للباحث اليمني / نبيل علي الرزاقي.. رسالة ماجستير حول العلاقات اليمنية الإيرانية للفترة 1990- 2003
   
موقع المحافظة/صنعاء/سبأنت - 15/9/2005

أكد الباحث / نبيل علي الرزاقي ان العلاقات التاريخية اليمنية الإيرانية ازدادت نموا منذ بدء الدعوة الاسلامية.. معتبرا التمازج والتداخل والقواسم المشتركة بين الشعبين, عوامل مساعدة ومحفزة لتعزيز أواصر العلاقات الثنائية ومجالات التعاون بين البلدين الشقيقين في العصر الحديث .
وتناول الباحث في الفصل الأول من رسالته التي تقدم بها لكلية التجارة بجامعة صنعاء بعنوان " العلاقات اليمنية الإيرانية خلال الفترة 1990ــ 2003م " ونال بموجبها درجة الماجستير بامتياز، تناول العوامل المؤثرة في العلاقات العربية الإيرانية ومحاور السياسة الخارجية الإيرانية.
واشارت الرسالة إلى السياق التاريخي للعلاقات اليمنية الإيرانية بعد طرد الأحباش واستقرار الفرس في اليمن والذي نتج عنه نوع من الاندماج والاختلاط مع ابناء الشعب اليمني ، ما أفرز جيل جديد أطلق عليه في اليمن لقب (الأبناء) وكانوا ممن آمنوا بالدعوة الاسلامية..
كما تطرقت الى موقف إيران من ثورة 26 سبتمبر 1962م, ووقوفها الى جانب الطرف المناوىء للثورة ، وذلك قبل اعترافها بالجمهورية العربية اليمنية في مطلع السبعينات، فضلا عن موقف اليمن من الثورة الايرانية, والتي كانت من أوائل الدول التي أرسلت وفدا للتهنئة بنجاح الثورة عام 1979م.
وتطرقت الرسالة في الفصل الثاني الى المحددات المحلية والاقليمية والدولية ودورها في التأثير على العلاقات اليمنية الإيرانية.
فيما تناول الفصل الثالث " مسار العلاقات اليمنية الإيرانية " والقضايا الداخلية التي كان لها انعكاسات مباشرة على طبيعية العلاقات بين البلدين مثل اعادة تحقيق الوحدة اليمنية ، وفتنة محاولة الانفصال والموقف الإيراني المساند للوحدة , الى جانب التحولات السياسية الداخلية في إيران وخصوصا بعد إنتخاب الرئيس الإيراني سيد محمد خاتمي ، والقضايا الخارجية التي عكست نفسها على طبيعة العلاقات اليمنية الإيرانية والمتمثلة بالصراع العربي الإسرائيلي والأمن في الخليج ومكافحة الإرهاب.
وفي الفصل الرابع يتناول البحث مجالات التعاون السياسية والاقتصادية والثقافية بين اليمن وإيران.. ويشير الى أن العلاقات اليمنية الإيرانية شهدت عام 90م أولى خطواتها نحو الحراك والتفاعل والتعاون المشترك, لكن بخطى بطيئة تفتقد إلى الديناميكية.. واوضح الباحث الرزاقي ان العلاقات بين البلدين شهدت خلال الفترة 97 -2003 نشاطا سياسيا ودبلوماسيا مميزا خاصة فيما يتعلق بالمواضيع التي تحتاج الى تعاون وتنسيق وتشاور مشترك مثل الأوضاع في الخليج وأسلحة الدمار الشامل وحقوق الإنسان ومكافحة الإرهاب، بالإضافة الى الانفراج شبه الكامل في علاقات إيران بدول الخليج وأوربا واليابان، واتفاق وجهة النظر بين صنعاء وطهران ازاء الكثير من القضايا الإقليمية.
وفيما يخص الجانب الاقتصادي اشار الرزاقي الى ان اللجنة الاقتصادية المشتركة اليمنية الايرانية عقدت خلال الفترة 90-2003م ست دورات تم خلالها التوقيع على 52 اتفاقية للتعاون.. كما ان الميزان التجاري بين البلدين شهد تناميا ملحوظا خلال نفس الفترة.
كما تطرق الباحث في رسالته إلى الإشكاليات التي واجهت العلاقات اليمنية الايرانية, مرجعا تلك الاشكاليات الى الجانب الايراني, نتيجة لتعاطي بعض وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية مع الاخبار المشوهة عن اليمن والمستقاة من مصادر في المعارضة, وجنوح بعض التيارات في ايران لفرض رؤاهم المذهبية من خلال تواصلها مع بعض التيارات التي لاتمثل وزنا يذكر في اليمن, فضلا عن فهم ايران غير المبرر حسب رأي الباحث لعلاقات اليمن مع الدول العربية والاوروبية وامريكا.. مبينا انه على الرغم من كل هذه المآخذ المتبادلة إلا ان قيادتي البلدين لديهما حرص مشترك لاحتواء أي طارئ قد يمس علاقات التعاون الثنائي بين البلدين .
وأعتبر الباحث الرزاقي التحولات السياسية في إيران عقب انتخاب الرئيس الإيراني سيد محمد خاتمي, بانها شكلت منعطفا حقيقيا في تاريخ العلاقات بين البلدين وأزالت الكثير من الترسبات العالقة.. لافتا الى ان تصاعد ونمو العلاقات اليمنية الإيرانية لم يتأثر كثيرا بالبيئتين الإقليمية والدولية كونها لم تستهدف بالأساس النيل من مصالحهما.
واوضح ان التعاون الثقافي أحتل المرتبة الأولى في علاقات التعاون بين البلدين استنادا إلى الملامح الحضارية والثقافية في اليمن وإيران باعتبار إن البلدين يزخران بموروث ثقافي وحضاري واسع.. مشيرا الى ان التعاون الثقافي شهد نشاطا ملموسا خاصة في مجالات المنح الدراسية والآثار وطباعة الكتب القديمة وترميم المخطوطات الأثرية وإقامة المعارض الثقافية .
وتطرق الباحث إلى الآفاق المستقبلية للعلاقات اليمنية الايرانية, متوقعا ان تتجه نحو المزيد من التعاون والتنسيق استنادا إلى تأكيد قيادتي البلدين المتواصل ورغبتهما المشتركة لتطوير وتعزيز هذه العلاقات, إضافة إلى تقارب وجهات نظرهما إزاء الكثير من القضايا الإقليمية والدولية والنجاح في إزالة الاثار السلبية لحرب الخليج الثانية.

    Bookmark and Share

هل تؤيد فكرة انشاء الأقاليم كأحد مخرجات الحوار الوطني ؟


النتيجة