وقد وافت عميد الرباط المنصب / علي بن
عبدالقادر الحبشي المنيّة ليلة 27 رمضان من العام الجاري 1436 هـ عن عمر ناهز التسعون
عاما قضى معظمها في حقل التربية والتعليم منذ خمسينات القرن الماضي معلما
وتربويا أنموذجا وشاعرا وأديبا وصحفيا وموثقا تخرج على يده الكثير من طلاب
العلم اللذين تبوّأو العديد من المناصب القيادية وفي مختلف مجالات الحياة
.
وفي الحفل الذي بدأ بآي من الذكر الحكيم تلاوة الحافظ مرتضى الحبشي أستاذ
قسم تحفيظ القرآن الكريم بالرباط رحب الباحث اللغوي الداعي إلى الله /
إبراهيم بن علي بن عبدالقادر الحبشي أستاذ قسم اللغة العربية برباط العلم
نيابة عن والده عميد الرباط بالحضور لافتا بأن هذه الإحتفالية التأبينية
أتت لتكريم التاريخ والإنسانية للأستاذ الذي عرفه الجميع تربويا ومعلما
عظيما وأبا ومربيا وشاعرا وأديبا ومناضلا جسورا .
مؤكدا على جمع ما قيل
ويقال خلال هذا الحفل من قصائد مرثية ومعلومات قيمة عن حياة الفقيد في
كتيّب سيتم نشره عن هذه الشخصية . فيما أشار الأخ / مهدي أبوبكر السقاف
رئيس مجلس الإدارة في كلمة عن رباط العلم الشريف بسيئون بأن هذه الفعالية
تأتي ضمن سلسلة أنشطة الرباط في خدمة العلم والعلماء محليا وخارجيا وإبراز
مناقبهم وتعريف المجتمع بهم وجمع مأثوراتهم وإبداعاتهم ودراسة سيرهم من
خلال معاصريهم وما خلفوه من كنوز في العلم والمعرفة والأدب والشعر .
فيما
عددت كلمة أسرة الفقيد ألقاها حفيده هدار محمد الهدار مناقب الفقيد
والسلوكيات والصفات الحميدة التي تحلى بها ونشاطه العلمي والأدبي والشعري
ودوره الريادي في وضع اللبنات الأولى للمدارس الأهلية في كل من القطن
وسيئون وبور ودوعن وإسهامه في المجتمع والصحف ومشاركته في العمل السياسي
سوى كان بمقالاته أو قصائده الشعرية المناهضة للأوضاع آنذاك والتي سجن على
إثرها أكثر من مرة وأضاف حفيده هدار محمد الهدار في كلمة أسرة الفقيد بأن
جده رحمة الله عليه وبعد تقاعده من السلك التربوي عام 1982 م تفرّغ في خدمة
المآثر ونسخ الكتب بخطه الجميل وخلف المئات من المجلدات المخطوطة مشيرا
بأنه من مواليد 1346 هـ بمدينة سيئون بدأ تعليمه بمعلامة مسجد طه بن عمر
بسيئون ثم مدرسة النهضة لافتا بأن الفقيد حافظا لألفية بن مالك في النحو
تلقاها على أيدي شيوخ وعلماء شاكرا في ختام كلمته نيابة عن جميع أفراد
أسرة الفقيد عميد رباط العلم الشريف / على بن عبدالقادر الحبشي وإدارة
الرباط وكل من ساهم في إقامة هذه الاحتفالية ولكل من حضر من تلك الشخصيات
عرفانا وتقديرا لما قدمه في خدمة المجتمع .
كما تحدث في الحفل التأبيني
العديد من الشخصيات التربوية والأدبية والاجتماعية والسياسية الذين عاصروه
ومن تلامذته وكان أبرزهم ( التربوي القدير الشيخ / عبدالله صالح الكثيري ,
والأستاذ القدير / عبدالكريم عَبُود , الروائي حسين حسن بن عبيدالله ,
الشاعر والأديب والروائي الدكتور / أبوبكر محسن الحامد , الأستاذ / سعيد
أحمد قوقح , عضو المجلس المحلي بالمحافظة المهندس / محمد أبوبكر حسان ,
الشخصية الإجتماعية / أحمد بن محمد بن سالم السقاف , الأستاذ والشخصية
الإجتماعية / محمد عبدالله عبدالقادر بارجاء , الأستاذ / ناصر مرجان , الأخ
/ قائد عبدالله الكثيري , الأستاذ / محمد علي بن وثاب ) .. أثنى كل المشاركين
مرتجلين وبمشاعر صادقة وبكلمات مؤثرة لامست قلوب الحاضرين على الخصال
الحميدة للفقيد وحسن سلوكه وقدوته وتعامله مع الجميع بحس أبوي وتربوي
يحترمه الجميع وقدم جهودا جليلة في خدمة التعليم ولم يلقي مايستحق ولا
الجزء اليسير لتلك الجهود رافع الهامة ولا ينظر الى سفاسف الأمور بل كان
ينبوعا متدفقا في العطاء وتمتعه بمواهب عدة إجتماعيا وسياسيا مؤكدين في
حديثهم بأن هذا الحفل التأبيني هو تأبين العلم في أحد صناعه بوادي حضرموت
وتكريما للتربويين بما قدموه من عصارة جهدهم واعتبروه علما من أعلام مدينة
سيئون مستعرضين خلال حديثهم مآثره ونماذج من اشعاره ونضاله وأدبه ويعد من
أبرز خطاطي وادي حضرموت آنذاك مؤكدين على أهمية التوثيق لمثل تلك الشخصيات
وإبداعاتها وأسلوبها لتكون نورا يهتدي بها الجيل الحالي لطريق العلم
والمعرفة .
كما تم في الحفل عرض روبرتاج مصور وثائقي عن حياة الفقيد من
إنتاج رباط العلم الشريف بسيئون .
وكان استهل الحفل بقصائد مرثية في الفقيد
من قبل الشاعر والأديب والمؤرخ الوالد / جعفر بن محمد السقاف والشاعر
والأديب / على أحمد بارجاء والشاعر / إبراهيم بن علي الحبشي نالت جميعها
استحسان الحضور كما استمع الحاضرون إلى عدد من القصائد والموشحات بأصوات
وألحان شجية أطرب معها الحضور .
وفي ختام الحفل التأبيني قرأت الفاتحة على
روح الفقيد داعيين له بالمغفرة والرحمة سائلين العلي القدير أن يسكنه فسيح
جناته ويعلي درجاته برحمته إنه أرحم الراحمين.