشتراكي آنذاك ولكن عاد نشاطها وتوسعتها بعد ان كانت تحتوي على غرفتين فقط وزاد الاقبال عليها بدفع الآباء بأبنائهم ليغرفوا من منبعها العلم والتعليم , إضافة الى وجود علمة للفتيات مع طاقم تعليمي نسوي خاص بهم خلال الفترة الصباحية فقط .