بأيمان قوي يشع من لسانه بكلماته التي حدثني بها بقوله ( الحمد لله الحمد لله ما شاء الله فعل ) واثقا بنفسه طموحا بقوله أدعو الله العلي القدير أن يوفقني ويحقق أمنياتي في مواصلة دراساتي العليا وفي جامعات راقية في تخصص الدراسات الاسلامية في الفقه والعقيدة . وهو احد طلاب ثانوية الصبان وتجاوز الامتحانات السنوية بنجاح في الصف الاول والثاني بنسب تفوق 70 % حسب ما اخبرني .
كان ذلك خلال زيارتي الى ثانوية الصبان يوم امس الاثنين للتغطية الصحفية لعملية سير الاختبارات النهائية للثانوية العامة وفي ثاني يوم اختباري  في مادة اللغة الانجليزية اخبرني احد وكلاء مدير المركز ألامتحاني بأنه يوجد طالب موهبة كفيف البصر يخوض غمار الامتحانات النهائية لهذا العام فأرشدني الى مقعده في غرفة خاصة مع عدد قليل من زملائه  فذهبت اليه فوجدته قد انهاء الاختبار وجالسا بورقته مع ملكوته ينتظر من يأخذه من زملائه او اخوانه او اقاربه ليعود به الى بيته
فدنوت نحوه وبادرته بالسؤال بعد السلام كيف اسئلة الامتحان اليوم فأجابني دون تردد الحمدلله والشكر له لقد استطعت الحل بعد فهمي للأسئلة بعد قيام المراقب مشكورا بقراءة لي كل سؤال على حده واسرد عليه الاجابة . ثم عرفت نفسي له وإعجابي وتقديري واحترامي بأنه يملك هذا الروح العالي من التفاؤل والثقة والاعتزاز بالنفس ومن هنا بدأ الحديث .
اوضح بأن فقدان بصره ليس ناتج عن حادثه لا سمح الله وإنما قال منذ ولادتي كما اخبرته اسرته ولكن ليس مثل ما عانيه اليوم كنت اشاهد وإقراء ولكن بصعوبة من خلال تقريب الكتاب او تكبير الخط واستمرت تلك الحالة وأنا مواصلا دارستي حتى الصف التاسع وكل عام يختلف عن آخر والدي جزاه الله خير وحفظه وأطال في عمره بذل الغالي والنفيس بالذهاب بي الى العديد من الاطباء ولكن الجميع اجمع بأن هذه الحالة ليس لها علاج وسوف تستمر معي حتى اني الان لا استطيع ان ارى الاشياء نهائيا بوضوح برغم وجود بصيص النور ولكن الحمدلله والشكر له هذا مكتوب لي والأمل بالله موجود وهو على كل شي قدير ولم يمنعني من مواصلة دراستي واجتهادي بفضل من الله اولا ثم من اسرتي التي تشجعني وتحفزني وأصدقائي اللذين يساعدوني على مراجعة الدروس والتي هي عبارة عن دروس بفلاشات سمعية لجميع المواد ما عداء اللغة الانجليزية للأسف لا توجد لها فلاشات سمعية وأضاف الامتحانات سهلة والحمدلله وما حفزني اكثر ما لمسته من اهتمام بي من قبل إدارة المركز ألامتحاني والمراقبين حيث يخصص لي مراقب لكل امتحان يقوم بقراءة الاسئلة وأنا املي عليه الاجابة لكل سؤال , وأشار بأن ابرز الصعوبات بأن مادة اللغة الانجليزية ليس لها مادة صوتيه ولكني بفضل الله تجاوزتها اليوم بالمراجعة من قبل عدد من افراد اسرتي وأصدقائي وبالنسبة للكفيف يعفي من مادة الرياضيات والمواد العلمية التي تعتمد على الجداول والرسومات التي لا يستطيع ان يراها ,
ودعاء الكفيف الطالب الحافظ / عبدالله باجري الجهات المسئولة ومنظمات المجتمع المدني بالمساهمة في توفير الوسائل التعليمية للمكفوفين حتى يتمكنوا من مواصلة دراساتهم ,
وحول طموحه المستقبلي والعملي اجاب اتمنى في مواصلة دراساتي العليا وفي جامعات راقية في تخصص الدراسات الاسلامية في الفقه والعقيدة وان تكون جامعة الملك سعود او جامعة ام القرى او الجامعة الاسلامية بالمدينة المنورة .
حقيقة لم استطع تكملة معه الاسئلة التي غلبتني دموعي ولم استطع حينها اتكلم امام شاب ما شاء الله تبارك الله يشع حماسا وبهجة وثقة بالنفس للأسف لا تجدها في العديد من الشباب في سنّه من الاصحاء ولكن هذه حكمة الله وقدرته ان يضعها في من يشاء وعبر هذا المنبر وبتلك الكلمات عن هذا الشاب الحافظ لكتاب الله اوجه الشكر والتقدير لأفراد اسرته وفي مقدمتهم والده الاخ العزيز الداعية لله الشيخ / احمد صالح باجري على حسن التربية وزرع الثقة وتشجيعه وتحفيزه اجرها عند الله عظيم وأتوجه بالنداء لكل اصحاب القلوب الرحيمة والأيادي البيضاء والمؤسسات الراعية للموهوبين وفي مقدمتهم مؤسسة العون للتنمية ومؤسسة حضرموت للتنمية ومؤسسة الصندوق الخيري للطلاب المتفوقين ان يتبنوا هذا الموهبة الذي يحتاج للجميع وتحقيق أمنيته والذي اتمنى ان يحقق تحصيل علمي ممتاز جدا والتحاقه بالجامعات الذي يطمح اليها ,