حيث تقام بهذه المناسبة الندوات والمحاضرات وجلسات الذكر والمواعظ تتحدث عن الهجرة النبوية وتتكاثر الدعوات إلى العلي القدير ان يجعله عاما جديدا بالخير والبركة والصحة والعافية وتطور ونماء لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية في جميع أصقاع المعمورة .
ففي مدينة سيئون تتجلى فرحة راس السنة الهجرية إضافة مما ذكرناه سابقا في كيفية احتفال أطفال المدينة بهذه المناسبة والتي ينتشر فيها الأطفال من صباح اليوم الباكر في شوارعها وأزقتها ووسط السوق العام للمدينة حاملين في أيديهم المباخر بمختلف الأنواع بالعامية ( مقاطر وبوابير) يتطاير منها روائح اللبان ( البدوي ) الزكية على شكل جماعات منفردة مرددين الأهازيج ( مدخل السنة بركة والسيل فوق التكة ) ( يا لبان ياكوكبان ابعد إبليس والشيطان ) في موروث شعبي تتناقله الآجال جيل بعد جيل في وجه طفولي يملؤه الفرحة والبهجة باحتفالية هذا اليوم والذي يكرمون به من أصحاب البيوت وأرباب المحلات التجارية بمبلغ يسير من المال أوشي من الحلوى اوالشيكولاته او يزودهم بالبخور بعد ان يقوموا الأطفال يبخروا المحل أو مدخل البيت بروائح اللبان المتطاير من المباخر ( المقاطر ) ويقدموا الأهازيج بدون خجل او خوف وسط شغف ومشاهدة الوافدين للمدينة من خارجها لهذا الموروث الجميل والتي تعد في نظرهم عادات وتقاليد غريبة عليهم و الذي لازال يحتفظون بها هؤلاء الأطفال حيث تجد هم الأولاد مع بعض والفتيات مع بعض وهم يلبسون الثياب الجميلة التي ارتدوها من قبل أهاليهم بهذه المناسبة بعد تزويدهم بالمبخرة والفحم الخشبي والبخور ( اللبان ) .
خلال تجوالنا ومصاحبة الأطفال ومشاهدتهم والبسمة والفرحة ترتسم وجوهم ناهيك عن استعداد أرباب المحلات والبيوت لهذه المناسبة والذي تجدهم يستقبلونهم بعد ان يسمعوا منهم مايرددون من أهازيج بكل براءة لحظات جميلة تعيشها برفقتهم والكل يريد ان يتصور بدون خجل او استحياء وقد عبر العديد من المواطنين عن هذه المناسبة مجمعين على التراث الذي بقي بمدينة سيئون ويتذكرون ايام الطفولة التي كانوا يمارسون هذا الابتهاج والفرح بفارق تغير الزمن وظروفه والحياة المعيشية له .
المواطن / عوض عبيد عوض الجريدي من ساكني مدينة سيئون يتحدث عن هذه المناسبة بين الأمس واليوم قائلا:-
في هذا اليوم السعيد وبمناسبة دخول العام الهجري الجديد داعيين الله عز وجل ان يجعله عاما مليئا بالمحبة والسلام والتآخي بين جميع الناس ويصلح الأحوال من حال إلى أحسن حال و بالنسبة للسنين الماضية التي عشناها من قبل خمسين عام فكانت الاحتفالات تختلف عن احتفالات الوقت الحاضر فكانت الأعياد تأتي ونحن في المعلامة قبل شي مدارس حكومية وإنما علم فقط مثل علمة طه بن عمر وعلمة بريكات وتعطل تلك المعلامة لمدة ثمان أيام احتفال بالعيد الهجري وعند التقفيل يردد الأطفال ( تكسير الأقلام ثمان أيام ماشي تعلام ) وهي نابعة عن فرحة بقدوم هذا العيد ونفس الاحتفالات التي تحصل اليوم ولكن تجد الأطفال يخرجون إلى الشوارع ويزورون المقابر وقبر الغريب في منطقة عيديد بالسحيل والثاني في النخل شمالي مدينة سيئون بحي الثورة أما بالنسبة لاحتفالات اليوم فهي تختلف وذلك من خلال وجود المادة مع الناس وزاد الأطفال أكثر من أول وترى الآن السوق يتصاعد منه البخور والأهازيج التي تردد وفي نفس الوقت يتحصلوا على مبلغ زهيد من المال لتكتمل الفرحة لديهم وهذه اعتبرها من وجهة نظري من العادات القديمة ومن الموروث الشعبي الذي تم المحافظة عليه جيل بعد جيل .

اما المواطن ناصر برك حنشي ( بوكندان ) تحدث عن هذه العادات قائلا :-
نتمنى ان تكون سنة جديدة ان شاء الله علينا وعلى الأمة العربية والإسلامية وكما تلاحظ انتشار الأطفال في كل مكان في الشوارع والأسواق وبين البيوت وهم يرددون مخل السنة بركة والسيل فوق التكة تعبيرا خاص بالطفل وهو يتمنى ان تكون سنة خير وبركة على أهلة وأسرته وتتصاعد من بين أيدهم وهم يحملون تلك الأدوات البخور الذي يتطاير في سماء مدينة سيئون وهو تعبير آخر لهم أن تدخل هذه السنة بنفحات الطيب وعلى يبتعد كل ما يعكر صفو الحياة اليومية لهذه السنة حقيقة هم لا يدركون ذلك وإنما توارثوها جيل بعد جيل متمنيا ان تكون سنة خير للشعب اليمني وخاصة بعد توقيع المبادرة الخليجية و أن شاء الله يكون يمن مزدهر في المستقبل وهذه عادة يقوم بها الأطفال عادة من وجهة نظري جميلة وهي على الأقل بالتذكير بدخول سنة هجرية جديدة وفيها التراحم والتآخي بين الأطفال كما تشاهدهم جماعات يسيرون مع بعض.
هكذا كان يوما مليْ بالفرح والذي يبدأ منذ الساعات الأولى من صباح اول يوم من العام الهجري الجديد وتكون ذروته بين الساعة التاسعة صباحا حتى الثانية عشر ظهرا في مختلف أحياء مدينة سيئون ويتلاشى في وقت العصر إلا فيما ندر من عدد من الأطفال الذين ما حالفهم الحظ في كسب عدد من الريالات والحلويات والشيكولاته من فترة الصباح وعندما يعودوا إلى بيوتهم يقوموا بحصر ماجنوه من هذه السنة المباركة حسب اعتقادهم وإنها سنة خير وبركة ويتم توزيع المبالغ فيما بينهم بالتساوي وسط فرحة غامرة متمنين ان تكون كل الأيام عيد.
ندعو الله العلي القدير ان تكون سنة خير وبركة ورحمة وان يفرج أزمات المسلمين ويرحم المسلمين ويبعد الفتن ما ظهر منها وما بطن وانه على كل شيْ قدير.