في إطار نشاطه الثقافي الأسبوعي نظم مركز ابن عبيدالله السقاف لخدمة التراث والمجتمع بمدينة سيؤون مساء أمس محاضرة بعنوان "وقفات ورؤى مع بعض المفاهيم" للسيد/ عبد الرحمن بن طه الحبشي الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة الأحقاف بتريم استعرض فيها عددا من المفاهيم والرؤى التي نلامسها ونتعايش معها في مجتمعاتنا والتي بحاجة إلى وقفات وتأملات ودراسة وبحث ونشرها في الأوساط عامة الناس بما يفيد وينفع.
مبينا في محاضرته أن بعض المفاهيم التي قد يتسبب عدم إيضاحها أو فهمها على وجهها الصحيح في تدني مستوى الفهم وإعاقة في التفكير عند البعض، وهذا ما يؤدي إلى إرباك المجتمع وإدخال الفرد في إشكالات معرفية وعلمية.داعيا في هذا الصدد إلى إيجاد مؤلفات تعنى برفع مستوى التفكير وتهتم بترسيخ لغة التفاهم الفكري بين العامة والعلماء وذلك من خلال الحفاظ على المفاهيم والقيم الراسخة في مجتمعنا منذ القدم وإظهار الخافت منها وتصحيح بعض المفاهيم المغلوطة والمستحدثة. وأشار الحبشي في محاضرته التي حضرها عدد من الأساتذة والمهتمين والباحثين ورواد مركز ابن عبيدالله السقاف إلى أن لكل مجتمع قيم وثوابت يتعامل في نطاقها العلماء والدعاة، وان المتلقين تختلف مستوياتهم من عصر إلى آخر، منوها إلى أن النطاق يعتبر هو محل تأثير العلماء والجهة التي يتخاطب معها المرشدون والمصلحون والذين يحرصون على الرفع من مستويات العامة ممن يعنيهم العالم بخطابه ويقصدهم بوعظه وإرشاده.هذا وقد أثريت المحاضرة بالمداخلات والنقاشات المستفيضة من قبل الحاضرين والتي نوهت في مجملها إلى الدور الكبير للعلماء والدعاة الإجلاء وأهمية دورهم في كشف المفاهيم المغلوطة والمدسوسة في مجتمعاتنا من بعض الجهات المعادية لديننا الإسلامي الحنيف والمؤججة للخلافات والفتن, مطالبين العلماء والدعاة إلى إيضاح تلك المفاهيم إلى عامة الناس بالحقائق والدلائل والبراهين التي تؤكد جنوح تلك الفئة والحث على نشر قيم ومبادئ الوسطية والاعتدال ونبذ كل المفاهيم التي تدعو إلى التطرف والتعصب والغلو والى ضرورة أن تقترن الدعوة إلى الله بالعلم والمعرفة بعلوم الدين والشرع وعدم الفصل بين مفهوم الدعوة إلى سبيل الله ومفهوم العلم. هذا، وفي نهاية المحاضرة قدم الحاضرون عددا من الاستفسارات المتعلقة بموضوع المحاضرة وقام المحاضر الأستاذ عبد الرحمن بن طه الحبشي بالرد والتعليق عليها.